تقرير: غالبية وزراء ونواب "كديما" يعارضون خطة "التجميع"

التقارير الإسرائيلية تشير أيضاً إلى صراعات داخلية في الحزب، وتحذيرات من احتمال تفككه، علاوة على تورط كبار المسؤولين بقضايا جنائية، وينضاف إلى ذلك النتائج التي ستتمخض عنها الحرب..

تقرير: غالبية وزراء ونواب
تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن عدداً كبيراً من وزراء وأعضاء كنيست من كتلة كديما يعارضون خطة التجميع، والتي تعتبر الشعار المركزي للحزب. كما تشير التقارير إلى أن فقدان "كديما" لشعاره المركزي، الذي قام على أساسه، يعرض قوته الإنتخابية لأضرار كبيرة جداً. وينضاف إلى ذلك الصراعات الداخلية في الحزب، علاوة على تورط كبار المسؤولين في كديما بقضايا جنائية ذات صلة بالإستقامة ونظافة اليد. وكل ذلك يأتي بعد الحرب التي أكدت الإستطلاعات على هبوط حاد في نسبة التأييد لأولمرت بسبب النتائج التي أسفرت عنها.

يجمع عدد كبير من أعضاء الكنيست والوزراء من "كديما" على أن " خطة التجميع التي كانت الشعار الأساسي لكديما، يجب طيه. فقد أصبح من الواضح بعد الشهر الأخيرة أن مفهوم "أحادية الجانب" قد أفلس"!!

ويفضل من يتحفظ أو يعارض خطة "التجميع" في كديما أن يلتزم الصمت، أو الإدعاء بأن ليس هذا هو الوقت المناسب لمناقشة ذلك، طالما يسعى رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، على الدفع بخطته بشكل رسمي.

ويعتقد عضو الكنيست دافيد طال (كديما) أن أكثر من نصف أعضاء الكتلة يعارضون خطة التجميع. وبحسب أقواله:" هناك من يمتنع عن قول ذلك صراحة لأسباب سياسية داخلية. فقد سقط هذا المفهوم، ولا أحد يريد رؤية الصواريخ تسقط على تل أبيب ومطار اللد. لن تنفذ الخطة، ويجب البحث عن بدائل جديدة".

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن علم "التجميع" الذي رفعه أولمرت وواصل التمسك به في أيام الحرب، قد فقد الدعم الأساسي له في كديما. الأمر الذي يعني أن "كديما" قد أصبح بدون جدول الأعمال التي وضعها على رأس أولوياته. كما أن حزباً مثل "كديما" والذي لم يتمكن بعد من مأسسة قواعده، ولكونه لا يعتمد على تصويت تقليدي، وليس لديه فروع في المناطق، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى "أضرار انتخابية خطيرة"!

كما تجدر الإشارة إلى أن الوزير مئير شطريت، كان قد صرح قبل شهرين أنه يعارض التجميع، وأن الخطة غير واردة في البرنامج السياسي لكديما.

وعندما صرح أولمرت قبل أسبوعين، بأن نتائج الحرب على لبنان ستكون الأساس للدفع بخطة التجميع، أشار شطريت إلى أن هذا التصريح هو خطأ. وقد انضم إليه كثيرون في كديما مستغربين دوافع أولمرت للتصريح ذلك خاصة في "أوج حرب تكمن بعض أسبابها في انسحاب أحادي الجانب"، على حد قولهم.

وفي السياق ذاته، كان وزير جودة البيئة، غدعون عزرا، قد أشار إلى تحفظاته بشأن هذه الخطوة، وصرح أن " ليس هذا هو الوقت المناسب للحديث عن التجميع، فهناك أمور أهم. ويجب على الحكومة أن تهتم بالأمور التي لم نحسن فيها صنعاً. فقد داهمتنا الحرب، ولم نتوقع ذلك. يجب التركيز الآن على لبنان وغزة وإيران"!!

أما وزير الهجرة، زئيف بويم، فقد تحفظ من الخطة قبل الحرب. وقال:" لا يوجد أي سبب للإنشغال بالخطة الآن. علينا أولاً أن ندرس الحرب ونتائجها".

واقترح وزير الداخلية، روني بار-أون، عدم الإنشغال الآن بالتجميع أيضاً. كما لم يبد استعداداً لمناقشة مستقبل الخطة، ويقول:" حتى الآن كان الخطة الشعار (العلم) المركزي لكديما، ولكنه ليس الوحيد. وطالما المعركة مستمرة والجنود في لبنان لا يمكن مناقشتها الآن. فالآن يجب إصلاح الجبهة الداخلية، وتطوير (تهويد) الجليل والنقب، والإهتمام بالتربية والمجتمع ".

ومن جهتهم رفض الوزيران آفي ديختر ويعكوف إدري التطرق إلى "التجميع". إلا أن كبار المسؤولين في كديما يشيرون إلى أن ديختر وإدري، بالإضافة إلى شاؤول موفاز، جميعهم يتحفظون من الخطة.

كما أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، كانت قد أكدت أنه يجب الأخذ بعين الإعتبار أمن إسرائيل قبل تنفيذ الخطة. وبدوره تحفظ شمعون بيرس، وقال إنه يجب التركيز على إجراء مفاوضات من أجل الوصول إلى تسوية.

كما نقلت التقارير الإسرائيلية عن أحد الوزراء، لم يذكر اسمه، قوله أنه إذا كان أولمرت يعتقد أن بإمكانه تنفيذ التجميع، فهو مخطئ، فلن يحصل على أغلبية في كديما، ولا في الكنيست. في حين أن هناك معارضة في حزب العمل للخطوات أحادية الجانب.

وفي المقابل، فإن كديما لا تعاني من "احتضار خطة التجميع والصراعات الداخلية" فحسب. فقبل الحرب كان قد طلب من أولمرت معالجة احتجاجات رؤساء السلطات المحلية، الذين انضموا إلى الحزب، على إهمال الحزب لهم، ووجهوا تحذيرات لأولمرت من "مخاطر تفكك كديما".

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فهناك مشكلة أخرى وهي تورط كبار المسؤولين في كديما في مسائل ذات صلة بالإستقامة ونظافة اليد. فيوم أمس، الثلاثاء، أوصت الشرطة بمحاكمة وزير القضاء، حاييم رامون، بتهمة ارتكاب أعمال مشينة. كما تم تقديم لائحة اتهام ضد عضو الكنيست تساحي هنغبي بسبب التعيينات السياسية، كما يجري التحقيق مع عضو الكنيست ورئيس الإئتلاف، افيغدور يتسحاكي، بشبهة تقديم تقارير كاذبة لسلطات الضرائب.

وإزاء ذلك كله، أكدت الإستطلاعات الأخيرة على هبوط حاد في تأييد أولمرت، وعدد المقاعد في الكنيست بسبب الحرب.

التعليقات