نائب سابق لرئيس الشاباك: "حماس فشلت عسكريا في الحرب على غزة"

-

نائب سابق لرئيس الشاباك:
يخلص بحث أجراه نائب سابق لرئيس الشاباك، يشار إليه بحرف "ي"، وباحث أمريكي باسم جيفر وايت، إلى أن حماس فشلت عسكريا خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة، وأنه ثبت فشل عقيدتها القتالية.

ولا تتطرق المقطفات من التقرير التي نشرتها صحيفة "هآرتس" إلى حجم النيران الهائلة التي أسقطت على قطاع غزة مخلفة ضحايا بالمئات، وإلى عقيدة القتال الإسرائيلية التي كانت بمثابة تطبيق لنموذج الضاحية الجنوبية واعتمدت على الطيران والمدفعية في ضرب الأهداف، وتجنب المواجهات.

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن البحث نشر في «معهد أبحاث كبير»، لم تذكره. وقالت إنه يعتبر أول تحليل ينشره مسؤول رفيع المستوى في "الشاباك" بعد تسعة شهور من الحملة العسكرية المسماة "الرصاص المصبوب".

وتقول أن "ي" كان حتى سنة ونصف خلت نائب رئيس الشاباك. وتشير على أنه أقام في السنة ونصف الأخيرتين في الولايات المتحدة لغرض التعليم والبحث.

ويقول الباحثان: إن فترة الهدوء النسبية التي سادت بعد حملة الرصاص المصبوب في غزة لا تشير إلى نهاية الصراع من جانب حماس. ويمكن توقع أعمال عنف أخرى في المستقبل، بدرجات قوة متفاوتة". ويضيفان أن «استعداد حماس وقدرتها على استخدام العنف لأهداف سياسية يعتبران مركبين أساسيين في المعادلة الإسرائيلية الفلسطينية».

ويقول معدا البحث إن « المعارك التي وقعت في يناير/ كانون الثاني، الأخير كانت الاختبار الحقيقي الأول لحركة حماس بكل ما يتعلق بقدرتها العسكرية التي بنتها تدريجيا منذ فك الارتباط في صيف عام 2005». ويضيفان: "في بداية المواجهات الأخيرة كان لدى حماس 15 ألف ناشط مسلح، من بينهم حوالي ألفين من أعضاء الذراع العسكري، كتائب عز الدين القسام ".
ويتابعان: "اعتمد المبنى العسكري للتنظيم على ذراع هجومي عمل على إطلاق القذائف الصاروخية والراجمات على إسرائيل؛ وعلى قوة برية كانت مستعدة بشكل دفاعي. واعتمد بناء القوة العسكرية على مساعدات واسعة وخبرات من إيران وسوريا ولبنان».

ويقولان «رغم محاولات عرض قتال حماس بضوء إيجابي، فإن ما حصل فعلا يكشف قصة مختلفة: كانت إنجازات حماس العسكرية قليلة جدا، عسكريا. ونجاحها الوحيد ارتبط باستمرار إطلاق القذائف الصاروخية، الذي تراجع هو أيضا بعد ثلاثة أسابيع من القتال".

ويضيف الباحثان: " لو واصلت إسرائيل تكثيف الضغط العسكري الشديد على حماس، مع استغلال التفوق الاستخباري والتكنولوجي واحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة. لا شك في أنه كان يمكنها تدمير قدرات حماس العسكرية. ويشيران إلى أن «خطوة من هذا النوع منوطة بارتفاع الخسائر بشكل كبير في عدد المصابين من الجانبين»، إلا أنهما يريان أن «في نهايتها لن تستمر حماس في السيطرة على القطاع حتى لو استمرت مقاومة متقطعة».

ويصف معدا البحث، قرار حماس بعدم تجديد اتفاقية التهدئة في ديسمبر عام 2008، بأنها «مغامرة فاشلة». ويضيفان: "حماس كانت تأمل أن تؤسس لصورة انتصار عن طريق إطلاق القذائف الصاروخية وتحقيق إنجازات موضعية كاختطاف جندي، إسقاط طائرات ومورحيات، وتحطيم مروحيات. إلا هذه الأهداف لم تتحقق".

وبرأي الباحثان أن « الإصابات والأضرار العامة، بل وحتى الأضرار النفسية التي سببها إطلاق القذائف الصاروخية المتواصل خلال الحملة لم تصل على حد لم تتوقعه حماس».
ويشيران إلى أن فصائل المقاومة أطلقت حلال الحملة « حوالي 400 قذيفة صاروخية من إنتاج محلي، وحوالي 200 قذيفة معظمها كاتيوشا وغراد من إنتائج إيران، تم تهريبها إلى قطاع غزة».

ويضيف الباحثان: "حينما بدأ القتال، لجأت قيادة حماس إلى مخابئ سرية، وكان تأثيرها على الوضع العسكري قليلا. كما كانت سيطرة قيادة التنظيم في دمشق على مجريات الأحداث ضئيلة.

ويقول الباحثان أنه « في فترة الحملة لم تسجل معارك برية جدية». ويشيران إلا أن مشاركة حماس كانت بمستوى الشعبة فما فوق. ويقولان أن «الذراع العسكري للتنظيم امتنع بشكل عام عن مواجهات من مسافة قريبة مع الجيش، كما أن المعارك استمرت دقائق وليس ساعات».


ويضيف البحث: "خططت حماس للصمود والقتال، إلا أنه تبين أن كتائب عز الدين القسام غير مؤهلة للمهمة ولم تقف بعبء الصورة الجماهيرية التي حاولت حماس رسمها".

ويتابع الباحثان: بالمقارنة مع حرب لبنان الثانية في صيف عام 2006، فإن حماس حاربت بمستويات اقل أقل من حزب الله، وذلك في الوقت الذي حسن الجيش أداءه منذ ذلك الوقت.

ويقول الباحثان إن «القتال كشف عقيدة قتال معطوبة جوهريا من جانب حماس، ولا شك بأن التنظيم يستخلص العبر. فمنذ الحملة أطيع بقادة كتائب وألوية في حماس».

وفي ختام البحث توقع الباحثان أن تواصل حركة حماس «تقليد حزب الله ومحاولة التزود بقذائف صاروخية ذات مدى أبعد، وأكثر دقة وفتاكة أكثر».





التعليقات