هل يوجد لإيران علاقة ببناء الغواصات الإسرائيلية؟

قضية الغواصات تثير تفاصيل جديدة مفاجئة حيث تبين أن شركة استثمار حكومية إيرانية تملك حصة في أسهم الشركة الألمانية العملاقة "تيسنكروب" التي تزود الجيش الإسرائيلي بالغواصات والسفن الحربية

هل يوجد لإيران علاقة ببناء الغواصات الإسرائيلية؟

لا تزال قضية الغواصات تثير تفاصيل جديدة مفاجئة، حيث تبين أن شركة استثمار حكومية إيرانية تملك حصة في أسهم الشركة الألمانية العملاقة 'تيسنكروب' التي تزود الجيش الإسرائيلي بالغواصات والسفن الحربية.

يأتي ذلك بينما كانت تحاول إسرائيل بكل الطرق منع عقد صفقات دولية مع شركات إيرانية، والآن يتضح أن الأموال الإسرائيلية من صفقة الغواصات مع الشركة الألمانية ستصل إلى إيران.

وكانت الشركة الألمانية 'تيسنكروب' قد احتلت العناوين في وسال الإعلام الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، وذلك في أعقاب صفقة الغواصات بين إسرائيل وألمانيا، حيث أن الشركة هي التي تنتج الغواصات والسفن الحربية 'ساعار 6' لسلاح البحرية، بواسطة شركة تابعة لها تدعى 'HDW'.

ويتضح الآن، أن شركة حكومية إيرانية تملك ما يقارب 5% من أسهم شركة 'تيسنكروب'. والحديث هنا عن شركة استثمار تنشط خارج إيران تدعى 'IFIC'، وهي بملكية حكومية وهي الشركة الوحيدة التي تستثمر أموال الحكومة في العالم، من خلال شركات تابعة لها.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، اليوم الجمعة، فإن هذه الحقيقة تثير أسئلة مقلقة بشأن انكشاف محمتمل لأصحاب الأسهم الإيرانيين على أحد أكثر المشاريع سرية في الجيش الإسرائيلي.

ويتضح، بحسب ما نشرته الشركة الإيرانية من العام 2011، أن إيران تملك 4.5% من شركة 'تيسنكروب'. وفي مقابلة أجرتها، في العام الحالي 2016، مجلة استثمارات تابعة لمعهد الأبحاث 'The Business Year' مع د. فرهاد زارغاري، رئيس شركة الاستثمارات الخارجية في إيران، أكد أن 'IFIC' لا تزال تملك أسهما في الشركة الألمانية.

ونقل عنه قوله، قبل بضعة شهور لملحق خاص لمعهد الأبحاث بشأن استثمارات إيران في العام 2016، إن كون شركة 'IFIC' الهيئة المركزية المسؤولة عن استثمارات الحكومة الخارجية، فإنها تتحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز العلاقات الاقتصادية الدولية لإيران. وأضاف أنه يوجد لها حضور في القارات الخمس، واستثمارات في 22 دولة. كما تملك أسهما في شركات مهمة مثل 'بريتش بتروليوم' و'تيسنكروب' و'أديداس'، وماركات أخرى كبيرة.

ولفت التقرير إلى أن استثمارات الشركة الإيرانية في العالم ضخمة جدا، حيث أن مدير الاستثمارات سبق وأن صرح في العام 2007 أنه في ذلك العام تم استثمار نحو مليار ونصف المليار دولار في كافة أنحاء العالم. وبحسب موقع الشركة فإن 57% من الاستثمارات في أوروبا.

وأضافت الصحيفة أن علاقة الشركة الإيرانية بالشركة الألمانية 'تيسنكروب' كانت الأهم، حيث أنه منذ عهد الشاه استثمرت إيران في الشركة أكثر من مليار مارك ألماني، ما يعادل 400 مليون دولار. وبدأت الشركة بالاستثمار في 'تيسنكروب' عام 1974، واستثمرت مبلغا كبيرا في العام 1977 في أعقاب وقوع الشركة الألمانية في أزمة. وبالنتيجة فإن إيران باتت تملك نحو 24.9% من أسهم الشركة في نهاية سنوات السبعينيات من القرن الماضي.

يذكر في هذا السياق أن شركة 'تيسنكروب' لم يكن لديها في حينه الحوض الذي يقوم ببناء الغواصات الإسرائيلية، وإنما تركزت في مجال الصلب والمركبات والمصاعد. أما الشركات التي تشكل اليوم 'تيسنكروب للأنظمة البحرية (TKMS)' فقد تم شراؤها عام 2005.

وفي مطلع سنوات القرن الحالي كان نائب وزير الاقتصاد الإيراني، محمد مهدي نواب مطلق، عضوا في مجلس إدارة الشركة الألمانية. وفي العام 2003، عندما أعلن عن إيران عضوا في ما أطلق عليه 'محور الشر' من قبل الرئيس الأميركي جورج بوش، هددت واشنطن بعدم التوقيع على أي صفقة مع 'تيسنكروب' طالما لم يتم تقليص حصة إيران في الشركة. وفي حينه كان بحوزة إيران 7.8% من أسهم الشركة، في الترتيب الثالث من حيث عدد الأسهم.

واستجابة للشروط الأميركية، اضطرت 'تيسنكروب' لشراء 17 مليون من أسهم شركة الاستثمارات الإيرانية، لتتراجع حصة الأخيرة إلى أقل من 5%، الأمر الذي كلف الشركة الألمانية الكثير حيث اضطرت لدفع سعف مضاعف للأسهم، ووصل المبلغ إلى نحو 400 مليون يورو. كما اضطرت الشركة، في أعقاب الضغوط الأميركية، إلى إخراج محمد مهدي نواب مطلق من مجلس الإدارة.

وفي العام 2007، كانت تقديرات مدير شركة الاستثمارات الإيرانية تشير إلى أن قيمة أسهم إيران في 'تيسنكروب' تتراوح ما بين 600 إلى 700 مليون يورو.

اقرأ/ي أيضًا| هل تتقاطع قضية الغواصات الإسرائيلية مع قضية الغواصات اليونانية؟

يذكر أنه منذ العام 2010 أدخلت الشركة الإيرانية، وشركتان تابعتان لها بشكل رسمي ضمن العقوبات الاقتصادية الأميركية. وفي العام نفسه أعلنت 'تيسنكروب' عن تجميد كل الصفقات مع إيران، وإلغاء عقود قائمة. وفي حينه كانت أعماله في إيران تتركز أساسا على مشاريع هندسية في مجال الإسمنت، وكانت تدر عليها أرباحا سنوية تصل إلى نحو 200 مليون يورو.

إلى ذلك، أشارت 'يديعوت أحرونوت' إلى أن وزارة الأمن الإسرائيلية عقبت على ذلك بالقول إنه 'لا علم لها بأي علاقة لإيران مع الشركة'.

التعليقات