كتاب إسرائيلي جديد: "شارون- سيرة حياة قائد"

يصدر في الأيام القريبة كتاب "شارون- سيرة حياة قائد"، لجلعاد شارون، ابن رئيس الوزراء السابق ارئيل شارون، والذي يعتمد على على وثائق ورسائل ومحاضر جلسات جمعها والده وأرشفها في منزله، وعلى مقابلات مع شخصيات سياسية إسرائيلية وعالمية كانت على صلة وثيقة بوالده. ويتناول الكتاب أهم المحطات في حياة شارون العسكرية والسياسية، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقتطفات من الكتاب، في عددها اليوم الأحد.

كتاب إسرائيلي جديد:

يصدر في الأيام القريبة كتاب "شارون- سيرة حياة قائد"، لجلعاد شارون، ابن رئيس الوزراء السابق ارئيل شارون، والذي يعتمد على على وثائق ورسائل ومحاضر جلسات جمعها والده وأرشفها في منزله، وعلى مقابلات مع شخصيات سياسية إسرائيلية وعالمية كانت على صلة وثيقة بوالده.
ويتناول الكتاب أهم المحطات في حياة شارون العسكرية والسياسية، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقتطفات من الكتاب، في عددها اليوم الأحد.
وتقول الصحيفة أن ارئيل شارون كان يهتم بجمع كل المراسلات والمستندات ومحاضر الجلسات منذ توليه أول منصب عسكري حتى الايام الاخيرة في حياته السياسية، وبعد أن غرق في غيبوبة قبل نحو ست سنوات عكف ابنه جلعاد على دراسة تلك المواد لإصدار كتاب حول سيرة حياة والده.
معركة القسطل
يتضح من مذكرات شارون حجم الهزيمة التي تكبدتها قواته في معركة القسطل الشهيرة التي استشهد فيها القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني.
ويصف الكتاب معركة القسطل بأنها من الأحداث الأكثر تأثيرا على شارون، حيث اصيب إصابة بالغة وأصدر تعليمات لجنوده بترك الجرحى في ساحة المعركة بمن فيهم هو نفسه. وكتب شارون في مفكرته الشخصية: كانت هذه أصعب التعليمات العسكرية التي أصدرتها في حياتي. نظرت إلى الجرحى وعرفت أنني أنظر إليهم للمرة الأخيرة. لم يكن مناص اردت إنقاذ القليلين الذين نجوا".

العقلية الإرهابية
يلقي الكتاب الضوء على العقلية الإرهابية التي سادت صناع القرار منذ نشوء الدولة، واستعداد العسكريين إلى خلع بزاتهم العسكرية من أجل ارتكاب جرائم انتقام، ويشير إلى أن المؤسسة الحاكمة كانت تغض النظر على تلك الجرائم بل وفرت لها المساعدة والدعم في بعض الأحيان.
من بين الوثائق اطلع عليها جلعاد شارون رسالة كتبها والده لـ دافيد إلعازار"، الذي كان ضابطا رفيعا في القيادة العامة، في المنطقة الوسطى، بعد مقتل عدد من اليهود في عملية فدائية فلسطينية في الضفة الغربية. ويقول شارون في الرسالة: " في حال وجود خطة للانتقام بعد عملية القتل أنا على استعداد للقيام بذلك"، بل واقترح أن تكون العملية خارج المؤسسة العسكرية، (أي باسلوب العصابات).
ويأتي الكتاب على ذكر عملية انتقام أخرى نفذها ضابط إسرائيلي ضد عشيرة بدوية لم يذكر مكان سكناها، بعد مقتل شقيقته وصديقها. ويقول الكاتب: "كانت نوايا الضابط مئير هارتسيون المقاتل في وحدة 101، للانتقام معروفة في أوساط قادة الجيش، وقد تحرر من الجيش لتنفيذ عملية الانتقام". ويرد في مذكرات شارون أنه اصطحب هارتسيون لجلسة مع وزير الأمن حينذاك موشي دايان، وحاولا إقناعه بالتخلي عن الانتقام، وحينما فشلا، أصدر دايان لشارون تعليمات قال فيها: "حاول ثنيه عن نواياه، إذا لم تنجح أريدك أن تفعل كل ما في وسعك كي يعود سالما".
ويشير الكتاب إلى أن "هارتسيون نفذ عملية الانتقام بسلاح عسكري رسمي، مصطحبا ستة من اصدقائه من كتيبة المظليين، حيث ألقوا القبض على خمسة رجال من عشيرة القاتل، أردوا أربعة منهم وأطلقوا سراح الخامس كي يخبر أبناء العشيرة عما حدث".
عن موشي ديان
يذكر الكتاب أن بن غوريون استشار شارون حينما كان ضابطا عسكريا، حول تعيين رئيس الاركان السابق موشي دايان، وزيرا في الحكومة. وان شارون رد عليه بالقول: يمكنه أن يكون وزيرا ممتازا، لكن لا يمكنه ابدا ان يكون رئيس حكومة". وحينما سأله بن غوريون لماذا؟، رد عليه بالقول: " لانه غير مستعد لتحمل المسؤولية".
حرب أكتوبر 1973
أحدى القضايا التي تشغل حيزا هاما في الكتاب، حرب أكتوبر 1973، ويوجه شارون انتقادات شديدة لمن استبدله في قيادة المنطقة الجنوبية، قبل فترة قصيرة من اندلاع الحرب، شموئيل غونين. وكان شارون قد طلب تمديد ولايته بسنة أخرى غير أن رئيس الأركان دافيد إلعازار، ووزير الأمن، موشي دايان، ورئيسة الوزراء، غولدا مئير، رفضوا طلبه.
وحسب الكتاب، قبل ساعات من مراسم تنصيب القائد الجديد، قال شارون لدايان: "أنت ترتكب خطأ جسيما، إذا اندلعت حرب ليس لدى غونين خبرة أو تجربة في إدارة الأمور". فرد دايان قائلا: " لا يتوقع حرب هذا العام، قد يفتقر غونين للخبرة والتجربة لكن لديه الوقت الكافي لكي يكتسبهما ".
وفي سياق الحديث عن الحرب يذكر شارون كيف فرض غونين على شارون تنفيذ مهمات مخالفة لرأيه، ويضيف أن غونين اعترف بعد ذلك بأنه لو جرت المعركة بقيادة شارون لكانت الأمور ستبدو على نحو آخر.
صبرا وشاتيلا
من الاحداث الدراماتيكية التي ترد في الكتاب مجزرة صبرا وشاتيلا، لكن لا ترد فيه اية غشارة تعبر عن الندم أو حتى تحمل المسؤولية.
ويقول غلعاد شارون: "كان والدي على قناعة أن تشكيل لجنة تحقيق حول المجزرة سيكون خطأ فادحا، ومن شان ذلك أن يعود بالضرر على الجيش. لكن في أعقاب الضغوط السياسية، قرر رئيس الوزراء مناحيم بيغين تشكيل لجنة كاهان. واعتبر شارون أن بيغين خانه".
وحملت اللجنة المسؤولية غير المباشرة عن المجزرة لشارون، وأوصت بأن يتنحى عن وزارة الأمن، واضطر شارون لأن يستقيل.
ويقول غلعاد: بعد عدة شهور التقى شارون ببيغين وقال له: "أنت سلمتني، أنت من قام بذلك".
فك الارتباط
يقول غلعاد أن خطة فك الارتباط عن غزة كانت بمبادرته واقنع والده بها. ويذكر الكتاب أن شارون وجه انتقادات شديدة لنتنياهو بعد أن استقال من منصبه كوزير للمالية من حكومته احتجاجا على خطة فك الارتباط. ويسرد الكتاب تفاصيل حول تمرد وزراء الليكود بقيادة نتنياهو على شارون ومحاولتهم فرض طرح الخطة لاستفتاء شعبي.
ويصف غلعاد، نتنياهو بأنه متآمر، ويصفه أيضا بأنه كان ضعيفا أمام شارون يخشاه ويخاف منه.
ويقول غلعاد: "في حكومة نتنياهو الأولى تعهد لابي بأن يتولى وزارة المالية، لكنه خان تعهده. ويضيف: "استدعى نتنياهو والدي إلى مكتبه، وكانت جلسة قصيرة جدا قال شارون خلالها لنتنياهو: "أنت كاذب وستبقى كاذب". غير ان مكتب نتنياهو نفى تلك الرواية.


ويتناول باب من الكتاب علاقات شارون وصداقاته مع قادة المنطقة، ويقول شارون الإبن أن علاقات والده مع قادة المنطقة تحولت في بعض الأحيان لصداقات حميمة، ويفرد حيزا للعلاقات الوثيقة مع الأردن.


 

التعليقات