يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في مختلف مناطق قطاع غزة، ويسعى إلى تعزيز قبضته العسكرية على الأرض كوسيلة للضغط على حركة حماس في ظل تعثر مفاوضات تبادل الأسرى، بحسب ما أفادت به القناة 12 الإسرائيلية، مساء الإثنين.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وأشار التقرير إلى أن جيش الاحتلال غيّر من طريقة انتشاره مقارنة بالمراحل السابقة من الحرب، إذ أصبح "ينظف" المناطق التي يعمل بها من عناصر المقاومة وبنيتها التحتية و"يبقى في هذه المناطق"، على عكس ما كان يحدث سابقًا من دخول مؤقت ثم انسحاب.
وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي يعمل لأول مرة منذ بدء الحرب على طول محور "موراغ"، وقد أعلن قبل أسبوع عن "السيطرة الكاملة على هذا المحور الذي يمتد 12 كيلومترًا"، ويفصل منطقة خانيونس عن منطقة رفح جنوبي القطاع.
وبحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال بات يسيطر على ما يقارب 40% من مساحة القطاع، ويأمل أن يؤدي الجمع بين "السيطرة العسكرية على الأرض" و"وقف إدخال المساعدات الإنسانية" إلى "إحداث تغييرات ملموسة".
وأشار التقرير إلى أن الشابورة في مدينة رفح قد فرغ بالكامل من سكانه، موضحًا أن "جميع السكان، كما في معظم أحياء رفح، قد غادروا"، مضيفًا أنه "منذ استئناف الحرب، نزح أكثر من 250 ألف فلسطيني من جنوب القطاع إلى شماله"، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.
ومن محور "موراغ"، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، آفي ديفرين، "سنلاحق حماس في كل مكان، ولن نهدأ حتى نعيد الرهائن"، وقال إن العملية العسكرية تهدف إلى "زيادة الضغط على حماس وإسقاط حكم الحركة، بجناحها العسكري والسلطوي على حد سواء".
وتابع: "نحن نعمل حاليًا في شمال قطاع غزة وجنوبه، وقد فصلنا بين منطقتي خان يونس ورفح، ونضرب البنى التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها، كما نستهدف سلسلة القيادة للحركة". وشدد على أن الجيش يتبع "نهج الغموض" منذ بداية العملية.
وقال: "هذا ليس شعارًا، بل جزء من عقيدتنا العملياتية – لا نريد إشراك حماس فيما نقوم به. الآن، بعد أن أنجزنا الفصل هنا (بين رفح وخانيونس)، سنكثّف نشاطنا ونواصل مفاجأتهم"، واعتبر أن "حماس تحت الضغط، وسنلاحقها في الشمال، في الجنوب، وخارج غزة".
من جهته، قال قائد فرقة غزة، العميد باراك حيرام، إن هذه الحرب تهدف "أولًا وقبل كل شيء إلى استعادة الرهائن، لكنها تهدف أيضًا إلى منع وقوع حالات خطف مستقبلية"، مضيفًا: "لا يمكن إنهاء هذه الحرب من دون أن يكون أحد أهدافها هو القضاء على حماس".
وأضاف حيرام أن الجيش يرى "مؤشرات على تصدع حماس"، لكنه حذّر من الإفراط في التفاؤل: "هل سيحدث ذلك غدًا صباحًا؟ لا. لا أوهام. ما نحتاج إلى إصلاحه هنا لن يتم خلال عام أو عامين. لكننا نرى بوضوح أننا نسير في الاتجاه الصحيح".
وأشار حيرام إلى أن الجيش الإسرائيلي "مستعد لسيناريوهات متعددة تسمح بمواصلة القتال مع الحفاظ على حد أدنى من الوضع الإنساني في الجانب الآخر"، مشيرا إلى أن ذلك قد يتم من خلال "مؤسسات دولية كالأمم المتحدة، أو عبر حلول أخرى".
التعليقات