ارتفاع بنسبة 150% في استهلاك مسكنات الألم المسببة للإدمان

وزارة الصحة تحذر من أن عدم وقف هذه الظاهرة سوف يجعل إسرائيل في وضع مماثل للولايات المتحدة حيث تحول تعاطي مسكنات الآلام التي تسبب الإدمان إلى وبأ

ارتفاع بنسبة 150% في استهلاك مسكنات الألم المسببة للإدمان

بينت معطيات أن استهلاك الحبوب المسكنة للآلام من النوع الذي يسبب الإدمان، في إسرائيل، قد سجل ارتفاعا بنسبة 150% بين السنوات 2010 وحتى 2015.

وإلى جانب هذه المعطيات، فإن تقارير عيادات معالجة الإدمان على أدوية من هذا النوع، التي يطلق عليها الأفيونيات، تسجل ارتفاعا في عدد المدمنين، علما أن وزارة الصحة تحذر من أن عدم وقف هذه الظاهرة سوف يجعل إسرائيل في وضع مماثل للولايات المتحدة حيث تحول  تعاطي مسكنات الآلام التي تسبب الإدمان إلى وبأ.

وبين تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، أن من بين هذه الأدوية المسكنة للآلام والمسببة للإدمان "بنتنيل" و"أوكسيكودون".

يشار إلى أن حبوب الأفيونيات هي حبوب مخدرة ومسببة للإدمان تؤثر على مستقبلات الأفيون في الجهاز العصبي المركزي، وهي مستخلصة من نفس النبتة التي يستخلص منها الأفيون والهيروين. وضمن هذه المجموعة تأتي حبوب "المورفين" و"هيدرومورفين" و"كودايين" و"ترامادول" و"أوكسيكودون" و"بنتنيل" و"بوبرينورفين" و"ميثادون".

وتشير التقديرات إلى أن 200 إلى 300 ألف شخص في إسرائيل يتلقون وصفة طبية واحدة على الأقل في السنة لأدوية أفيونية. كما تشير تقديرات جهات مهنية إلى أن عدد المدمنين بينهم يتراوح بين الآلاف وبين عشرات الآلاف، وهو في ارتفاع مستمر.

وفي جلسة عقدت الأسبوع الماضي في اللجنة لمكافحة الإدمان على المخدرات، برئاسة تمار زندبيرغ، قالت مديرة دائرة معالجة الإدمان في وزارة الصحة، د. باولا روشكا، إن استخدام الأفيونيات قد يتحول إلى الوبأ القادم لإسرائيل إذا لم يتم وقفها.

وأضافت أن الارتفاع في عدد المدمنين على الأدوية المسكنة في السنوات الخمس الأخيرة هو اتجاه عالمي، مضيفة أنه في بعض هذه الدول تحولت هذه الأدلوية إلى "مخدر مركزي يستبدل الهيروين". وبحسبها فإن هناك ارتفاعا في استخدام هذه الأدوية من قبل صناديق المرضى.

ويشير  التقرير إلى أنه في السنة الأخيرة قدمت صناديق المرضى تقريرا لوزارة الصحة بشأن استهلاك الأدوية المسكنة للآلام في السنوات 2010 حتى 2015. وبحسب صندوق المرضى "ليئوميت" فقد حصل ارتفاع في هذه الفتر بمقدار ضعفين ونصف في استخدام الأدوية الأفيونية. وفي وسط المعالجين من جيل 45 حتى 74 عاما حصل ارتفاع بثلاثة أضعاف، بينما ارتفع العدد إلى الضعفين للمعالجين فوق جيل 75 عاما.

وفي صندوق المرضى "ميئوحيديت" حصل ارتفاع بمقدار 2.4 ضعف في وسط المعالجين من جيل 45 حتى 74 عاما، بينما ارتفاع العدد إلى 2.3 ضعف في وسط المعالجين فوق جيل 75 عاما.

وفي صندوق المرضى "مكابي" حصل ارتفاع بمقدار 2.3 ضعف. وبحسب المعلومات التي قدمها "مكابي" فإن 1.1% من هذه الأدوية كانت من قبل أطباء مختصين، بينما كانت غالبية الوصفات الطبية من قبل أطباء العائلة أو أطباء آخرين.

يذكر في هذا السياق أن معطيات المركز الأميركي للرقابة على الأمراض "CDC" تشير إلى أنه في السنوات 1999 حتى 2014 حصل ارتفاع بمبيعات الأدوية الأفيونية بنسبة 300%. كما أن الأفيونيات قد تسببت بوفاة 28,647  شخصا في العام 2014، أي ما يعادل 4 أضعاف العدد عام 2000.

ونقلت "هآرتس" عن روشكا قولها إن الوضع في إسرائيل مماثل لما هو عليه في أوروبا وليس في الولايات المتحدة. وأشارت إلى ارتفاع في الاستهلاك السيئ لأدوية مسببة للإدمان مثل "أوكسيكونتين" و"بنتينيل" و"بيركوسيت".

يشار إلى أن "أوكسيكونتين" و"بيركوسيت" تحتوي على مادة فعالة تسمى "أوكسيكودون"، وهو مسكن آلام مسبب للإدمان من مجموعة الأفيونيات. ويعتبر أقوى بمرة ونصف من المورفين.  أما حبوب "بنتينيل" فهي تعتبر أقوى بعدة مرات من المورفين، وذلك بسبب قدرتها الفعالة في اختراق الجهاز العصبي المركزي والالتصاق بمستقبلات الألم، وهي تستخدم في غرف العمليات للتخدير، وتعطى اليوم كدواء مخدر لمن يعاني من آلام مزمنة قوية، وخاصة بسبب مشاكل الهضم والكليتين.

في المقابل، وبحسب البروفيسور بيساح شفارتسمان فإن الوضع في إسرائيل ليس كما يعرض. ويضيف أن كل القضية قد أثيرت في أعقاب الضجة التي ثارت في الولايات المتحدة بسبب ارتفاع نسبة الوفيات والاستخدام الخاطئ للأفيونيات، ولكن الوضع في أوروبا وإسرائيل مختلف.

التعليقات