"17 طائرة أف 35 أخرى نتيجة طبيعية لقرار سابق"

مصادقة المجلس الوزاري على الصفقة الجديدة كانت سريعة جدا، دون أن يعترض أحد من الوزراء، حيث استغرقت المصادقة عليها وقتا قصير نسبيا بالمقارنة مع الوقت المخصص لقضايا أخرى مثل "أزمة عمونا" و"قانون التسوية".

"17 طائرة أف 35 أخرى نتيجة طبيعية لقرار سابق"

تشير الأرقام إلى أن مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، يوم أمس الأحد، على شراء 17 طائرة'أف 35 أخرى' يستكمل عدد الطائرات التي سبق وأن صودق على شرائها قبل 3 سنوات إلى سربين، ما يعني أن القرار الأخير هو نتيجة طبيعية يقتضيها القرار السابق.

كما تبين أن مصادقة المجلس الوزاري على الصفقة الجديدة كانت سريعة جدا، دون أن يعترض أحد من الوزراء، حيث استغرقت المصادقة عليها وقتا قصير نسبيا بالمقارنة مع الوقت المخصص لقضايا أخرى مثل 'أزمة عمونا' و'قانون التسوية'.

وكتب المحلل العسكري لصحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، إنه كان قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، يوم أمس الأحد، المصادقة على شراء 17 طائرة 'أف 35' أخرى لسلاح الجو هو النتيجة المطلوبة والمتأخرة للقرار الجزئي الذي اتخذه المجلس الوزاري في الحكومة السابقة، قبل نحو 3 سنوات، حيث صودق في حينه على تشكيل سرب ونصف من هذه الطائرات، وهو أمر وجدت الإدارة الأميركية صعوبة في فهمه. وبالتالي فإن قرار الأمس يعني أنه سيصبح لدى سلاح الجوي سربان من طائرات 'أف 35' في العام 2012 أو 2022. وبعد سنوات سيحسم السؤال بشأن رفع عدد الأسراب الجوية إلى ثلاثة.

وأشار إلى أن طائرة 'أف 35' محط خلاف. فهي المشروع الأكثر كلفة في تاريخ جهاز الأمن الأميركي، وقد رافقه حتى اليوم سلسلة طويلة من المشاكل والتأخير في الجدول الزمني، وارتفاع الأسعار. وفي المقابل، فإن سلاح الجو الإسرائيلي يصر على أنها الطائرة الأفضل، إن لم تكن الوحيدة، المطلوبة لاحتياجاته.

وبالنسبة لسلاح الجو فهناك عدة ادعاءات بشأن امتلاك هذه الطائرة. أولها يتصل بالحاجة الإسرائيلية لتكون في مقدمة التكنولوجيا، فهي الدولة الأولى في المنطقة التي تتسلح بهذه الطائرة الأحدث والتي يمكن للولايات المتحدة أن تعرضها، طائرة قتالية من الجيل الخامس، وفي جدول زمني سريع جدا، وذلك بعد أن بدأت الولايات المتحدة نفسها بتسليح قواتها بها. وأنه يوجد في ذلك رسالة لـ'جيران إسرائيل'، تعني التفوق الإسرائيلي، إلى جانب الردع.

أما الادعاء الثاني فهو عملية، حيث أنه من المعروف أن قدرة طائرة 'أف 35' على حمل قنابل أقل من سابقتها، وخاصة 'أف 15'، ولكن قدرات الطائرة الحديثة على المراوغة يتيح لها أن تشل أنظمة الرادار والدفاعات الجوية للعدو، والتوجه نحو شن هجمات أشد على طائرات من نماذج أخرى. وبالنسبة للجيش فهو يمتدح قدرة 'أف 35' على العمل بعيدا عن إسرائيل، وبشكل مستقل وأقل ارتباطا بالغطاء الجوي الذي يساند طائرات الهجوم من الجيل الحالي.

ويضيف أنه ليس سرا أن سلاح الجو لا يزال يعتمد على أسراب 'أف 16' و'أف 15' المتقادمة، والتي بدأ استخدامها منذ 4 عقود، وفي السنوات القادمة يجب التخلص من بعض هذه الطائرات، حيث يتوقع إغلاق السرب الأول من طائرات 'أف 16' في العام القادم. وبحسب ضابط كبير في سلاح الجو، فإن البديل هو 'أف 35'، ومن الممكن لاحقا بضع عشرات من طائرات 'أف 15'.

ويتابع المحلل العسكري أن العدد الشامل للطائرات المأهولة سيواصل الهبوط، ولكن، بحسب سلاح الجو، لا يمكن خفضه تحت حد معين. وبحسب مصادر في الجيش فإنه لا فرق عمليا بين سعر أف 35' في الصفقة الجديدة، وبين 'أف 15'، حيث أن منتجة الطائرة، شركة 'لوكهيد مارتن'، تدعي أنه سينخفض سعر الطائرة خلال 3 سنوات من 110 ملايين دولار اليوم إلى نحو 80 مليون دولار، في حين أن سعر طائرة 'أف 15' يصل إلى 100 مليون دولار اليوم.

ويشير هرئيل إلى أنه ليست هذه هي المصروفات الوحيدة في الصفقة، حيث أن شراء طائرات جديدة ينطوي أيضا على شراء قطع غيار ووسائل وأجهزة محاكاة، إلى جانب مصاريف صيانة سنوية ضخمة. وحتى اليوم دفعت إسرائيل 5.25 مليار دولار مقابل 33 طائرة من أموال المساعدات الأميركية. أما تكلفة المرحلة الأخيرة من الصفقة، شراء 17 طائرة أخرى، فلم يتم النشر عنها بعد.

ويشير أيضا إلى أن قرار المجلس الوزاري المصغر قد اتخذ بعد مناقشات سريعة خصص لها وقت قصير جدا بالمقارنة مع الوقت الذي خصص لأزمة 'عمونا' و'قانون التسوية'. وبحسبه فإن هذا التوجه هو نموذجي للمستوى السياسي، والذي برز في التقارير الأخيرة بشأن المصادقة على صفقات الغواصات وسفن حماية منصات الغاز في المتوسط، ولم يعترض الوزير يوفال شطاينتس، والذي سبق وأن أوقف المصادقة على شراء 33 طائرة في العام 2014، كما لم يعترض باقي الوزراء.

وكان شطاينتس قد تمكن في المرة السابقة من تجنيد 4 وزراء إلى جانبه، وبضمنهم وزير الخارجية في حينه أفيغدور ليبرمان، الذي يشغل اليوم منصب وزير الأمن، والذي يدعم بشكل متواصل توسيع ممتلكات الجيش، كما يشرعن عملية شراء الغواصات. وفي حينه وجدت الأدارة الأميركية صعوبة في فهم القرار الإسرائيلي، ووافقت على الصفقة انطلاقا من فرضية أن إسرائيل سوف تقرر في النهاية استكمال الصفقة إلى سربين. وهو ما حصل يوم أمس.

اقرأ/ي أيضًا | 6 ناجين بتحطم طائرة في كولومبيا

ويقول أيضا إن سلاح الجو لا يزال معنيا بزيادة العدد إلى 3 أسراب جوية، تضم 75 طائرة، في الخطة المتعددة السنوات التالية، بدءا من العام 2021. وقد عبر نتنياهو عن اهتمامه بشراء طائرة 'أف 35' بمستوى أقل (B) ذات القدرة على التحليق القصير والهبوط العامودي. وهي مسألة لم تحسم بعد، رغم أنه يوجد لدى الجيش تحفظات بشأن الجدوى الكامنة في شراء هذه الطائرة.

 

التعليقات