أموال سوداء وتعاون مع الـ "مافيا": هكذا استجلبت إسرائيل اليهود من روسيا

كشف تقرير إسرائيلي تفاصيل حملة تهجير حوالي مليوني يهودي روسي إلى إسرائيل عام 1991، ويتضح منه أن الطاقم السري الذي شكل لتنفيذ المهمة استخدم كافة الوسائل بما فيها الرشاوي والتعاون مع عصابات المافيا.

أموال سوداء وتعاون مع الـ

كشف تقرير إسرائيلي تفاصيل حملة تهجير حوالي مليوني يهودي روسي إلى إسرائيل عام 1991، ويتضح منه أن الطاقم السري الذي شكل لتنفيذ المهمة استخدم كافة الوسائل بما فيها الرشاوي والتعاون مع عصابات المافيا.
وحسب التقرير الذي نشره موقع "N.R.G" والذي يتضمن مقابلات مع المسؤولين عن الحملة، فإن الحملة نفذت بتعليمات مباشرة من رئيس الحكومة حينذاك، يستحاك شامير، واستغرق التخطيط لها حوالي سنتين.
ونقل الموقع عن ضابط الاحتياط، عامي موريغ، الذي لعب دورا مركزيا في تنفيذ الحملة السرية التي كانت تهدف إلى إخراج حوالي مليوني يهودي من دول الاتحاد السوفياتي المتداعي، قوله إن إسرائيل كانت تخشى أن يؤدي انهيار الدولة إلى حالة فوضى عارمة ويكون اليهود عرضة للاعتداءات.
وحسب التقرير، حملت الحملة اسم "دو- أوفين"، واعتبرتها إسرائيل "تعبيرا عن مبادئ الصهيونية"، وبدأت فكرة تهجير اليهود مع بدء ظهور علامات انهيار الاتحاد السوفياتي وبروز خشية من اعتداءات تستهدف اليهود.
وقال التقرير إنه في بداية سنوات التسعين بدأت تظهر علامات انهيار على الاتحاد السوفياتي في عهد الرئيس السابق غورباتشوف، وبدأت اقاليم عديدة بإجراءات انفصالها عن الاتحاد السوفياتي وبدأ اليهود يشعرون بفقدان الأمان والاستقرار. ومع حضور ذاكرة المحرقة تولدت خشية من حصول مجاز ضد اليهود لا سيما في القفقاز ووسط آسيا.
ويضيف التقرير: "بتعليمات من رئيس الحكومة السابق يتسحاك شامير، شكل في الجيش وتحت غطاء من السرية طاقم خاص وأوكلت إليه مهمة إخراج اليهود من الاتحاد السوفياتي حين يتطلب الوضع.
وقال الضابط إفرايم ليئور، الذي شغل حينها رئيسا لشعبة التخطيط في القيادة العامة، والذي قاد حملة "دو أوفين": " اخترنا أعضاء الطاقم من مجالات مختلفة مدنية وعسكرية وحصلنا على دعم من الجيش في كافة المجالات.
ويقول التقرير إنه على مدى سنتين عمل ممثلون عن الموساد ومنظمة "ناتيف" والجيش على وضع خطة لحملة استجلاب اليهود الروس. وشمل إعداد الخطة جولات في العديد من دول الاتحاد السوفياتي، تم خلالها تحديد مناطق التجميع وطرق الخروج، وبالتوازي عمل ممثلو ناتيف بسرية في أوساط التجمعات اليهوديةـ وأعدوا سجلا يشمل مناطق تواجد اليهود وأعدادهم ومن يحق له الهجرة لإسرائيل حسب قانون "العودة".
ويوضح ليئور أن بلورة الخطة تطلبت تحديد آلية لتجميع ملايين الناس في دولة على شفا الانهيار يلزمهم الطعام والشراب ومكان المبيت والأدوية وخدمات الصحة وترتيبات النقل والسفر. ويضيف: وصل مندوبو الحملة لكل مكان وأعدوا الخرائط وحددوا المباني التي ستستخدم للتجميع وجرى تجهيزها بكل ما يتطلب، بما في ذلك توفير الحراسة لها.
ويضيف ليئور: بموجب الخطة كان ينبغي إخراج كل اليهود خلال ستة شهور، لكن أحذت بعين الاعتبار تطورات قد تؤدي إلى ضرورة تنفيذ المهمة في وقت أٌقصر.
ويتابع: كان الأمر يتطلب تعاونا من جهات محلية، وكان لدينا الكثير من الوسائل للحصول على هذا التعاون: هناك أناس عرفنا أننا يجب أن نعرض عليهم عروضا لا يمكنهم رفضها كالمال ـ أو التوسط لهم للجوء، أو الحصول على علاج صحي في إسرائيل لهم أو لأفراد أسرتهم.

ويضيف: تطلب من المستوى السياسي الاهتمام بالتوصل إلى تفاعمات مع الحكومات لكي نتمكن من العمل بحرية في مناطقتهم وإقامة مراكز تجميع فيها حتى لليهود، كما تضمنت الخطة إمكانية دفع أموال لجهات حكومية محلية واحيانا لعصابات .
ويتابع: في نهاية المداولات توصلنا لنتيجة بأن الحملة قابلة للتنفيذ. خططنا لكل شيء من البداية حتى النهاية. الوصول لإسرائيل سيكون عن طريق الجو والبحر(بحر قزوين مثلا) والبر(عن طريق تركيا)، وكان ينبغي أن نحذر من الاقتراب من إيران.
ويوضح ان المسؤولين عن الحملة تجولوا في دول الاتحاد السوفياتي وفي دول أخرى شملتها الحملة بسرية تامة ووضعوا اللمسات الأخيرة على التنفيذ. وفي عام 1991 وبعد أن ألتزم ورباتشوف سكناه في منتجع في شبه جزيرة القرم، دخل الطاقم إلى حالة تأهب، واستدعى رئيس الحكومة قيادة الطاقم للتأكد من استعدادهم لبدء التنفيذ.
ويقول التقرير إن حملة كبيرة من هذا النوع كانت تتطلب أموالا طائلة، وبدأت الحكومة بتمرير الأموال لطاقم ليئور . ويقول ليئور: "كانت كل الأموال تصل إلينا نقدا بالصناديق، وصلتنا مبالغ طائلة مكدسة في صناديق". وأضاف: "ينبغي أن نتذكر أننا كنا بحاجة إلى التعامل مع العصابات ومع المافيا ومع العالم السفلي المحلي".
ويضيف: في نهاية المطاف لم تتطلب الحملة إرسال جنود إلى ما وراء الحدود، وفي كثير من الأماكن عمل ممثلو الحملة على تخليص يهود عالقين في مناطق حروب بمساعدة جهات حكومية أو عصابات محلية. فحينما نشبت حرب بين غروزيا وأبخازيا علق الكثيرون من اليهود في مناطق الحرب. وكنا على اتصال مع الجانبين، ونقلنا يهودا من منطقة لأخرى ، وكان الأمر منوطا بدفع أموال لجهات حكومية ولعصابات محلية. في هذه الحالة ستطعنا إقناع الروس بمساعدتنا، وأرسلوا جنودا لتسهيل مهمتنا، وأحضرنا آلاف اليهود من مناطق المعارك إلى مطار في عاصمة طاجقستان. وفي الحرب بين مولدوفا ومقطعة فريندستوبيا خلصنا يهودا ونقلنا الآلاف منهم إلى أكرانيا.

 

التعليقات