"القنابل الموقوتة"..

الصناعات الكيماوية المنتشرة تزيد من احتمالات حصول حوادث خطيرة جدا * إقامة منشأة جديدة في حيفا وتحديث الصناعات الكيماوية فيها يجعل خليج حيفا أكثر قابلية للاشتعال..

 
 
في أعقاب الحادث الذي وقع في مصانع تكرير النفط في حيفا، وتسبب بفجيعة يافة الناصرة بمصرع ثلاثة من أبنائها، تناولت الصحف الإسرائيلية الحادث بمنظار الخطر الذي قد تشكله المصانع، وخاصة الكيماوية في خليج حيفا على المدينة والمنطقة المحيطة بها، إضافة إلى مواقع صناعات كيماوية أخرى خطيرة في مناطق أخرى.
 
وشككت صحيفة "معاريف" الصادرة صباح اليوم بما يقال عن نقل الصناعات الكيماوية الثقيلة من حيفا، على الأقل في السنوات القادمة، مشيرة إلى أن صناعات تكرير النفط قد استثمرت نحو 0.75 مليار دولار في منشآة نفطية جديدة في حيفا بهدف زيادة الأرباح وتحسين مكانتها في أسواق التنافس العالمية.
 
ومن المفترض أن تعمل المنشأة الجديدة على تحليل السلاسل الكيماوية لمشتقات النفط الثقيلة، وتكرير ما لا يقل عن 25 ألف برميل يوميا، واستخلاص أنواع وقود نقية جدا تقلل من تلويث البيئة وخاصة السولار. وتعمل هذه المنشأة في ظروف ضغط هائلة جدا الأمر الذي يزيد من احتمالات حصول حوادث خطيرة جدا.
 
وتشير الصحيفة إلى أن الحادث الذي أودى بحياة 3 عمال عرب وأصاب 7 آخرين، كان بمثابة تذكير لسكان حيفا بخطورة "برميل الوقود" الماثل أمام منازلهم رغم أن 98% منهم يؤيدون نقلها من المنطقة. واعتبرت الصحيفة أن الكارثة القادمة ستكون أشد تدميرا، وأنه مع تحديث المصانع الكيماوية الضخمة وزيادة إنتاجها فإن خليج حيفا يصبح أكثر قابلية للاشتعال.
 
وتحت عنوان "قنابل موقوتة" تناولت الصحيفة عددا من المصانع التي تشكل خطرا على جميع السكان.
 
وأشارت إلى "حاوية الأمونيا" في مدينة حيفا، والتي تحتوي على مئات الأطنان من المادة المتفجرة. وفي حال حصول تسرب منها فإن ذلك يرفع مخاطر الإصابة بأمراض السرطان والأوعية الدموية. ورغم توصيات لجنة أقيمت خصيصا لفحص مخاطر الحاوية، إلا أن نقلها من حيفا لم ينفذ بسبب التكلفة المادية.
 
كما لفتت الصحيفة إلى "حوض الكيماويات" في أسدود، والذي يتم إنتاج وتخزين مواد متطايرة فيه. وبحسب سكان المنطقة فإن مواد سامة ذات رائحة كريهة تنبعث منه. كما أنه لا تتم معالجة الحوض بأفضل التكنولوجيا المتوفرة في الأسواق.
 
وهناك مصانع "تاعاس هشارون والقدس" حيث ينبعث منه مواد سامة تنتشر في الأجواء، ومواد أخرى تتغلغل في التربة وتلوث المياه الجوفية. يشار هنا إلى أن هناك حديثا عن نقل هذه المصانع مستقبلا لصالح بناء شقق سكنية، إلا أنه لم تجر أية دراسة لضمان نظافة التربة في المكان.
 
وأشارت الصحيفة أيضا إلى "كريات هبلاداه – قرية الفولاذ" قرب مدينة عكا، والتي تحتوي على معادن مسرطنة. علما أنه قبل عدة شهور وقع حريق كبير في المكان، وطلب من السكان في المنطقة إحكام إغلاق منازلهم والمكوث فيها. يذكر هنا أنه تم تخصيص 200 مليون شيكل لنقله من المكان، إلا أن عملية الإخلاء تأجلت لكونها لا تزال قيد التداول في المحاكم.
 
كما أشارت الصحيفة إلى "مصانع رمات حوفيف" في النقب، وهو موقع لتجميع النفايات السامة، وفي المكان أيضا عشرات المصانع الكيماوية التي ينتج عنها مواد سامة. وتدعي المصانع أنها استثمرت مبالغ طائلة من أجل تقليل نسبة التلوث، إلا أن ذلك لم يمنع تسرب البروم من إحدى الحاويات قبل عدة أيام، وبأعجوبة لم تقع إصابات.

التعليقات