جسر جوي أمريكي لنقل عتاد لبناء قاعدة عسكرية أمريكية في النقب لتشغيل نظام الرادار المتطور « FBX-T»

وصل إلى القاعدة العسكرية «ناباطيم» في النقب في الأيام الأخيرة نظام الرادار المتطور "FBX-T" الذي تعهدت الولايات المتحدة بتشغيله في إسرائيل خلال زيارة وزير الأمن الإسرائيلي،

 جسر جوي أمريكي لنقل عتاد لبناء قاعدة عسكرية أمريكية في النقب لتشغيل نظام الرادار  المتطور « FBX-T»
كشفت مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة شغّلت في الأيام الأخيرة جسرا جويا لنقل عتاد لبناء قاعدة أمريكية في النقب تشمل أنظمة رادار متطورة، ووصل إلى القاعدة العسكرية «ناباطيم»، التي أصبحت القاعدة الرئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي، نظام الرادار المتطور "FBX-T" ومرفقاته بناء على اتفاق تم توقيعه بين الطرفين خلال زيارة وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، للولايات المتحدة في شهر تموز/ يوليو الماضي. ومن المتوقع أن يبدأ العمل بالنظام الجديد قبل المناورات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية المشتركة المزمع إجراؤها خلال أشهر الخريف. ويعتبر الرادار FBX – T الأكثر تطورا في الولايات المتحدة وهو قادر حسب المصادر الغربية على رصد أي جسم طائر بحجم كرة البيسبول من مسافة 4700 كلم تقريبا.

وقد شغلت الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية جسرا جويا مكونا من 14 طائرة شحن كبيرة لنقل نظام الرادار ومرفقاته إلى جانب طاقم تابع لقيادة أوروبا في الجيش الأمريكي مكونا من 120 ضابطا وجنديا سيشغلون النظام الجديد الذي سيكون مرتبطا بالأقمار الصناعية وبأحد أنظمة الرادار الأمريكية في أوروبا. وسيكون النظام بمثابة قاعدة أمريكية مغلقة ومحاطة بجدران داخل القاعدة العسكرية الإسرائيلية «ناباطيم» والتي أصبحت القاعدة الرئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي، ويمنع على الإسرائيليين دخولها. وقد أثار الاتفاق الذي وقع في شهر يوليو/ تموز الماضي بين إسرائيل والولايات المتحدة والذي يمنع الإسرائيليين من أخذ دور في تشغيل نظام الرادار، انتقادات واسعة في المحافل السياسية والأمنية الإسرائيلية وسميت الاتفاقية حينذاك ب«اتفاقية العار الوطنية» حسبما ذكرت صحيفة هآرتس نقلا عن مسؤولين أمنيين وسياسيين.

وكانت الأسبوعية الأمريكية «ديفينس نيوز» قد أشارت إلى أنه قد يتم تقديم موعد نشر الرادار المتطور في النقب من موعده الأصلي، مطلع السنة المقبلة، لبداية الخريف تمهيدا للمناورات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة والتي ستتركز في التصدي للصواريخ.

نظام الرادار الجديد FBX-T هو من إنتاج شركة «رايثون» الأمريكية ويتيح لإسرائيل تحديد اتجاه وسرعة انطلاق الصاروخ ونقل تلك المعطيات لنظام «حيتس» الصاروخي. وحسب مصادر أجنبية فإن النظام قادر على سبيل المثال على رصد صاروخ شهاب3 الإيراني بعد 5.5 دقيقة من إطلاقه، وبكلمات أخرى إذا كانت مدة التحليق لصاروخ شهاب 3 منذ انطلاقه وحتى الوصول إلى هدفه 11 دقيقة، فإن النظام الجديد يرصد الصاروخ قبل 5 دقائق من وصوله. ولجسر هذه الفارق في الوقت ورصد الصاروخ لحظة انطلاقه يحتاج هذا النظام إلى ربطه بنظام الدرع الصاروخي الأميركية العاملة بالأقمار الصناعية ألمسماة DSP. وكانت اسرائيل تحتاج في السابق الى تنسيق مسبق مع واشنطن قبل الحصول على هذه القدرة التي أصبحت متاحة الآن لتل أبيب في كل وقت مما يعني أن إسرائيل أصبحت الآن قادرة على مراقبة أي تجربة صاروخية إيرانية كانت أم سورية أو غيرها، ولكنها تستقي معلوماتها من خبراء أمريكيين .

ويتم ربط نظام FBX-T مع نظام الدرع الصاروخي العامل عن طريق القمر الصناعي عن طريق قاعدة أمريكية تتواجد في أوروبا تعمل على نظام يدعى " JTAGS- U.S. Joint Tactical Ground Station". وتلتقط في القاعدة الأمريكية في أوروبا الإشارات من أجهزة الإنذار العاملة على الأقمار الصناعية الأمريكية وترصد بدقة عملية إطلاق صواريخ وتتابع مسارها، وتنقلها في الزمن الحقيقي لرادارات الإنذار الأمريكية المتواجدة في النقب.

واعتبر إسرائيليون أن نصب الرادار وإيصاله بأجهزة الإنذار «JTAGS» هي الهدية الأفضل التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش. موضحين أن الاتفاق على نشرها تم خلال زيارة وزير الأمن إيهود باراك إلى واشنطن في شهر يولويو حزيران الماضي، بعد مباحثات استغرقت حوالي 10 سنوات.

وأشاروا إلى أن النظام الجديد سيعزز حماية سماء إسرائيل من الصواريخ- ولكن بالمقابل سيحد كثيرا من حرية الحركة الإسرائيلية ضد إيران وسوريا. وستكون إسرائيل ملزمة بطلب موافقة أمريكية على كل عملية ضد إيران وسوريا، خشية تعريض حياة مشغلي الرادار للخطر، والذي سيكون الهدف الأول لصواريخ الـ أرض- أرض المهاجمة.

ويرى مسؤولون رفيعو المستوى في أجهزة الأمن أن نصب النظام هو جزء من الرسائل الأمريكية لإسرائيل التي تعبر عن معارضة الولايات المتحدة لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
طلبت إسرائيل الارتباط بنظام «JTAGS» قبل عشر سنوات، إلا أن الطلب لاقى رفضا من وزارة الدفاع الأمريكية، وتم تبرير الرفض حينذاك بالحفاظ على الأسرار العسكرية والتكنولوجية للولايات المتحدة. وحسب الاتفاق الذي تمت بلورته مؤخرا لن يكون للجيش الإسرائيلي إمكانية التزود بالمعلومات مباشرة من أنظمة القمر الصناعي الأمريكي وسيعتمدون على ما ينقله لهم الخبراء الأمريكيون .

وقد بدأت فكرة نشر الرادار الأمريكي قبل سنتين خلال زيارة السيناتور الأمريكي جون مكين(اليوم مرشح الرئاسة الأمريكية). وكان يرافق ماكين عضو الكونغرس الجمهوري مارك كريك من شيكاغو، وهو من مؤيدي إسرائيل البارزين في مجلس النواب الأمريكي، وكان ضابطا رفيعا في البحرية الأمريكية، وهو مرشح لمنصب رفيع في وزارة الدفاع في حال فوز ماكين.
استمع كيرك من المسؤولين الإسرائيليين لشرح حول ما يعتبرونه «التهديد الإيراني»، وبعد عدة شهور، توجه لرئيس «دائرة شمال أمريكا» في وزارة الخارجية حينذاك، يورام بن زئيف، واقترح عليه أن تقوم الولايات المتحدة بنشر نظام دفاع صاروخي يشمل أنظمة صواريخ اعتراضية ورادار إنذار متطور. واقترح كيرك إقامة قاعدة أمريكية في إسرائيل تتمتع بمكانة خاصة متل تلك التي تتمتع بها القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية.
وقال مؤيدو الاقتراح خلال بحث الموضوع في تل أبيب بأن الاقتراحات الأمريكية تعزز الردع الإسرائيلي في وجه إيران، ورأوا أن الهجوم الإيراني على إسرائيل سيكون بمثابة هجوم على الولايات المتحدة. في حين قال المعارضون إن نشر النظام الدفاعي سيكبل يدي إسرائيل ويمنعها من مهاجمة إيران. ورأت الأجهزة الأمنية أن أن إسرائيل ليست بحاجة إلى الرادار والأنظمة الاعتراضية الأمريكية.

خلال زيارة بوش لتل أبيب في احتفالات الستين للاستقلال سعى المسؤولون الإسرائليون إلى تعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة. وطرحت في المشاورات التمهيدية ثلاثة اقتراحات: أن تصبو إسرائيل إلى عقد حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، أو توقيع عدة اتفاقات عسكرية، أو العمل باقتراح كيرك على تعزيز أنظمة الدفاع من الصواريخ. وقرر باراك وأولمرت الطلب من بوش أنظمة الإنذار المتطورة والتنازل عن نشر أنظمة الصواريخ الاعتراضية، وعوضا عن ذلك طالبت بالارتباط بنظام الإنذار الأمريكي «JTAGS»..

التعليقات