مراقبون إسرائيليون: العملية البرية تراوح مكانها والجنود باتوا صيدا سهلا

دخلت الحرب العدوانية على قطاع غزة يومها الخامس عشر، واعتبر مراقبون إسرائيليون أن القوات الإسرائيلية دخلت في اليومين الأخيرين إلى مرحلة «الجمود والمراوحة في المكان»

مراقبون إسرائيليون: العملية البرية تراوح مكانها والجنود باتوا صيدا سهلا
دخلت الحرب العدوانية على قطاع غزة يومها الخامس عشر، واعتبر مراقبون إسرائيليون أن القوات الإسرائيلية دخلت في اليومين الأخيرين إلى مرحلة «الجمود والمراوحة في المكان»، وحذروا من تحول تلك القوات إلى صيد سهل لفصائل المقاومة. واعترف ضباط ومسؤولون عسكريون أن «جيش حماس» لا يظهر بالشكل الذي يتوقعوه، وأعربوا عن خيبة أملهم من أن المقاومين الفلسطينيين «لا يندفعون» باتجاه القوات الإسرائيلية إلى المناطق المفتوحة ليتسنى «اصطيادهم» عن طريق الجو.

وانتقد ضباط ومسؤولون عسكريون المماطلة من قبل دائرة صنع القرار في اتخاذ قرار حول استمرار أو وقف الحرب، وأكدوا على أهمية اتخاذ قرار فوري إما بوقف الحرب أو توسيعها لأن الوضع الحالي يعني تراجع زخم الحملة العسكرية، وانتقالها إلى مرحلة المراوحة في المكان التي تعتبر خطيرة على القوات المتواجدة في محيط قطاع غزة. وقالوا إن الجنود «بدأوا يغرقون في المستنقع الغزي».

وقالوا إن في الوضع الحالي «حماس لديها الوقت الكافي لتخطيط هجمات على المواقع التي يتواجد فيها الجنود». محذرين من أن الانتشار الحالي دون شن عمليات هجومية سيكون منوطا بالتعرض لهجمات وفقدان مزيد من الجنود. وأكدوا أنه يجب حسم الموقف بسرعة إما باتجاه الانسحاب أو البقاء، مؤكدين أن «البقاء منوط بأثمان».

وقال مسؤولون عسكريون إن حماس تعرضت إلى ضربات قاسية إلا أنها ما زالت تحافظ على قوتها. وأشاروا إلى أنه لا يوجد مواجهة حقيقية مع فصائل المقاومة التي، تبقى في مواقعها وتخطط لعمليات قنص وتفجير ضد القوات، وأعربوا عن خيبة أملهم من أن المقاومة الفلسطينية لا تندفع للمواجهة في المناطق المفتوحة. وقال أحد الضباط " لا نراهم ولا ندخل في مواجهات معهم".

ويؤكد مسؤول عسكري أن الذراع العسكري لحركة حماس لم يتضرر تقريبا. وباستثناء خلايا معدودة فإن القوات العسكرية لحركة حماس لم تأخذ بعد دورا في القتال. ويضيف: في غزة هناك جيش مدرب تلقى التدريب من أفضل المدربين الإيرانيين، وهو مزود بسلاح وصواريخ متطورة. والجيش الإسرائيلي لم ير هذا الجيش الذي ينتظره داخل المدن.

وتابع: واضح للجميع أن الجيش الحقيقي ينتظر في شوارع وأزقة قطاع غزة. وحماس تنتظر خياران: عملية نوعية ضد القوات الإسرائيلية أو أسر جنود لإنهاء الحرب. وهذان السيناريوهان من شأنهما تأجيج الرأي العام الإسرائيلي والضغط على الحكومة لوقف الحرب واستعادة الجنود من غزة. وسيناريو آخر لوقف الحرب برأيه: خطأ إسرائيلي يؤدي إلى مجزرة على غرار مجزرة قانا تزيد الضغوطات على إسرائيل لوقف الحرب.

ويضيف ان القادة العسكريين يؤمنون أن العملية البرية المحدودة استنفذت وأن حالة المراوحة في المكان ستؤدي إلى أحد السيناريوهات المذكورة أعلاه. لذلك يضغطون على المستوى السياسي لاتخاذ قرار أما بتوسيع الحملة أو وقفها، مع العلم ان رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي ووزير الأمن إيهود باراك يفضلان وقف الحرب والتوصل إلى تسوية في حين ترى وزيرة الخارجية أنه ينبغي وقف الحرب بشكل أحادي مع التلويح بتجديدها إذا ما تجدد قصف الصواريخ.

ويتضح من اللقاءات، وبين السطور، أن الآليات الإسرائيلية تتعرض للقصف من قبل فصائل المقاومة، وتلحق بها أضرار ، إلا أن قوات الاحتلال تفرض تعتيما شديدا على مجريات العمليات والخسائر في الآليات والخسائر البشرية. كما أكد المسؤولون أن القوات الإسرائيلية لم تتقدم إلى داخل المناطق ذات الكثافة السكانية، وأنها ما زالت تتواجد في مواقع محيطة بقطاع غزة.

وتأخذ «صورة الانتصار» التي تنهي المعارك حيزا واسعا في النقاش الإسرائيلي، وتشغل بال المخططين العسكريين. وأشار عدد من الضباط والمسؤولين إلى أن قتل أو أسر أحد كبار قادة حماس سيكون المشهد الأخير من الحرب، فيما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المشهد الذي يشفي غليل قائد منطقة الجنوب يوآف غالنت، هو أسر قائد العمليات في كتائب القسام أحمد الجعبري. وتوقعت الصحيفة أن يشهد آخر يوم من الحرب قصفا مكثفا من قبل المقاومة الفلسطينية على ا لبلدات الإسرائيلية لبث رسالة أن المنظومة العسكرية للمقاومة ما زالت بخير وأن الحرب فشلت ولم تحقق أهدافها. وبالمقابل قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أن صورة الانتصار بالنسبة لحماس هي فتح المعابر.

وعلى مستوى دائرة صنع القرار في إسرائيل ذكرت الصحيفة أن الحرب تدار تحت ظل كثيف من تقرير فينوغراد. وأشارت إلى أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ترغب في وقف العمليات بشكل أحادي الجانب في أسرع وقت، وعدم توسيعها، وتقول في الوقت ذاته أن الجيش سيضطر إذا تواصل تدفق السلاح لقطاع غزة لاحتلال مدينة رفح والبقاء فيها شهور وسنوات. إلا أنها تريد أن تمنح مصر أولا ثلاثة شهور وبعد ذلك دراسة الخطوات القادمة. في حين يسعى باراك إلى التوصل إلى اتفاق مع حماس بوساطة مصرية، ويحذر من أن العملية قد تتسع بسبب موقف أولمرت وعدد من وزراء المجلس الوزاري المصغر. في حين ذكرت الصحيفة أن أولمرت يرى أنه ينبغي التلويح بعملية عسكرية واسعة حتى لو لم تنفذ.


وأوضحت الصحيفة ذاتها أن إسرائيل استخدمت في قصفها لقطاع غزة القذائف المتطورة من نوع JDAM والتي تزن 600كغم وموجهة عن طريق القمر الصناعي ويمكن إطلاق عدة قذائف من طائرات إف-16 في آن واحد وتوجيه كل قذيفة إلى هدف مختلف. كما أكدت أن قائد منطقة الجنوب يوآف غالنت يخطط لتلك الحرب منذ ثلاث سنوات.

وقال مسؤول عسكري إنه واضح للجميع أن ساعة انتهاء العمليات قريبة. لكن بسبب عدم تحقيق الأهداف فإن وقف العمليات الآن يقرب الدخول القادم لغزة.



التعليقات