حملة برية تهدف إلى توجيه ضربة قاصمة لحماس يرافقها البحث عن مخرج سياسي

وحسب الخطة لا مكان للرأي العام العالمي، وسيتم التعامل معه بعد الحرب. كما أن قتل المدنيين الفلسطينيين ليس في حسابات المخططين، ففي المقام الأول سلامة المقاتلين والحفاظ على حياتهم بأي ثمن

حملة برية تهدف إلى توجيه ضربة قاصمة لحماس يرافقها البحث عن مخرج سياسي
أطلقت إسرائيل يوم أمس حملة برية محدودة في قطاع غزة تشارك بها عدة ألوية، مدرعات ومشاة وهندسة، وتستمر لأيام حسبما صرح وزير الأمن إيهود باراك. وفي المقابل، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه حال انطلاق الحملة البرية بدأت دائرة صنع القرار الإسرائيلية في البحث عن خرج السياسي للحرب.

وتوضح الصحيفة أن الحملة البرية هي مرحلة أولى من خطة متكاملة، قد تتسع، في مرحلتها الثانية لإدخال فرق عسكرية واحتلال قطاع غزة، إلا أنها في الوقت ذاته تستبعد توسيع الحملة البرية لعدة أسباب: أولها لأن إسرائيل غير معنية، وسبب آخر هو أن الضغط الدولي الذي يتوقع أن يصل الذروة منتصف الأسبوع سيحول دون ذلك.

بعد سبعة أيام من القصف الجوي المكثف وقصف حوالي 800 هدف في قطاع غزة بمئات الأطنان من المتفجرات، وسقوط نحو 2800 فلسطيني ما بين شهيد وجريح، بدأت قوات الاحتلال مرحلة أخرى من العدوان. وبعد أن قامت بقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة شنت قصفا مكثفا بواسطة المدفعية، ودخلت القوات إلى أطراف قطاع غزة، تتقدمها الجرافات، تحت غطاء جوي كثيف. وهدف العمليات حسب الصحيفة توجيه ضربة قاصمة لحماس لإجبارها على قبول الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار.

وتضيف الصحيفة أن الخطة العسكرية تشمل دخول القوات المتوغلة من ثلاثة محاور، بحيث تعمل على تقسيم قطاع غزة إلى أربع قطاعات، ومن المتوقع أن تتعامل كل قوة متقدمة مع نحو 150 كمينا أعدته حركات المقاومة لإعاقة التقدم وإلحاق خسائر بجنود الاحتلال، وفقا لمصادر استخبارية.

وحسب الخطة لا مكان للرأي العام العالمي، وسيتم التعامل معه بعد الحرب. كما قتل المدنيين الفلسطينيين ليس في حسابات المخططين، ففي المقام الأول سلامة المقاتلين والحفاظ على حياتهم بأي ثمن. كما أن معيار إنجازات الحملة ليس بالأرض التي يتم السيطرة عليها بل بعدد قتلى فصائل المقاومة. كما توضح الصحيفة أن الحرية الممنوحة لقادة جنود الاحتلال في الحملة البرية أوسع بكثير من تلك التي كانت ممنوحة لهم في عملية السور الواقي عام 2002.

وتقول الصحيفة أن المرحلة الأولى من الخطة العسكرية تستمر لعدة أيام وتشارك فيها وحدات نظامية. وتهدف إلى إدخال الصدمة والرعب في أوساط فصائل المقاومة، وإلحاق أضرار جسيمة بها، لتكون قاعدة لانطلاق مراحل أخرى أو حل سياسي.
ولخصت الصحيفة المطالب الإسرائيلية في مفاوضات وقف إطلاق النار بثلاثة: وقف إطلاق الصواريخ. وقف بناء وتعزيز القوة العسكرية لحركة حماس. إقامة آلية دولية تحدد العقوبات على حماس إذا لم تلتزم باتفاق . وبعد الاتفاق البدء بمفاوضات مع سقف زمني لتبادل الأسير الإسرائيلي بأسرى فلسطينيين.

المرحلة الثانية والتي من المستبعد أن تنفذ: إدخال فرق احتياط إلى قطاع غزة وتوسيع الاحتلال. ومن أجل هذا الهدف تم تجنيد آلاف جنود الاحتياط. مع تأكيد الصحيفة أن القيادة العسكرية والسياسية تأمل أن لا تصل إلى هذه المرحلة.

وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل تحظى على دعم أمريكي وأوروبي في حملتها. كما تحظى على دعم الدول العربية المعتدلة. وتقول الصحيفة أن تلك الدول تنقل إلى إسرائيل رسائل واضحة لا تقل شدة عن تصريحات السياسيين الإسرائيليين. ويُقول محدثو أولمرت وباراك وليفني العرب: " أضربوا حماس. لا تسمحوا بأن يتحول هنية إلى نصر الله ثان". " يجب أن تخرج حماس من هذه الحرب مضروبة ومكلومة، بحيث لا ترفع رأسها لفترة طويلة".

وتؤكد الصحيفة أن أولمرت ليفني وباراك باتوا يبحثون عن مخرج سياسي من الحرب. والاقتراح المطروح يدعو إلى تشكيل آلية دولية لمراقبة محور صلاح الدين "فيلاديلفي" لمنع دخول السلاح. وآلية مراقبة لمعبر رفح، وقف إطلاق الصواريخ. وتحرير الأسير الإسرائيلي لدى حماس غلعاد شاليط.



التعليقات