الشاباك: مجموعات استيطانية تحولت إلى خلايا إرهابية منظمة

المجموعات تقوم بعمليات رصد للقرى الفلسطينية، وتقوم بجولات وتجمع معلومات حول مداخل ومخارج القرى وأماكن مركزية فيها وتجمع معلومات استخبارية عن شخصيات إسرائيلية

الشاباك: مجموعات استيطانية تحولت إلى خلايا إرهابية منظمة
كشفت صحيفة "هارتس" الصادرة اليوم الثلاثاء، أن تقديرات "الشاباك" الاسرائيلي تشير إلى أن المستوطنين، أو ما أسمته "اليمين المتطرف" في الضفة الغربية، انتقل من العمل العفوي ضد العرب إلى العمل المنظم بهيكلية خلايا إرهابية، بكل ما يعنيه ذلك من الحفاظ على السرية وإنشاء بنك أهداف وجمع معلومات وانتقاء أهداف.
"هآرتس" التي نشرت الخبر على صدر صفحتها الأولى، نقلت عن الشاباك أن العمليات التي بدأت كرد فعل عفوي من قبل سكان غاضبين على هدم بيوت في المستوطنات، أو "عمليات إرهابية" من قبل فلسطينيين، تحولت إلى عمل منظم حيث يتم العمل بمجموعات صغيرة وسرية تتشكل من شبان يعرفون بعضهم بعضا ومن الصعب اختراقها أمنيا.
ويستدل من تحليل الشاباك أن هذه المجموعات تجري عمليات رصد للقرى الفلسطينية وتقوم بجولات وتجمع معلومات حول مداخل ومخارج هذه القرى وأماكن مركزية في داخلها، وتقوم كذلك بجمع معلومات استخبارية عن شخصيات إسرائيلية، ما يعني حسب "الشاباك" أن الحديث يجري عن خلايا إرهابية، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأن وصف هذه العمليات بـ"جباية الثمن"، كما أطلق عليها مؤخرا، هو ذر للرماد في العيون.
 
وتشير تقارير "الشاباك" إلى أنه ومنذ هدم البيوت في مستوطنة "مغرون"، جرت محاولة لإحراق مسجد في قصرة القريبة من نابلس، وفي يوم الأربعاء الفائت تم تخريب مركبات عسكرية وآليات تابعة للجيش الإسرائيلي في وحدة "بنيامين"، وجرى إحراق سيارات في قرية قبلان، وكتبت شعارات على مسجد في بير زيت، وأمس الاثنين تم تخريب كروم عنب فلسطينية في حلحول، على مسافة قريبة من مستوطنة "كرمي تسور"، وتم إحراق مركبات لمواطنين في قرية دير ديبوان وبرقة اللتين بنيت على أراضيهما البؤرة الاستيطانية مغرون.
 
   ويفيد مصدر في الشرطة الإسرائيلية أنه في جميع الأحداث المذكورة لم يتم التقاط إشارات لهواتف خليوية في المواقع التي جرت فيها هذه الأحداث، ما يعني أن المستوطنين يعرفون أساليب تحقيق الشرطة والشاباك، ويحاولون عدم الوقوع في أخطاء، وأنه ليس بيد الشرطة أية دلائل تمكنها من تقديم المتهمين للمحاكمة.
 
وتشير المعطيات إلى أنه منذ اعتقال المستوطن جاك تايتل في نوفمبر 2009، فإن جميع اعتقالات "الشاباك" ضد المستوطنين انتهت دون تقديم لوائح اتهام.
 
وتشير "هآرتس" إلى أن "القائد العسكري لمنطقة المركز" آفي مزراحي، أصدر الشهر الماضي، بتوصية من "الشاباك"، أوامر إبعاد ضد 12 مستوطنا من مستوطنة "يتسهار"، بعد انعدام الوسائل الأخرى للتعامل مع هذه المجموعات، علما أن أحداث الأسبوع الأخير أشارت إلى وجود ناشطين أكثر مما قدر "الشاباك"، وذلك رغم انخفاض أحداث العنف بعد إصدار هذه الأوامر.
 
وكانت شعارات، يشتم منها رائحة التهديد قد كتبت، أمس الاثنين، على جدران بيت ناشطة سلام إسرائيلية في القدس، حيث باشرت الشرطة الإسرائيلية التحقيق في الحادث دون أن تعتقل أي متهم على ذمة التحقيق، بينما أفادت أن الناشطة هي شخصية معروفة وتحتل منصبا رفيعا في حركة "سلام الآن"، إلا أنها فضلت عدم الكشف عن هويتها لكي لا تساعد سائر المتطرفين على الوصول إليها، كما، قالت لصحيفة "هآرتس".
 
في غضون ذلك أدانت حركة "سلام الآن"، العملية، وطالبت باتخاذ إجراءات شديدة ضد ما وصفتها بمنظمة يهودية سرية جديدة، وبعثت عضو الكنيست زهافا غلئون برسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طالبته فيها، بالعمل بحزم ضد الإرهابيين من اليمين، كما وصفتهم، والاستفادة من التجارب السابقة.

التعليقات