النيابة العامة تميل إلى تقديم توصية بالتحقيق مع رئيس الاستخبارات العسكرية السابق بشبهة تسريب اسم د. أشرف مروان..

قبل حوالي سنة تم تعيين نائب رئيس المحكمة العليا السابق، ثيودور أور، محكما للفصل في قضية تشهير رفعها زاعيرا ضد زامير، وفي يونيو حزيران عام 2007، أصدر أور حكمه بأن زامير لم يشهر

النيابة العامة تميل إلى تقديم توصية بالتحقيق مع رئيس الاستخبارات العسكرية السابق  بشبهة تسريب اسم د. أشرف مروان..
ذكرت مصادر إسرائيلية أن الطاقم الخاص الذي شكلته النيابة الإسرائيلية العامة يميل إلى تقديم توصية بفتح تحقيق جنائي ضد الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية في الجيش، إيلي زاعيرا، بشبهة تسريب اسم عميل الموساد السابق، د. أشرف مروان، صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

وتضيف تلك المصادر أن حسب المعلومات التي جمعها الطاقم الخاص فإن ثمة أدلة تشير إلى أن زعيرا سرب اسم العميل لصحافيين ولكتاب ومؤرخين.

يشار إلى أن ثمة التباس وجدل في تعريف مروان إذ اعتبره المصريون بطلا قوميا مع تلميحات بأنه كان موكلا بمهمة، في حين تسود الأوساط الاستخبارية الإسرائيلية تقديرات بأن مروان كان عميلا مزدوجا.

وقد ترأس الطاقم الخاص محامية من شعبة المهمات الخاصة في النيابة. ونقلت صحيفة هآرتس عن الناطق بلسان وزارة القضاء قوله إن الموضوع قيد البحث في وزارة القضاء، ولا يمكن الإدلاء بمعلومات في هذه المرحلة.

وقد بدأ التحقيق في النيابة في أعقاب شكوى تقدم بها رئيس الموساد السابق، تسفي زامير، وضابطين من شعبة الاستخبارات في الجيش، العميد عاموس غلبوع، والكولونيل يوسي لانغوتسكي، للمستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، قبل أربع سنوات، عرضوا من خلالها وثائق تشير إلى أن زعيرا سرب اسم العميل. إلا أن المستشار القضائي أرجأ النظر في الشكوى حتى تنتهي عملية التحكيم في قضية التشهير بين رئيس الموساد السابق تسفي زامير وزاعيرا.

قبل حوالي سنة تم تعيين نائب رئيس المحكمة العليا السابق، ثيودور أور، محكما للفصل في قضية تشهير رفعها زاعيرا ضد زامير، وفي يونيو حزيران عام 2007، أصدر أور حكمه بأن زامير لم يشهر بـزاعيرا، وأن زاعيرا حقا مسؤول عن تسريب اسم العميل. وذكر القاضي اسم أشرف مروان كعميل للموساد. وبعد ذلك بأسبوعين عثر عن جثة أشرف مروان في ساحة منزله في لندن. وبعد الكشف عن الوفاة قال زامير ليس لدي شك بأن مروان انتحر لأن زاعيرا كشف أنه كان عميلا للموساد قبل حرب عام 73 وخلالها.

وبعد صدور هذا الحكم توجه المشتكون الثلاثة مجددا وطلبوا استئناف النظر في الشكوى.

في ديسمبر الماضي كشف امين الهندي، مدير المخابرات السابق في السلطة الفلسطينية، أن اشرف مروان، هو الذي قام بتزويد خلية الفدائيين الفلسطينيين بصواريخ من نوع ستيريلا ، في روما في العام 1973. وقال الهندي الذي كان مسؤولا عن عملية اطلاق الصواريخ باتجاه طائرة ال-عال التي كان من المخطط ان تقلع من مطار فيوميتشينو في روما، ان مروان سلمه الصواريخ، التي احضرها معه من القاهرة بواسطة حقيبة زوجته الدبلوماسية في شارع فيا فينيتو في العاصمة، ومن ثم غادر المكان بسرعة، وصرح الهندي بذلك للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي. يذكر أن هذه العملية أحبطت واعتقلت الخلية التي كانت تعتزم تنفيذها.
من جانبه قال تسفي زمير رئيس الموساد السابق إن مروان وصل الي بيت سري تابع للموساد في العاصمة الايطالية وابلغهم بان خلية فلسطينية تخطط لاطلاق صواريخ باتجاه الطائرة الاسرائيلية، وعلي الفور قام زمير شخصيا بابلاغ المخابرات الايطالية، التي قامت علي الفور باعتقال اعضاء الخلية الفلسطينية قبل ان ينفذوا العملية.

واعتبرت أوساط استخبارية أن مروان سعى بذلك إلى كسب ثقة الاستخبارات الإسرائيلية، وقالت أوساط أخرى أن هذه العملية كانت طعما من أجل تسريب معلومات مغلوطة في المستقبل.

وفي ذكرى حرب أكتوبر في يوليو الماضي دافع الرئيس المصري حسني مبارك عن أشرف مروان، وقال أنه "نفذ أعمالا بطولية، وأن الوقت ليس مناسبا للكشف عنها، ولم يتجسس لصالح أحد". في حين أوضحت مصادر مصرية أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان قد قام بتكريم مروان "لانجازاته" خلال حرب 1973.

وفي كتاب صدر في لندن تحت عنوان "تاريخ إسرائيل" للمؤرخ والضابط السابق بالجيش الإسرائيلي أهارون برجمان قال إن إسرائيل سقطت في يوم السادس من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1973 في فخ نصبه لها بإحكام عميل مزدوج مصري في إشارة إلى أشرف مروان.

وقال برجمان "نجح هذا الجاسوس في تضليل وخداع جهاز المخابرات الإسرائيلي -الموساد- في مرحلة ما قبل حرب أكتوبر، وكان أهم أسباب فشل الجيش الإسرائيلي الذريع في الاستعداد لمواجهة هجوم القوات العربية على الجبهتين المصرية والسورية".

وتابع قائلا "إن هذا العميل المزدوج اتبع استراتيجيتة بعيدة المدى بدأت بتقديم معلومات صحيحة وقيمة للموساد لكسب ثقة الإسرائيليين انتظاراً لأوان توجيه ضربته".

ومن ناحية أخرى، قالت وسائل اعلام اسرائيلية مؤخرا انه عشية حرب 1973 حذر مروان الموساد من ان مصر وسوريا توشكان على مهاجمة اسرائيل. وتردد أن مروان كان يحمل لدى الاستخبارات الاسرائيلية إسما حركيا هو "بابل". ووفقا لصحيفة التايمز فانه تردد أن مروان عرض خدماته على إسرائيل عام 1969 وظل يمدها في السنوات التالية بالمعلومات عن مصر والعالم العربي، وهي المعلومات التي وصفها مسؤولون إسرائيليون بأنها لا تقدر بثمن.

وكان قد تردد إسم مروان للمرة الأولى في كتاب "الأسطورة مقابل الحقيقة : حرب يوم كيبور الإخفاقات والدروس" الذي صدر عام 2004 لإيلي زعيرا رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الأسبق. وقال زيرا إن مروان كان عميلا وقد أبلغ إسرائيل بموعد بداية الحرب، ولكن قادة إسرائيل تجاهلوا التحذير. وقال جاد شيمرون وهو ضابط سابق في الموساد تحول الى مؤرخ لوكالة رويترز للأنباء "اننا نعلم الان من شهادات عملاء اسرائيليين أن مروان كان الرجل الذي سرب هذه المعلومات الى الموساد."


وقال شيمرون " ولقد برر رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية تقاعسه بقوله ان مروان كان يشتبه به بأنه عميل مزدوج للمصريين." وقد طالب بعض نواب المعارضة في مجلس الشعب المصري "البرلمان" مؤخرا بفتح تحقيق بعد نشر وسائل الاعلام الاسرائيلة تقارير مؤخرا عن دوره كعميل مزدوج في حرب عام 1973.

بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 أصبح مروان المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات. ورأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، ثم تقاعد وتوجه إلى بريطانيا حيث عاش فيها كرجل أعمال ورئس شبكة القنوات الغنائية ميلودي حتى وفاته.

وكتب يوسى ملمان، فى هآرتس في 17-1-2003: فى مايو 73 نقل مروان لإسرائيل معلومات مفادها أن المناورة التى يقوم بها الجيش المصرى ستنتهي بشن الحرب. وأصدر رئيس الأركان آنذاك دافيد أليعزر، بالمخالفة لرأى وزير الدفاع موشيه ديان، قرارا بتجنيد قوات الاحتياط والدخول فى حالة التأهب القصوى، الأمر الذى كلف إسرائيل خسارة اقتصادية فادحة لأن حالة التعبئة لم تكن مدرجة على جدول الميزانية. كما أن المصريين لم يشنوا الحرب، وثارت ثائرة الحكومة الإسرائيلية، وبدأت ثقتهم تهتز فيما ينقله العميل المزدوج، الذى ضللهم، لذلك لم يصدقوا ما قاله لهم عشية السادس من أكتوبر، تماما كما كان مخططا من أول العملية. فعندما وصلت المعلومة لشعبة الأبحاث بالمخابرات الحربية، علقوا عليها بقولهم المصريون لن يشنوا الحرب بمفردهم، وفرص مشاركة السوريين فى الحرب ضعيفة، وفى كل الأحوال لم يجرؤ المصريون على شن الحرب طالما أنهم لم يحصلوا القدرات الصاروخية التى تستطيع مواجهة تفوق سلاح الجو الإسرائيلى.

وكان رئيس جهاز أمان أى شعبة الاستخبارات العسكرية أثناء حرب73، ايلى زعيرا، أكد أن اشرف مروان، كان عميلا مزدوجا خدم مصر بشجاعة كبيرة، وشارك فى الخديعة المصرية الكبرى لإسرائيل. وطالب بالتحقيق فى الموضوع بشكل جذرى، مدعيا انه إذا لم يتم ذلك فان أجهزة المخابرات الإسرائيلية ستقع، فى المستقبل، ضحية للعملاء المزدوجين وللتضليل.

وهذا ما أكده مجددا د. أهارون برجمان من لندن الذى رد فى معاريف مؤكدا أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا ولاؤه للمخابرات المصرية، وكان جزءا لا يتجزأ من خطة التمويه والخداع قبيل حرب أكتوبر، وأدى دوره بنجاح مطلق فى خداع الإسرائيليين وتعميتهم بمعلومات مضللة قبل الحرب.

وعلى اثر قضية مروان نشب خلاف كبير وصل إلى قاعات المحاكم بين زعيرا ورئيس الموساد حينذاك تسفي زمير. وقد بدأت المعركة عندما قرر زعيرا أن يكسر صمته الطويل، ويتحدث فى البرنامج التليفزيونى الشهير ملحق الملاحق مع الصحفى دان مرجليت. حول مسئوليته فى التقصير الاستخبارى الذى قاد للانتصار المصرى الكبير فى 73. وقال زعيرا: أنا أتحمل أخطاء التقديرات الاستخبارية قبيل الحرب، فقد تمسكت أنا وضباط شعبة الأبحاث بأمان بفرضية أن احتمالات الحرب ضئيلة. ورغم هذا الاعتراف الصريح بالمسئولية إلا أن التفاصيل الأخرى التى جاءت فى اللقاء أثارت القادة الإسرائيليين الذين شاركوا فى حرب أكتوبر وفى مقدمتهم رئيس الموساد آنذاك تسفى زامير الذى طلب تصوير حلقة مع دان مرجليت، بدأها بقنبلة لم تهدأ نيرانها حتى الآن، لقد نظر للكاميرات بحدة وصرخ : ايلى زعيرا، رئيس المخابرات الحربية، أثناء حرب يوم الغفران ضلل الجيش والحكومة الإسرائيلية فى 73 عن عمد. وأضاف: هذا الرجل، كان خط الدفاع الأول عن إسرائيل، وكان مسئولا عن تحذير الجيش والحكومة قبل اندلاع الحرب، إنها مسئوليته، وأؤكد أنه لم يفشل بطريق الخطأ، ولكنه تعمد الفشل.



المصادر: وكالات الأنباء، الصحافة العبرية، موقع العربي(القومي المصري)

التعليقات