شارك يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، على حسابه الخاص في منصة تلغرام، مقطع فيديو لجندي في قوات الاحتياط التابعة للجيش الإسرائيلي يشارك في الحرب المتواصلة على قطاع غزة المحاصر منذ 232 يوما، يهدد بالتمرد العسكري وعدم الانصياع لقيادة الجيش ورفض "تسليم" قطاع لأي جهة فلسطين.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وظهر في الفيديو الذي شاركه نتنياهو الابن، جندي عرّف نفسه على أنه مقاتل في قوات الاحتياط ويشارك في الحرب على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتحدث مخاطبا رئيس الحكومة، نتنياهو، قائلا: "نحن مقاتلو الاحتياط لا نعتزم ‘تسليم مفاتيح غزة‘ لأي سلطة فلسطينية أو لأي جهة عربية، لا حماس ولا فتح ولا غيرها".
وظهر المقاتل ملثما ومسلحا وقد كتب على جدار في الخلفية شعارات كاهانية تشير إلى أفكار الحاخام الفاشي، مئير كاهانا، مؤسس حركة "كاخ" الإرهابية، وقال مخاطبا نتنياهو: "مقاتلو الاحتياط خلفك، ونحن نريد الانتصار، لدينا فرصة لن تتكرر، هناك 100 ألف مقاتل في قوات الاحتياط وهم مستعدون لبذل أرواحهم. سنبقى هنا حتى النهاية".
وطالب هذا المقاتل وزير الأمن، يوآف غالانت، بالاستقالة، معتبرا أنه "غير مؤهل للانتصار في الحرب"، وهدد بالعصيان العسكري وقال إن "100 ألف مقاتل سيظلون على الجدار، ولن يغادروا غزة وسيدعون المواطنين الإسرائيليين للقدوم إلى القطاع، وسنستجيب فقط لقائد واحد، ولن يكون وزير الأمن، ولا حتى رئيس الأركان"، هرتسي هليفي".
وتابع "نحن نقاتل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ونريد أن نمزق كل من بقي هنا (في إشارة إلى أهالي قطاع غزة)، كل من احتفل بذبحنا، وجميع الأطفال الصغار الذين داسوا على رؤوس أخوتنا الجنود عندما وطأت أقداهم على أرض غزة، نحن نريد أن نقتل جميع هؤلاء؛ لن يظل أحد منهم على قيد الحياة. نريد أن نبيدهم؛ وأنت سيد غالانت غير قادر على فعل ذلك".
وأضاف الجندي الذي سجل المقطع داخل ما بدا أنه منزل مهدم بقطاع غزة، مهددا وزير الأمن الإسرائيلي: "إما أن تغير الأسطوانة، وتفهم أننا نريد الانتصار، أو أننا سنستجيب فقط لرئيس الحكومة؛ أردتم انقلابا عسكريا؟! نحن سنريكم كيف يكون الحسم والنصر".
ومنذ أن قام يائير نتنياهو بمشاركة مقطع الفيديو صد عشرات الآلاف من المشاهدات. وفي حين لم يؤكد الجيش الإسرائيلي ما إذا كان الشخص الذي يظهر في المقطع هو جندي، قال إن شرطة التحقيق العسكرية، فتحت تحقيقا في القضية، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".
وبحسب الصحيفة، فإن الأقوال الواردة في الفيديو ومشاركته من قبل نجل نتنياهو قد تشكل جريمة جنائية تشمل "التمرد والدعوة إلى التمرد"، والتي قد تصل عقوبتها لمدة خمس سنوات؛ ونقلت عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله: ""السلوك الموثق في الفيديو هو انتهاك خطير لأوامر وقيم الجيش الإسرائيلي، ويشكل شبهة ارتكاب جرائم جنائية".
وقال إن "النيابة العسكرية أمرت الشرطة العسكرية بفتح تحقيق؛ وفي نفس الوقت الذي يتم فيه التحقيق، ونظرا لخطورة الواقعة، أمر رئيس أركان الجيش بإجراء حوار قيادي فوري على جميع المستويات"، علما بأن الفيديو الذي يكشف عن الميول الانتقامية في الجيش الإسرائيلي، جاء في سياق الخلاف بين نتنياهو من جهة، والقيادة العسكرية والأمنية وغالانت من جهة أخرى، بشأن مستقبل قطاع غزة.
التعليقات