تصاعد الصراع بشكل غير مسبوق بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبين رئيس الشاباك، رونين بار، والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، في أعقاب كشف تفاصيل حول القضية الأمنية اليوم، الثلاثاء، والتي اعتقل في إطارها عنصر في الشاباك في الاحتياط بشبهة تسريب معلومات إلى الوزير عَميحاي شيكلي وصحافيين.
ورغم أن نتنياهو لم يعقب مباشرة على القضية، إلا أنه هاجم بار وبهاراف ميارا من خلال بيان صادر عن حزبه، الليكود. وجاء في البيان أن "رونين بار، بتعاون كامل مع المستشارة القضائية للحكومة، حوّلا أجزاء من الشاباك إلى ميليشيا خاصة للدولة العميقة التي تتآمر على حكم القانون وأسس الديمقراطية".
وأضاف بيان الليكود أنه "خلال ولاية رونين بار وغالي بهاراف ميارا، اللذين بينهما علاقة منذ سنوات طويلة، الشاباك يعتقل ويفحص صحافيين، ويبتز بالتهديدات ضابط شرطة، ويفتح تحقيقات كاذبة سياسية ضد وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف، وهذا كله بهدف منع إقالة بار".
وتابع البيان أن "عنصر الشاباك الذي شعر أن الجهاز برئاسة رونين بار تحول إلى هيئة سياسية، اعتقل ويحقق معه في أقبية الشاباك. والتحقيقات السياسية يجب أن تتوقف فورا. ورونين بار، الذي فشل فشلا رهيبا في السابع من أكتوبر وفقد منذئذ ثقة الحكومة كلها، عليه أن يتوقف عن التحصن في منصبه وإخلاء مكانه فورا".
وبدأ التحقيق في القضية في أعقاب تقرير للصحافي عَميت سيغال، في القناة 12، بأن الشاباك يحقق في اشتباه حول "تغلغل جهات كهانية" إلى الشرطة. وتضمن التقرير وثيقة داخلية للشاباك، وقع عليها بار، وإثر ذلك، أجرى الشاباك تحقيقا داخليا حول تسرب الوثيقة. وصادقت بهاراف ميارا، لاحقا، على فتح تحقيق جنائي، أدى إلى اعتقال عنصر الشاباك المشتبه. وذكرت وسائل إعلام أن هذا العنصر خدم في الشاباك 30 عاما وهو عنصر في الاحتياط حاليا.
بدوره، وصف شيكلي في بيان عنصر الشاباك المعتقل، الذي يشار إليه بالحرف "أ" ويحظر نشر اسمه، بأنه "بطل إسرائيل" و"كاشف الفساد"، وأنه "كان مستعدا للمخاطرة مقابل ثنائي الموظفين (رئيس الشاباك والمستشارة القضائية) الذي دخلوا إلى رقصة خطيرة للغاية".
وأضاف شيكلي أن "أ كشف في ذروة الحرب أن رئيس الشاباك استحوذ عليه التجسس على وزير. لقد كشف أن الأجزاء التي نُشرت أمام الجمهور من تحقيق الشاباك حول ظروف بدء الحرب كانت صورة كاذبة ومزورة: بار سعى إلى القول لنا إن المستوى السياسي مسؤول عن تعاظم قوة حماس، لكنه نسي أن يقول إنه هو نفسه وضع إعادة إعمار غزة وتعزيز اقتصادها كهدف مركزي".
وتابع شيكلي أن "أيا من المعلومات التي نشرها أ لا تستجيب إلى تعريف مادة سرية أو كتلك التي تنطوي على غبار بتشكيل خطر على أمن الدولة، بل على العكس، عدم كشف هذه المواد أمام المستوى السياسي والجمهور هو مس بأمن الدولة. لقد أقالت الحكومة بالإجماع عمليا بار من منصبه، لكن بدلا من إخلاء مكانه، خطف هذا الرجل الشاباك، وحوّله إلى أداة شخصية للانتقام والملاحقة السياسية. وسأحارب بكل قوة من أجل براءة أ، وهو خادم أمين لشعب إسرائيل والديمقراطية الإسرائيلية، وضد الشتازي (البوليس الألماني النازي) السياسي للثنائي بار وبهاراف ميارا".
وعقب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، على لتحقيق ضد عنصر الشاباك، بأنه "هكذا يبدو انقلاب حقيقي على النظام. عندما يستخدم جهاز مخابرات سري الصلاحيات القوية التي منحت له لصالح أهداف أمنية واضحة ضد منتخبي جمهور وصحافيين ومن خلال فقدان مطلق للكوابح والإشراف، عندما سعت حكومة منتخبة إلى إنهاء ولاية رئيس شاباك فاشل ونتن ويتآمر ضدها، والمستشارة القضائية والمحكمة العليا تمنعان ذلك بعنف. ودولة إسرائيل موجودة عند منحدر خطير في الطريق إلى فقدان الديمقراطية وإلى حكم ديكتاتوري لثلة أمنية وقضائية".
وأضاف سموتريتش أن عنصر الشاباك المعتقل بالنسبة له "هو رئيس الشاباك القادم. وهو الوحيد في الجهاز الذي لديه عامود فقري وشجاعة مدنية كي يحارب الفساد الذي أحضره رونين بار إلى الجهاز". وأعلن سموتريتش أنه لن يشارك في مداولات أمنية يشارك فيها بار.
وبعد إعلان سموتريتش عن مقاطعة بار، تم إلغاء مداولات بمشاركة نتنياهو ورئيس الشاباك، كان مقررا عقدها اليوم.
عنصر الشاباك المعتقل مشتبه بتسريب معلومات سرية للوزير شيكلي وصحافيين
وعقب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بوصف رئيس الشاباك والمستشار القضائية ورئيسة "ماحاش" بأنهم "مجرمون". وقال إنه "بعد أن أوعزوا ’بجمع مواد’ ضدي كي ينفذوا إحباطا مركزا ضدي، بعد أن تجسسوا ضد المفتش العام للشرطة وضد مفوض مصلحة السجون، بعد أن حاكوا ملفات ضد ضباط شرطة متفوقين وجلّ ذنبهم أنهم نفذوا القانون وسياسة الوزير، وبعد أن حاكوا ويحيكون ملفات ضد رئيس الحكومة ومستشاريه، وبعد أن كذبوا أمام المحكمة، بعد كل هذا ما هي الأهمية بالنسبة للمجرمين بالتنصت على صحافي؟ كم حذرت منهم منذ بداية الطريق".
كذلك هاجم الوزيران زئيف إلكين وميكي زوهار رئيس الشاباك وطالبا بإنهاء ولايته فورا، فيما أعلن رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست، سيمحا روتمان، أنه سيعقد مداولات خاصة في اللجنة خلال عطلة الكنيست، وستكون بعنوان "إنفاذ قانون انتقائي في مجال التسريبات، والمس بحرية الصحافة وبالحق باستشارة محامي من جانب جهات التحقيق والشاباك"، وأنه سيُدعى إلى هذه المداولات بار وبهاراف ميارا والمدعي العام، عَميت إيسمان، والمفتش العام للشرطة، داني ليفي.
وقال رئيس المعارضة، يائير لبيد، في بيان إن "الحكومة الإسرائيلية هي حكومة مجرمين تهاجم المحققين الذين يدققون في مخالفات ضد أمن الدولة. ورونين بار هو شخص خصص حياته من أجل أمن إسرائيل، والتهديدات ضده هي استباحة دموية خطيرة ضده وضد عناصر الشاباك الذين يحاربون ويدافعون عن أمن الدولة".
التعليقات