ضحايا - تاريخ الصراع الصهيوني العربي 1881-2001/ بيني موريس

الاصدار: عام عوفيد 2004،الصفحات: 766،السعر: 94 شاقل

ضحايا - تاريخ الصراع الصهيوني العربي 1881-2001/ بيني  موريس
يتناول المؤرخ بيني موريس في كتابه هذا الصراع الصهيوني العربي منذ بداية الاستيطان الصهيوني الكولونيالي في فلسطين، عام 1881 وحتى عام 2001، وخاصة الجانبين السياسي والعسكري لهذا الصراع. وكما في كتابه "ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، 1947-1949" (صدر بالإنكليزية عن منشورات كمبردج في 1988 وصدر بالعبرية عن منشورات عام عوفيد في 1991)، أيضا في هذا الكتاب يواصل الكشف عن الجرائم التي ارتكبتها الحركة الصهيونية وإسرائيل ضد الفلسطينيين، من اعمال ترانسفير وقتل واغتصاب. ليكشف في كتابه هذا عن تفاصيل المزيد من الوثائق والحقائق حول تلك الجرائم.

ويعتمد بيني موريس في كتابه هذا على الأدبيات التاريخية المتوفرة، وخاصة على وثائق ومصادر الحركة الصهيونية القديمة والجديدة. ويدعي بيني موريس في مقدمة الكتاب انه يعتمد بشكل أساسي على المصادر الصهيونية بسبب قلة المصادر العربية، وبسبب عدم توفر امكانية الوصول الى الآراشيف العربية، كما يتهم المؤرخين العرب بعدم توخي الموضوعية والميل كثيرا الى فرض الرقابة الذاتية على النصوص التي يكتبونها. وفي هذا السياق يكتب موريس: "المعالجة العلمية للصراع تعاني من عدم التوازن البنيوي، ولا يشذ هذا البحث عن هذه القاعدة. حيث يسلط هذا البحث الأضواء على الجانب الصهيوني بشكل أكثر جذريا وأكثر دقة مما على الجانب العربي، كما ينسحب هذا الأمر على الجوانب السياسية والعسكرية. ويعود ذلك بجزئه الى حقيقة كون الاراشيف الصهيونية والإسرائيلية، المدنية والعسكرية، المحلية والقطرية، أكثر تنظيما نسبيا، وانها ومنذ عدة سنوات مفتوحة أمام الباحثين. صحيح ان الوثائق التي تحتويها كتبت جميعها من قبل صهيونيين، وفي سياقات صهيونية ومن وجهة النظر الصهيونية، الأمر الذي ترك بصماته، بما لا يمكن تفاديه، على علم التأريخ المستند اليها".

ويضيف موريس سبابا ثانيا لطغيان المنظور الصهيوني على بحثه المتمثل بهذا الكتاب فيقول: "لقد تطور علم التأريخ، بمفهومه المعاصر، لدى الطرف اليهودي-الصهيوني أكثر مما لدى العرب. صحيح أنه في السنوات الخيرة فقط بدأ مؤرخون عرب – يسكنون جميعهم في الغرب – بنشر أبحاث تاريخية قيمة حول الصراع، لكن غالبيتهم ما زلوا يعملون في اطار القيود السياسية الايديولوجية التي تميز المجتمعات الغير الديمقراطية". كما يضيف الى ذلك الفجوة الكمية التي تميز بين الطرفين بالنسبة لابحاث ودراسات علم التأريخ.

ورغم ما يكشفة موريس من الجرائم التي ارتكبتها الصهيونية وإسرائيل، ورغم ابراز الحقيقة التوسعية والاستيطانية للمشروع الصهيوني وتأصل ذلك في الفكر والممارسات الإسرائيلية، إلا انه يعود ليلقي بالتهمة على العرب والفلسطينيين الذين لم يتفهموا اليهود وارتباطهم في هذه البلاد، ولم يبدوا حساسية لمعاناة اليهود، كما يقول موريس، معتبرا ذلك أساس استمرار الصراع. وبعيدا عن الحقائق التي يكشفها هذا الكتاب والمستندة الى وثائق صهيونية بأغلبيتها، إلا ان موريس، وحين يلجأ الى التحليل والاستنتاجات، نراه يردد الدعاية الإسرائيلية حول رفض الفلسطينيين والعرب لجميع الاقتراحات "السخية".

________
* بروفيسور بيني موريس يدرس موضوع تاريخ الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون في النقب. من بين كتبه: "ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين 1947-1949" (1991)و "حروب الحدود الإسرائيلية" (1996) و "تصحيح خطأ" (2000)

التعليقات