"هآرتس" تشكك برواية محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن

ولكن، بغض النظر عن القائلين بنظرية المؤامرة، تقول "هآرتس"، إن الأمريكيين والعالم يذكرون جيدا أن الرئيس جورج بوش، قد استعان بمعلومات استخبارية خاطئة حول الخطط المزعومة لصدام حسين، لإنتاج السلاح النووي أو الكيماوي والبيولوجي، استعان بهذه المعلومات لتبرير اجتياح العراق سنة 2003

شككت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بالرواية الأمريكية، المتعلقة بما وصف بأنه مؤامرة إيرانية، لاغتيال السفير السعودي في واشنطن وضرب السفارتين الإسرائيليتين في واشنطن وبوينيس إيريس.

"هآرتس" أشارت في تقرير نشرته على موقعها الألكتروني، اليوم الأحد، أن التفاصيل القليلة التي كشفت عن الموضوع، تشير بوضوح أن تخطيط العمليات يفتقر إلى التنظيم والخبرة الأمر الذي يزيد من عدم الثقة بالإعلان الأمريكي الذي ادعى أن إيران تقف من وراء "المؤامرة".

خبراء في الشأن الإيراني غالبيتهم يلتفون حول "فوروم الانترنت جولف 2000 " شككوا، حسب "هآرتس" في الرواية الرسمية الأمريكية وذهب بعضهم حد القول إن الإدارة الأمريكية، بدعم أجهزة مخابراتها، فبركت القصة لكي تدين إيران في نطاق تهيئة الرأي العام لضربة عسكرية قادمة توجهها ضدها.

يوسي ميلمان، الذي أعد للصحيفة، نقل أيضا أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على وكالة الطاقة الدولية، كي تقوم بنشر دلائل حصلت عليها مؤخرا، حول البرنامج النووي الإيراني، دلائل حسب ما تفيد صحيفة "النيويورك تايمز"، تستند إلى معلومات استخبارية تفيد أن إيران تجري تجارب بواسطة تقنيات معدة لإنتاج السلاح النووي.

وتقول "هآرتس" إن هناك من يحاول اتهام الموساد الإسرائيلي، بأنه يقف من وراء تلك القصة بهدف قرع طبول الحرب ضد إيران، مستذكرين دور إسرائيل في بلورة الدلائل التي أدت الى الحرب الأمريكية ضد نظام صدام حسين في العراق.

ولكن، بغض النظر عن القائلين بنظرية المؤامرة، تقول "هآرتس"، إن الأمريكيين والعالم يذكرون جيدا أن الرئيس جورج بوش، قد استعان بمعلومات استخبارية خاطئة حول الخطط المزعومة لصدام حسين، لإنتاج السلاح النووي أو الكيماوي والبيولوجي، استعان بهذه المعلومات لتبرير اجتياح العراق سنة 2003.

الأمريكيون يقولون، إذا كانت استخباراتنا مستعدة لملاءمة المعلومات والتقديرات الاستخبارية لأغراض القيادة السياسية، في حينه، ما الذي يضمن أن لا يفعلوا ذلك اليوم.

وكان وزير القضاء الأمريكي، أريك هولدر ورئيس الـ"اف بي آي"، روبرط مولر، قد كشفا في الأسبوع الفائت، أن أمريكي من أصل إيراني، يدعى منصور ارببسيار من مدينة كوربوس كريستي، في ولاية تكساس، قد قام هو وقريب له من مجموعة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني بالتوجه إلى أحد الأشخاص للحصول على وسائل قتالية، من شبكة تجارة مخدرات، وأن الشخص الذي توجها إليه، تبين لاحقا أنه عميل لوكالة مكافحة المخدرات.

التوجه تم في شهر حزيران الماضي، حيث خضع المذكور للرقابة طيلة الفترة الماضية، إلى أن تم اعتقاله مؤخرا وقدمت ضده لائحة اتهام، في حين تمكن الشخص الآخر المدعو غلام شكوري والذي ينتمي، حسب لائحة الاتهام إلى تنظيم القدسن التابع للحرس الثوري الإيراني من الهرب.

ورغم أن محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي والهجوم على سفارة إسرائيل في بوينس ايريس فلا ذكر لهما في لائحة الاتهام، علما أنه تم النشر عنهما في وسائل الإعلام الأمريكية، استنادا إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين، كما تقول الصحيفة.

"هآرتس" تقول، إنه من الصعب التصديق أن إيران التي وقفت وراء عمليات إرهابية، منظمة وجريئة والتي تمتلك قدرات استخبارية وعملياتية بهذا الحجم، تلقي بمهمة على هذه الدرجة من الأهمية، على عاتق مواطن أمريكي ايراني، تبين بعد إلقاء القبض عليه، أن مشروبه المفضل هو الويسكي، ناهيك عن أن المرة الأخيرة التي تورطت فيها إيران، بعملية داخل أراضي الولايات المتحدة كانت عام 1980، عندما استأجرت خدمات، دافيد تيودور بلفيلد وهو أفريقي أمريكي، كان قد اعتنق الإسلام لتصفية علي أكبر طبطباي، الملحق الصحفي السابق في السفارة الإيرانية في واشنطن في عهد الشاه.

بلفيلد، الذي صار اسمه لاحقا داوود صلاح الدين وهرب إلى كندا قبل عودته إلى إيران، قال في مقابلة أجراها معه موقع "كريستيان ساينس مونيتور"، مؤخرا، أنه يستبعد استنادا إلى تجربته ومعرفته بالمخابرات الإيرانية تورطها بالمؤامرة المذكورة.

التعليقات