"35 عاما على زيارة السادات: بيغين أولاها أهمية بالغة"..

مع مرور 35 عاما على زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل، نشر موقع "أرشيف الدولة" بعض التفاصيل التي ظلت سرية. وبضمن هذه التفاصيل الأهمية الكبيرة التي أولاها رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغين لزيارة السادات، وتوصية الرئيس الروماني في حينه نيقولاي شاوشسكو لإسرائيل بإجراء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، واستعداد ياسر عرفات في حينه للاعتراف بإسرائيل

مع مرور 35 عاما على زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل، نشر موقع "أرشيف الدولة" بعض التفاصيل التي ظلت سرية. وبضمن هذه التفاصيل الأهمية الكبيرة التي أولاها رئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغين لزيارة السادات، وتوصية الرئيس الروماني في حينه نيقولاي شاوشسكو لإسرائيل بإجراء مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، واستعداد ياسر عرفات في حينه للاعتراف بإسرائيل.

وجاء في أحد محاضر جلسات الحكومة المؤرخة بتاريخ 04/09/1977، والذي كان مصنفا على أنه سري جدا، أن بيغن أبلغ وزراء حكومته بأن الرئيس الروماني شاوشسكو قد أكد له استعداد السادات لعقد لقاء بين ممثلين إسرائيليين ومصريين كمرحلة أولى قد تسبق لقاء بيغين – السادات.

وتتضمن 40 وثيقة تاريخية نشرت في أرشيف الدولة تفاصيل المفاوضات التي سبقت زيارة السادات لإسرائيل، والاتصالات السرية مع مصر، والاستعدادات الإسرائيلية لزيارة السادات.

وتشير الوثائق إلى أن إسرائيل حاولت بواسطة رومانيا، الدولة الإشتراكية الوحيدة التي كان لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ولها علاقات جيدة مع العالم العربي، تطوير علاقات مع مصر.

وتتابع الوثائق أنه إلى جانب رسالة السادات، عن طريق رومانيا، فإن إسرائيل استغلت علاقاتها مع المغرب ومع الملك الحسن الثاني من أجل عقد لقاء على مستويات أخرى بين ممثلين إسرائيليين ومصريين. وتلقت إسرائيل الجواب بالإيجاب بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر من العام 1977.

كما تشير الوثائق إلى أنه في 16 أيلول/سبتمبر سافر موشي ديان سرا إلى المغرب، واجتمع هناك، متنكرا، مع نائب رئيس الحكومة المصرية حسن تهامي. وبحسب تقرير سري أعده الموساد فإنه مع وصول الوفد الإسرائيلي إلى المغرب تم اقتيادهم إلى بيت الضيافة الخاص  بالملك الحسن الثاني الذي يقع قرب الفيلا الخاصة به. وبعد استراحة قصيرة تم إدخال أعضاء الوفد عن طريق باب خلفي خاص يستخدمه زائرون بشكل سري.

وتضمن الوثائق قول تهامي لديان: "كنت أعتقد طيلة هذه السنوات أنني سألتقي بكل في ساحة القتال أو في انهيار سياسي فقط، ولكننا نلتقي هنا بحثا عن السلام بفضل جهود الملك وبفضل ثقة السادات ببيغين وبك.. أنتم قادة أقوياء وشجعان، ونحن نعتقد أنكم تجرؤون على اتخاذ قرارات مصيرية للسلام الشامل والعادل". وأضاف تهامي أن السادات جاد جدا بشأن السلام، وشدد على أن المحادثات تجري بدون علم الولايات المتحدة. بحسب الوثائق.

وفي نهاية اللقاء المشار إليه، قال تهاني إن السادات وافق على إجراء محادثات مع إسرائيل، وأنه يثق بحكومة بيغين، ولكنه يشترط اللقاء بالموافقة مسبقا على الانسحاب من الأراضي المحتلة.

وتشير الوثائق إلى أن اللقاء استمر أربع ساعات، تخلله وجبة عشاء وتبادل هدايا.

كما نشر في موقع أرشيف الدولة للمرة الأولى محضر جلسة لجنة الخارجية والأمن المؤرخة بتاريخ 18/11/1977، قبل يومين من زيارة السادات. وصنف محضر الجلسة على أنه سري جدا، وظلت أجزاء كثيرة منه قيد الرقابة العسكرية ولم تنشر. وضمن التفاصيل التي تم نشرها يتضح مدى اهتمام بيغين وحكومته وأعضاء الكنيست بالزيارة. ونقل عن بيغين قوله "سنفعل أي شيء لكي يخرج مبسوطا.. أي شيء يعني كل شيء ما عدا ما لا يمكن فعله.. اعتقد أنه يمكن أن ننجح ويجب أن نوفر الفرصة لذلك، وسوف يتم استقباله باحترام".

ويشير بيغين في الجلسة ذاتها إلى أنه وجه الدعوة للرئيس السوري في حينه حافظ الأسد لزيارة القدس. ونقل عنه قوله "مع الأسد سيكون أصعب.. دعوته لزيارة الكنيست.. أنا على استعداد للقائه في أي مكان محايد".

وتشير الوثائق أيضا إلى أنه في إطار المحادثات التي أجراها بيغين مع شاوشسكو، طلب الأخير من بيغين اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية والبدء بمفاوضات بين الطرفين. وأطلع بيغين الوزراء على أقوال تشاوشسكو والتي جاء فيها "يجب أن نعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء مفاوضات مع عرفات –عرفات هو إنسان جيد- لقد تحدث معه تشاوشسكو وهناك من هم أسوأ منه في منظمة التحرير الفلسطينية- عرفات على استعداد للاعتراف بإسرائيل".
 

التعليقات