من أرشيف الجيش الإسرائيلي: بعد عدوان 1956 بن غوريون أراد إبقاء سيناء تحت السيطرة الإسرائيلية..

بن غوريون بدأ يفكر باستبدال اسماء المناطق العربية في سيناء بأسماء عبرية، كما يكشف عن تخطيطه لنهب النفط المصري، علاوة على اعترافه الصريح بنهب القرى العربية عام النكبة..

من أرشيف الجيش الإسرائيلي: بعد عدوان 1956 بن غوريون أراد إبقاء سيناء تحت السيطرة الإسرائيلية..
في أعقاب الكشف عن وثائق من أرشيف الجيش الإسرائيلي بعد مرور 50 عاماً على العدوان الثلاثي على مصر، يتضح، بحسب الوثائق، أن بن غوريون كان يخطط للإحتفاظ بسيناء واستبدال اسماء المناطق العربية فيها بأسماء عبرية، كما يكشف عن تخطيطه لنهب النفط المصري، علاوة على اعترافه الصريح بنهب القرى العربية في عام النكبة، الأمر الذي تكرر من قبل جنود الإحتلال أثناء عدوان 1956.

وفي أعقاب الكشف عما أسمي "وثيقة تاريخية" في أرشيف الجيش، قال القائم بأعمال رئيس الحكومة، شمعون بيرس، إن هذه الوثيقة هي نسخة عن الأصل الذي لم يكن سوى علبة سجائر. ومن المقرر أن يتم نشرها في موقع الجيش خلال الأسبوع القادم، بمناسبة مرور 50 عاماً على العدوان الثلاثي على مصر في تشرين أول/أوكتوبر-تشرين ثاني/نوفمبر 1956.

وهذه "الوثيقة" هي عبارة عن رسم خطوط قام بها رئيس هيئة أركان الجيش في حينه، موشي ديان، تضم ثلاثة أسهم تصف كيفية تقدم الجيش الإسرائيلي. وكان بيرس قد كتب بخط يده على "الوثيقة:" تمت مناقشة الخطة بموجب هذه الخارطة في اللحظة قبل الأخيرة، وقد رسمت من قبل موشي ديان".

وجاء أن بيرس قام بالتوقيع عليها بنفسه، وطلب من رئيس الحكومة ووزير الدفاع في حينه، دافيد بن غوريون أن يوقع عليها، ففعل. في حين أن توقيع ديان لا يظهر عليها. وتحمل الوثيقة تاريخ 24/10/1956، أي قبل الحرب بستة أيام.

كما جاء أن الوثيقة قد رسمت في باريس، أثناء مباحثات سرية من قبل مندوبين عن فرنسا وبريطانيا وإسرائيل للتخطيط للحرب. وفي حينه شاركت إسرائيل بتركيبة سياسية وعسكرية، شملت رئيس الحكومة ووزير الأمن دافيد بن غوريون، ورئيس هيئة أركان الجيش موشي ديان، والمدير العام لوزارة الأمن شمعون بيرس، ومساعدون آخرون.

إلى ذلك، فقد تم الكشف عن ملفات أخرى كانت تعتبر سرية منذ تلك الفترة. ومن بينها ملف يحمل الإسم " اجتماعات الضباط لدى وزير الأمن".

وبحسب ما جاء في الملف المذكور والذي نشر موقع "هآرتس" أجزاء منه، ففي ساعات مساء الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 1956، وصل إلى بيت بن غوريون في تل أبيب عدد من الضباط، من بينهم موشي ديان، وقائد وحدة المظليين أرئيل شارون، والضابط حاييم ليسكوف، ونائب مدير عام وزارة الخارجية يعكوف هرتسوغ. وكانوا قد وصلوا لتقديم تقرير لـ بن غوريون حول انتهاء الحرب بنجاح. وفي حينه كانت قد نقلت الأزمة إلى هيئة الأمم المتحدة، حيث جرت المباحثات لوقف إطلاق النار، بينما صممت إسرائيل إلى تأجيل وقف إطلاق النار لإتاحة المجال للقوات البريطانية والفرنسية لاحتلال قناة السويس بحسب الإتفاق. كما شارك في المحادثات في بيت بن غوريون السكرتير العسكري نحميا أرغوف، ونائبه يتسحاك نافون.

في بداية المحادثات قال ديان لـ بن غوريون:" في الساعة التاسعة والنصف صباحاً دخلت كافة الوحدات إلى شرم الشيخ، وبذلك استكمل احتلال سيناء".

وبشكل خاص كان بن غوريون ساعتئذ مهتماً بأسماء الأماكن وكيف يمكن نقلها. وقال:" يجب إيجاد اسم لشرم الشيخ". وأضاف:" يجب أن ننتهي من الأسماء العربية، يمكن أن نسمي تيران "يوطفات".
وقال نحميا أرغوف: ربما يكون "سنفير" مناسبا؟
بن غوريون: يجب أن نجد إسماً عبرياً لشرم الشيخ
موشي ديان: مفوؤوت إيلات (مشارف إيلات) أو شاعار إيلات (بوابة إيلات)..
بن غوريون: مفوؤوت أفضل من شاعار، وربما الأفضل "ترشيش"..

كما نقل عن بن غوريون في حينه قوله:" لو كان لنا جيش كهذا في العام 1948 لاستطعنا احتلال كل البلدان العربية". وعندها بدأ بن غوريون يصف رؤيته المستقبلية بناءاً على الوضع الجديد الذي نشأ، فقال:" لقد تبدلت الأمور. سيناء بأيدينا.. لم أصدق في حينه أن يحصل هذا.. يجب أن تبقى تحت سيطرة إسرائيل".

كما اقترح بن غورين فتح خط سياحي للإبحار من إيلات إلى شرم الشيخ. وقال إنه يجب تنظيم رحلات سياحية عن طريق سفينتين من إيلات لتطوفان حول جبل سيناء، وضمان وصول المواد الغذائية إلى المنطقة، وترتيب رحلات للسائحين والسكان في الصحراء..

وهنا يتدخل ليسكوف الذي كان يحارب في جبهة غزة – رفح – العريش، ويقول إن الجنود قاموا بأعمال نهب. وعندما سأله بن غوريون عما نهبوه، أجابه بأنهم نهبوا ثياباً (خرقاً، على حد قوله) وعلب سجائر وبسكويت..

ويجيبه بن غوريون:" هذا النهب غريب بنظري. في العام 1948 كان شيء آخر.. فقد شارك الجميع في ذلك"، في إشارة إلى نهب القرى العربية حتى من قبل أعضاء "الكيبوتسات المجاورة". ويتابع بن غوريون:" والآن الطوائف الشرقية اليهودية بالذات تقوم بذلك"..

كما تفيد التقارير إلى أن بن غوريون كان مهتماً بمسألة أخرى وهي السيطرة على عمليات التنقيب عن النفط في منطقة الطور، في شواطئ خليج السويس. حيث قال:" لو نتمكن من استغلال النفط وجلبه إلى حيفا.. يمكن أن ننقله بواسطة السفن.. وعندها سنتحرر من الخارج.. سيصبح لدينا نفط"..

التعليقات