02/04/2024 - 22:50

قتل فريق الإغاثة الأجنبي بغزة لم يكن بسبب غياب التنسيق: الجميع بالجيش الإسرائيليّ "يفعل ما يحلو له"

قيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال، تحاول التنصّل من مسؤوليتها عن الجريمة، التي ارتُكبت الليلة الماضية في دير البلح، وأسفرت عن مقتل 7 من موظّفي منظمة "المطبخ المركزي العالمي".

قتل فريق الإغاثة الأجنبي بغزة لم يكن بسبب غياب التنسيق: الجميع بالجيش الإسرائيليّ

إحدى مركبات الفريق الإغاثيّ التي استهدفها الاحتلال (Getty Images)

أكّدت مصادر بالجيش الإسرائيليّ أن قتل فريق الإغاثة الأجنبي في غزة، ليل الإثنين - الثلاثاء، لم يتمّ بسبب مشاكل بالتنسيق بين جيش الاحتلال والمنظّمات الإنسانيّة في القطاع، وإنما بسبب عدم التزام قادة ميدانيين في الجيش بالأوامر والتعليمات.

جاء ذلك بحسب ما أوردت صحيفة "هآرتس" في تقرير صحافيّ عبر موقعها الإلكترونيّ، مساء الثلاثاء، نقلا عن مصادر بالجيش الإسرائيليّ، لم تسمّها.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، وفق بيان أصدره الجيش بعد انتصاف ليل الثلاثاء – الأربعاء، إن "هذا الحدث الصعب كان نتيجة تشخيص خاطئ في ظروف معقدة في الليل خلال الحرب. لم يكن ينبغي حدوث ذلك وسنكمل التحقيق في الأيام القريبة حتى نستخلص العبر وننفذها على الفور".

وأضاف "أتممنا التحقيق الأولي حول ما حدث، إذ أن الضربة لم تكن متعمدة ضد عمال الإغاثة، ونحن سنواصل العمل من أجل توفير الحماية للمنظمات الدولية التي تقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية".

وأشار هليفي إلى أن "الضربة هي خطأ فادح. إسرائيل تخوض حربا ضد حماس وليس ضد سكان غزة، إذ أننا نعتذر عن هذه الضربة غير المتعمدة ونقوم بالتحقيق بدقة في ما حدث على أن نشارك نتائج التحقيق بشفافية كاملة مع المطبخ المركزي العالمي والهيئات الدولية الأخرى".

واعتبر "نحن نرى أهمية كبيرة في الاستمرار بتقديم المساعدات الإنسانية وسنواصل العمل للمساعدة في هذه الجهود الحيوية".

وبحسب مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيليّة، فإن "القادة (الميدانيين) والقوات تصرّفوا بشكل مخالف للأوامر والتعليمات".

وذكرت المصادر أن قيادة المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال، تحاول التنصّل من مسؤوليتها عن الجريمة، التي ارتُكبت الليلة الماضية في دير البلح، وأسفرت عن مقتل 7 من موظّفي منظمة "المطبخ المركزي العالمي".

جثمان إحدى أعضاء الفريق الإغاثيّ (Getty Images)

ونقلت "هآرتس" عن مصدر في شعبة الاستخبارات العسكرية ("أمان")، القول إن القيادة الإسرائيلية "تعرف بالضبط سبب الهجوم؛ داخل القطاع يفعل الجميع ما يحلو له".

وفي حين أشار التقرير إلى أن إجراءات الجيش الإسرائيليّ تنصّ على أن الذين يجب أن يمنحوا الموافقة النهائية على استهداف "أهداف حسّاسة"، مثل منظمات الإغاثة، هم من كبار الضباط برتبة قائد فرقة، أو قائد عامّ، وحتى رئيس أركان الجيش؛ نقل عن المصدر ذاته تأكيده أن "كلّ قائد يضع القواعد لنفسه" في غزة، وبالتالي يعطي تفسيره الخاصّ لإجراءات إطلاق النار.

وأشار التقرير إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان قرار إطلاق النار على قافلة فريق الإغاثة، "قد تم طرحه للموافقة عليه من قبل كبار الضباط".

(Getty Images)

وكان الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن قد زعما أن مقتل موظّفي الإغاثة، كان بسبب غياب التنسيق بين قوات الجيش بغزة، وممثلي المنظمات العاملة في الميدان.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أوعز وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، بتشكيل فريق لفحص ملابسات مقتل فريق الإغاثة الأجنبي، الذين قُتل أعضاؤه باستهداف الجيش الإسرائيليّ، سيّارة كانوا يستقلّونها في دير البلح، الليلة الماضية، فيما طالبت واشنطن بتحقيق "محايد" بشأن ما جرى.

التعليقات