جنرال إسرائيلي: الجيش كان صدئا قبل حرب لبنان ونحن اليوم غير جاهزين

وصف جنرال الاحتياط، موشي عبري سوكينيك، الذي استقال مطلع العام الجاري من منصبه كقائد للرتل الشمالي، الجيش قبل حرب لبنان بأنه «صدئ»، ويعتبر نتائج حرب لبنان مخجلة.

 جنرال إسرائيلي: الجيش كان صدئا قبل حرب لبنان ونحن اليوم غير جاهزين
وصف جنرال الاحتياط، موشي عبري سوكينيك الجيش قبل حرب لبنان بأنه «صدئ»، واعتبر نتائج حرب لبنان مخجلة. وحذر من أن الجيش غير جاهز لخوض حرب، ووجه انتقادات شديدة لخطة التدريبات للجيش، وقال إنها «لا تكفي لمواجهة التحديات المتوقعة».

وشغل سوكينيك قائدا للقوات البرية قبل عدة سنوات. وبعد الحرب وقف على رأس طاقم تحقيق حول أداء الفرقة 162 التي حاربت في القطاع الشرقي في لبنان(من ضمن ذلك معركة السيلوقي). وعاد للخدمة بناء على طلب من القيادة العسكرية للمساهمة في إعادة ترميم الجيش، واستقال في يناير/ كانون الثاني الماضي، لعدة أسباب من بينها عدم توفير الوسائل والميزانيات لتدريب القوات البرية. وتحدث سوكينيك يوم أمس في يوم دراسي حول المعارك البرية في حرب لبنان والذي عقد في "رمات إفعال". وتعتبر تلك التصريحات العلنية هي الأولى منذ أجرى الجيش التحقيقات حول إخفاقات الحرب، وتتناقض مع الخط الإعلامي الرسمي للجيش.

وقال سوكنيك إن «الجيش كان صدئا» في السنوات التي سبقت الحرب. وتحدث سوكينيك عن عدة حالات صادفها خلال خدمته تشير إلى الاستعدادات السيئة في عدد من الفرق. ويقول عن إحدى الفرق التي عملت على الحدود السورية: "هل تصدقون أنه لم يكن بحوزتهم خرائط لهضبة الجولان؟ ولم يكن بحوزتهم خطة عمليات في قطاع حرج من هذا النوع؟ لقد كانت خطتهم لقطاع آخر. ووصف الحالة التي كانت سائدة في الجيش في تلك الفترة بأنها شبيهة بفقدان الوعي. وقال سوكينيك إن المهمة الأولى التي دأب على تنفيذها هي إلزام الضباط بمعرفة منطقة الشمال.

وتحدث عن التراجع الكبير في كفاءة القوات البرية في السنوات التي سبقت الحرب. وقال: "لم يفهم الجنود ماذا يعني ممر جبلي. لقد دخلت كتيبة دبابات دخلت(خلال الحرب) في ممر جبلي دون ناقلة جند هندسية مدرعة، ودون جرافات عسكرية- وباعتقادهم أن ذلك أمر صحيح. رغم أن ذلك من أسس القوانين والتعليمات التي يبدو أنها اختفت".

ويعزو فشل حرب لبنان الثانية إلى أداء المستويات العسكرية الرفيعة وإلى البلبلة التي سادت في طبيعة المهمات. وقال إن الجنود كانوا يستمعون خلال الحرب إلى تصريحات عبر وسائل الإعلام ومن على منبر الكنيست بأنه لن تشن حملة برية. وشرح قائلا: كأنهم يقولون للجنود «أخرجوا ذلك من رؤوسكم، يمكننا إنهاء المهمات بواسطة سلاح الجو. فبدأ ذلك يتغلغل ويؤثر». وتابع: أقول بمسؤولية إن «70%-80% من المسؤولية عن النتيجة هي على عاتق القيادة وقيادة هيئة الأركان القيادة العامة، نتيجة لقلة الجاهزية، ولكنهم تحملوا في نهاية المطاف المسؤولية عن 10-15% فقط من النتائج النهائية».

وعرف سوكنيك نتيجة الحرب بأنها «مخجلة» وقال إنه وافق على إجراء تحقيق في أداء الفرقة لأنه أراد أن يفهم «ماذا حصل للمجموعة الأكثر كفاءة. لماذا عملوا بهذا الشكل؟ هؤلاء أفضل ما عندنا».

ويضيف سوكيونيك أن بالمقارنة مع كم التدريبات القليل في السنوات الست ما بين اندلاع الانتفاضة والحرب في لبنان(2000-2006) ارتفعت وتيرة التدريبات مؤخرا بشكل جدي. فقد تدربت كتائب في ذراع البرية هذه السنة بمعدل أربعة شهور أي أكثر بأربع مرات من الفترة السابقة. إلا أنه يعتبر ذلك غير كاف، ويقول: قلت للقيادة العليا، نحن لا نتدرب كفاية، ولا نمنح القوات الوسائل الأساسية للنجاح. وأوضح أنه يحاول التعبير عن نفسه بحذر لأنه لا يريد أن يكون حديثه «سيفا بحدين». وأضاف: استغرق الجيش وقتا طويلا حتى استطاع التعافي من جروح الحرب، وها هم يتحدثون اليوم عن تقليصات في ميزانية التدريبات. وستكون النتيجة، أن في السنة التي تلي التقليص لن تكون هناك جهوزية.

ويعتبر سوكينيك إن طريقة علاج تهديد القذائف الصاروخية قصيرة المدى من أهم استنتاجات حرب لبنان، ويقول: منذ أن أضفنا للتعليمات أن مهمة كل قوة هي أيضا وقف إطلاق القذائف الصاروخية من قطاعها، أصبحت تلك المهمة من مسؤولية القائد وليست مسؤولية أحد آخر. وفي المقابل العبر الأساسية التي استخلصها أعداؤنا من الحرب هي أنهم إذا أرادوا ألا يخسروا، يجب عليهم المحافظة على إطلاق الصواريخ حتى اليوم الأخير من الحرب، وهذا يعتبر نصرا بالنسبة لهم".

التعليقات