اسرائيل تهدد باعادة القطاع لمصر والضفة للاردن

مصدر رفيع في مكتب شارون يقول: "في حال لم ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم حيال خارطة الطريق فان احدى الامكانيات ستكون اعادة الوضع الى الفترة التي سبقت حزيران/يونيو 1967"

اسرائيل تهدد باعادة القطاع لمصر والضفة للاردن
قال مصدر رفيع في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي انه "في حال لم ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم حيال خارطة الطريق فان احدى الامكانيات ستكون اعادة الوضع الى الفترة التي سبقت حزيران/يونيو 1967، اي اعادة قطاع غزة الى مصر والضفة الغربية الى الاردن".

واعتبر المصدر ان "هذا ما سيحدث اذا لم يتم تنفيذ خارطة الطريق وحصول تقدم في العملية السياسية" بين اسرائيل والفلسطينيين.

واضاف ان "هذا خيار ولكننا لن ننفذه لاننا لا نريد ذلك".

ويشار الى ان التوقعات تنبئ بان اسرائيل والفلسطينيين يتجهان نحو تصادم خصوصا على ضوء مواصلة اسرائيل بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والاعلان المتكرر من جانب المسؤولين الاسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء اريئيل شارون حول ضم الكتل الاستيطانية الكبرى والتعنت الاسرائيلي على الابقاء على احتلال القدس الشرقية.

من جهة اخرى يهدد شارون بعدم تمكين الفلسطينيين من اجراء الانتخابات التشريعية اذا ما شاركت فيها حركة حماس.

وقال شارون في هذا الصدد ان الفلسطينيين يمكنهم القيام بما يريدون في قطاع غزة لكنهم سيضطرون الى الانصياع لاملاءات اسرائيل في الضفة الغربية.

واضاف شارون في هذا السياق ان اسرائيل يمكنها عرقلة سير الانتخابات في الضفة الغربية في حال مشاركة حماس فيها من خلال الحواجز العسكرية وتقييد حركة الفلسطينيين.

من جهة اخرى تسعى الحكومة الاسرائيلية الى فصل الاقتصاد في القطاع عنه في الضفة الغربية.

فقد هددت اسرائيل السلطة الفلسطينية بانه في حال مواصلة الفلسطينيين رفضهم لوجود مراقبة اسرائيلية على المعابر بين القطاع ومصر فان ذلك سيؤدي الى اخراج قطاع غزة من "رزمة الجمارك" المشتركة مع الضفة وهو ما يعني وجود جهازين اقتصاديين مختلفين.

وقال المصدر الاسرائيلي الرفيع ان "امتحان السلطة الفلسطينية سيكون في قطاع غزة وسنرى كيف ستسير الامور هناك.

"واذا لم ينجحوا في هذا الامتحان فاننا سندرس مجمل سياستنا من جديد".

وتابع "اذا لم يحدث اي تقدم الان بعد تنفيذ فك الارتباط فان الوضع سيصبح مجمدا بمعنى ان ما يحدث في غزة سيبقى على حاله وفي الضفة سنستمر باتباع السياسة ذاتها القائمة الان".

واستدرك المصدر الاسرائيلي الرفيع ان "هذه ليست سياستنا ولكنه سيناريو محتمل".

واضاف ان "الفلسطينيين لم يثبتوا انفسهم حتى الان".

وفي رده على سؤال حول ما اذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يرى بالضفة الغربية وقطاع غزة "وحدة اقليمية واحدة" قال ان "هذا ما تنص عليه خارطة الطريق واسرائيل ملتزمة بها وكلا المنطقتين وحدة اقليمية واحدة ولكن هذا لن يبقى على حاله اذا لم ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم في اطار خارطة الطريق".

وفي السياق ذاته كتب المراسل السياسي لصحيفة هآرتس الاسرائيلية آلوف بن مقالا اليوم جاء فيه "واضح ان شارون يستخدم فصل القطاع عن الضفة كورقة مساومة مع (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس وكعصا تكرس التفوق الاسرائيلي بعد فك الارتباط ايضا.

"لكن سياسة شارون المثابرة" في هذا الاتجاه "تثير شكوكا بان هناك اكثر من استخدام اساليب القوة مقابل السلطة الفلسطينية".

واضاف بن انه "ربما هناك من يُعد الارضية لنظام جديد (في الاراضي الفلسطينية) ليستبدل الفكرة السائدة بواسطة اقامة دولة واحدة مبتورة الى قسمين، /فلسطين الشرقية/ في الضفة و/فلسطين الغربية/ في القطاع".

وتابع الصحفي الاسرائيلي ان هناك مسؤولين في جهاز الامن الاسرائيلي اصبحوا يتحدثون عن تطلعهم نحو اعادة الوضع الى سابق عهده قبل حرب حزيران/يونيو 1967 عندما كان القطاع تابعا لمصر والضفة للاردن.

واضاف بن ان هؤلاء المسؤولين الامنيين الاسرائيليين "يستمدون شجاعتهم من استعداد مصر لتحمل المسؤولية على شريط فيلادلفي بين مصر والقطاع وتدريب قوات الامن الفلسطينية في القطاع وهو ما يمنحها الرقابة بصورة غير مباشرة على ما يحدث في القطاع".

وتابع بن اعتمادا على المسؤولين الامنيين انه "كلما استقرت المكانة المختلفة للقطاع عن الضفة وفيما تواجه السلطة الفلسطينية صعوبة في فرض سيادتها فانه سيزداد التأييد لهذه الافكار في اسرائيل".

من جهة اخرى يطالب الاردن اسرائيل بعدم ابرام اتفاق مع الفلسطينيين او تنفيذ خطوات انفرادية في الضفة الغربية من دون اشراكه.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية اميرة اورون ان "الاردن قلق بصورة تقليدية على ما يحدث في الضفة الغربية اذ لا شك ان لديه مصالح كثيرة جدا في الضفة".

واضافت اورون انه عندما يتم البحث في وضع الضفة الغربية فان "اسرائيل ستأخذ بالحسبان مصالح دول في المنطقة".

التعليقات