يتوجه وفد إسرائيلي، مساء اليوم الخميس، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، لبدء مفاوضات بوساطة قطرية ومصرية حول تمديد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وجاء في بيان مقتضب صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه وجّه بإرسال وفد التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة مساء اليوم، وذلك عقب مداولات أمنية أجراها خلال الساعات الأخيرة.
وقال مسؤول إسرائيلي، في إحاطة لوسائل الإعلام، إن الوفد المفاوض سيتوجه إلى القاهرة سعيًا للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين يوم السبت المقبل، إذا أمكن ذلك، رغم عدم وجود أي تفاهم بهذا الشأن حتى الآن.
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، إن إسرائيل مستعدة لتمديد الإطار الزمني القائم للاتفاق، مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى. وأضاف "إذا كان ذلك ممكنًا، فسنقوم به"، وذلك في إشارة واضحة إلى تنكر إسرائيل للمرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف أن الوفد المفاوض سيتوجه إلى القاهرة لبحث إمكانية إيجاد أرضية مشتركة لتمديد الاتفاق، وذلك مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين، علمًا بأن الاتفاق ينص على الانتقال للمرحلة الثانية فور انتهاء المرحلة الأولى (يوم السبت المقبل).
وفي وقت سابق، نقل موقع "واللا" عن مسؤول إسرائيلي أن هدف تل أبيب الرئيسي من هذه الجولة هو التوصل إلى اتفاق جديد لتمديد وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا إضافية، يتم خلالها الإفراج عن المزيد من الأسرى الإسرائيليين.
وتسعى إسرائيل بذلك إلى تمديد المرحلة الأولى لتشمل عمليات تبادل أسرى، دون الالتزام بالانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل وقف الحرب على غزة (التوصل إلى "تهدئة مستدامة") وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
ولم يتضح بعد نطاق التفويض الذي منحه نتنياهو للوفد خلال المفاوضات، ولا الملفات التي سيتم التفاوض حولها، في ظل إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل لا تعتزم الانسحاب من محور "صلاح الدين" (فيلادلفيا).
وينص الاتفاق القائم على أن استمرار وقف إطلاق النار مرهون باستمرار المفاوضات بين الطرفين حول المرحلة الثانية، حيث ستتواصل الهدنة بشروط المرحلة الأولى، طالما استمرت المحادثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن منسق شؤون الأسرى والمفقودين في رئاسة الحكومة، غال هيرش، يقود الوفد الذي يضم مسؤول في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك) الذي يشار إليه بالحرف "ميم"، علما بأن نتنياهو كان قد استبعد رئيسي الموساد والشاباك من فريق المفاوضات.
وكان مسؤول إسرائيلي قد أفاد مساء الأربعاء، بأن نتنياهو سيعقد مداولات مغلقة بعد استكمال عمليات تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى، لاتخاذ قرار نهائي بشأن الوفد الإسرائيلي للمفاوضات، بما في ذلك تشكيلته والصلاحيات التي سيتم منحه إياها.
وفي هذا السياق، أفادت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، فجر الخميس، بأنه تم نقل جثامين أربعة أسرى إسرائيليين إلى إسرائيل، ما يشكل استكمالًا للمرحلة الأولى من الصفقة التي شملت إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.
كما أشار موقع "واللا" إلى أن المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، يستعد للسفر إلى المنطقة بحلول يوم الأحد للانضمام إلى المفاوضات، في محاولة لدفع المحادثات نحو اتفاق جديد يضمن استمرار التهدئة.
وفي تعليقه على التطورات، صرح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال اجتماع لحكومته، أمس الأربعاء، أن "نقل جثامين الأسرى الإسرائيليين يمثل نهاية المرحلة الأولى من الصفقة، وبداية المرحلة الثانية"، مضيفًا أن "إسرائيل هي من ستقرر ما يجب فعله في هذه المرحلة".
وفجر الخميس قالت حركة حماس بعد إتمام عملية التبادل ضمن المرحلة الأولى، في بيان، إنه لم يعد أمام إسرائيل "سوى بدء مفاوضات المرحلة الثانية"، مشيرة إلى أنها "تجدد التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بكل حيثياته وبنوده، كما تؤكد استعدادها للدخول في المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق".
كما شددت حماس على أن "السبيل الوحيد للإفراج عن أسرى الاحتلال في قطاع غزة هو التفاوض والالتزام بما تم الاتفاق عليه فقط"، محذرة من أن "أي محاولات من نتنياهو وحكومته للتراجع عن الاتفاق وعرقلته، لن تؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة للأسرى وعائلاتهم".
ودعت الحركة الوسطاء إلى "مواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بما تم الاتفاق عليه"، كما طالبت "بعض دول العالم بالكف عن ازدواجية المعايير في الخطاب المتعلق بالأسرى الإسرائيليين دون ذكر الأسرى الفلسطينيين وما يتعرضون له من تنكيل".
التعليقات