«مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي يعزز مواقعه

-

«مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي يعزز مواقعه
يلعب مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في الولاية الثانية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دورا بارزا في تحديد السياسات والمشاركة في صنعها وذلك نتيجة لعدة عوامل من ضمنها توصيات لجنة «فينوغراد» وأهمها الرجل الذي يقف على رأسها.

كان مجلس الأمن القومي الذي أسسه بنيامن نتنياهو عام 1999 في ولايته الأولى، جسما هامشيا يصارع من أجل الحصول على صلاحيات والاضطلاع بدور فعال في دائرة صنع القرار والتأثير عليها إلا أن جهوده باءت بالفشل، وبقي سنوات طويلة مهمشا من قبل الحكومات والأجهزة الأمنية.

بعد صدور تقرير لجنة «فينوغراد» لفحص إخفاقات العدوان على لبنان شكل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت لجنة برئاسة الجنرال أمنون ليفكين شاحك، سميت لجنة شاحك، لتقديم توصيات حول سبل وآليات تطبيق توصيات لجنة فينوغراد. وخلصت اللجنة من بين أمور أخرى، إلى ضرورة تعزيز مكانة مجلس الأمن القومي. وفسرت اللجنة توصيتها تلك بأنه من الضروري أن تُعرض على رئيس الحكومة وأعضاء المجلس الوزاري المصغر وجهة نظر أخرى- من قبل هيئة مدنية- تختلف عن وجهة نظر الجيش والأجهزة الأمنية.

وبعد أن شكل بنيامين نتنياهو حكومته اختار أحد المقربين منه وأمناء سره، والمسؤول السابق في جهاز "الموساد" البروفيسور عوزي أراد، ليتولى هذا المنصب، وخلال فترة قصيرة تحول المجلس إلى جسم هام يلعب دورا مركزيا في إدارة السياسات، ووسع طاقم موظفيه بشكل كبير وقام بإصلاحات كبيرة على مستوى طاقم المسؤولين وعلى مستوى نجاعة العمل.

وفي غضون فترة قصيرة بات مجلس الأمن القومي مسؤولا عن إعداد جدول أعمال جلسات الحكومة وتقديم المشورة لرئيس الوزراء قبل اجتماعاته السياسية، بل ويشارك ممثلو المجلس في قسم من تلك الاجتماعات. كما باتت الأجهزة الأمنية تأخذ المجلس على محمل الجد ويشارك ممثلوها في جلسات المجلس. وسيمنح المجلس في الفترة القريبة مسؤولية الإعداد لجلسات اللجنة الوزارية السداسية العليا.

يُوصف رئيس مجلس الأمن القومي، عوزي أراد، أو مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء حسب تسمية أخرى، بأنه قريب إلى أذن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بل الأقرب إليه، ووصفه البعض بأنه «الرجل الأقوى في الاستراتيجيات الإسرائيلية الحالية».

ولد أراد عام 1947، وتعلم في جامعة برينستون التي تعتبر من أهم مراكز البحوث، وخدم أكثر من عشرين سنة في جهاز الموساد. وعمل في فترة ولاية بنيامين نتنياهو الأولى مستشارا للأمن القومي، وهو من المبادرين لإقامة مؤتمر هرتسليا ومن المشاركين في إدارته.

وقالت ه صحيفة هآرتس عن أراد في مقدمة مقابلة مطولة نشرت في التاسع من الشهر الجاري بأنه «كان، بطرق مختلفة، في خضم الدراما الاستخبارية والأمنية الإسرائيلية». ووصفته بأنه «يكن الولاء لرئيسه بشكل كبير، ولا يرى فيه أي عيب». وتنقل عن أراد قوله إن «نتنياهو شخص موهوب ومحنك ومتمرس ولا يوجد شخص مناسب أكثر منه في رئاسة الحكومة ».

ويكرر أراد في المقابلة ما جاء في خطاب نتياهو بأن المشكلة في عدم وجود حل للقضية الفلسطينية هي «عدم اعتراف العرب بشرعية وجود إسرائيل».

وعن خطط السلام يقول إنها استعراضات، يمكن أن تنتج تسوية بدون أرجل تفضي إلى دولة فلسطينية هشة كرتونية(من أوراق لعب كما قال.
ويقول أن الفلسطينيين يفتقرون للقيادة، وأنه لا يرى استعدادا لدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وجدية ورغبة في التسوية والوصول إلى نهاية الصراع. ويقول عنه إنه «يحتفظ بادعاءات أبدية ضد إسرائيل ويتمسك بها».

ويضيف أن «المعتدلين بين الفلسطينيين لا يريدون تسوية، ويسعون للتوصل إلى تسوية من أجل تجديد الصراع من موقع أفضل». معتبرا أنه «لا يوجد لدى الفلسطينيين قادة حقيقيون لصنع السلام». معربا عن أمله بأن«تنشأ لدى الفلسطينيين قيادة من نوع آخر».

ورغم نسف فرص التسوية من قبل حكومة نتنياهو أضاف: بعد الوصول الى اتفاق الدولة مع الفلسطينيين يجب منح اسرائيل عضوية حلف الاطلسي وتحالف عسكري مع الولايات المتحدة "كشيء مقابل شيء".

وعن سوريا قال: هنا المشكلة تختلف. معظم الحكومات في إسرائيل تمسكت بالموقف القائل إن إسرائيل باقية في الجولان. وهذا أيضا موقف معظم الجمهور الإسرائيلي، وموقف معظم أعضاء الكنيست. وأشار إلى أنه «إذا تم التوصل إلى تسوية إقليمية فإن من شأن التسوية أن تبقي إسرائيل في هضبة الجولان وفي عمق هضبة الجولان». وأضاف «جوهر التسوية يجب أن يكون تسوية في عمق الجولان». وحين سئل عن الأسباب قال: «لأسباب استراتيجية وعسكرية واستيطانية واحتياجات المياه ومن أجل الطبيعة والنبيذ».

ويُسأل أراد عن التنازلات التي قدمها نتنياهو في المفاوضات في نهاية سنوات التسعين، فيقول: "كان موقف نتنياهو متمسكا بأن إسرائيل يجب أن تبقى في هضبة الجولان في عمق عدة أميال».

وحين سئل عن موقف الحكومة من المفاوضات مع سوريا قاول: "موقف الحكومة هو أنها مستعدة لتجديد المفاوضات دون شروط مسبقة". على اعتبار أن «كل طرف يعرف جيدا مواقف الطرف الآخر». وتابع: "أنا واثق أن السوريين يعرفون أن حكومة نتنياهو ومعظم الجمهور يرفضون الانسحاب من الجولان".

وعند سؤاله عن صدع في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة بسبب بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية قال اراد ان من الضروري ان تحتفظ اسرائيل بتحالف وثيق مع حليفتها القديمة وفي نفس الوقت ترسخ لعلاقات مع قوى أخرى مثل الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين والهند.

وأكد اراد على ضرورة احتفاظ اسرائيل بأسلحة "قوية على نحو هائل" لردع هجوم نووي أو لتدمير أي عدو يجرؤ على توجيه ضربة ذرية لاسرائيل.

وقال اراد انه لابد أن يكون هناك خيار عسكري اذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية في منع ايران من امتلاك اسلحة نووية واستطرد "كلما كان هذا الخيار ذا مصداقية وملموسا كلما قلت الحاجة لاستخدامه."

التعليقات