غباي يتزلف لليمين

أثار تصريح زعيم حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي، بأن "اليسار نسي أن يكون يهودا"، ردود فعل واسعة، خاصة وأنه اقتباس لجملة همس بها نتنياهو في أذن الحاخام كدوري قبل عشرين سنة، بهدف الإساءة إلى معسكر "اليسار" في حينه

غباي يتزلف لليمين

غباي (أ.ف.ب.)

أثار تصريح زعيم حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي، الذي قال فيه إن "اليسار نسي أن يكون يهودا"، ردود فعل واسعة، خاصة وأنه اقتباس لجملة همس بها نتنياهو في أذن الحاخام كدوري قبل عشرين سنة، بهدف الإساءة إلى معسكر "اليسار" في حينه. وجاء غباي ليؤكدها اليوم، إرضاء للتوجهات اليمينية التي تكتسح الشارع الإسرائيلي، وطمعا في الحصول على المزيد من أصوات اليمين.

وكان زعيم حزب العمل، الذي تحدث في اجتماع لشبيبة حزبه افي جامعة بئر السبع، يوم الاثنين، قد قال أيضا إنه على استعداد للموافقة على المكان الثاني في حكومة يشكلها حزب "ييش عتيد"، برئاسة يائير لبيد، مشيرا إلى أنه إذا حصل حزب "ييش عتيد" على مقاعد أكثر من "المعسكر الصهيوني"، فإنه على استعداد ليكون نائبا للبيد من أجل تشكيل ائتلاف لا يترأسه الليكود.

وأضاف أنه سيبذل جهده كي يحتل المكان الأول، ولكن في حال عدم انتخابه، فإنه على استعداد لقبول المحل الثاني في القائمة، وذلك بهدف التغيير، وأن التغيير هو الأهم. على حد قوله.

ويأتي تصريح غباي الأخير استكمالا لتصريحات سابقة، أعلن خلالها رفضه لإخلاء مستوطنات في أي تسوية قادمة ورفضه للجلوس مع القائمة المشتركة، في حكومة واحدة، مشيرا إلى عدم وجود أي قاسم مشترك معها، وهي تصريحات تتناقض مع التصريحات التي أدلى بها لكسب أصوات أعضاء حزب العمل عشية الانتخابات الداخلية بحزبه.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة حزب ميرتس، زهافا غَلئون، إن غباي هو الذي نسي أن لا تناقض بين القيم اليهودية والقيم اللبرالية و"اليسارية"، وكان عليه أن يلتفت إلى تاريخ القادة التاريخيين للحزب الذي يرأسه لكي يدرك ذلك. فيما قال عضو حزبه عمير بيرتس، الذي نافسه في الانتخابات الداخلية، إنه من الجيد أن يعبر غباي عن قناعاته بصراحة، مشيرا إلى أن حزب العمل هو حزب تعددي الآراء، وأنه يفخر بأن والدته القادمة من المغرب والمتدينة جدا تؤمن بقيم السلام و"اليسار"، على حد تعبيره.

واستغربت الصحافية الكاتبة أريانا ميلاميد قيام غباي بتكرار عبارة قالها نتنياهو همسا قبل عشرين عاما، عبر مكبرات الصوت خلال اجتماع لمؤيدي حزب العمل. وتساءلت ما إذا كان السبب يكمن بنجاح سياسة التفرقة التي اتبعها نتنياهو خلال العشرين سنة الماضية، علما أن الفرق هو أن نتنياهو تصرف عندما همس بذلك عام 1997 كسياسي تبرر لديه الغاية كل وسيلة، في حين يحاول غباي الظهور وكأنه بديل أخلاقي لنتنياهو، ولذلك فهو يضيف لجملة نتنياهو، التي اقتبسها، بأن "اليسار" نسي التوراة والشريعة.

وتواصل ميلاميد تساؤلها قائلة، عن أي توراة يتحدث غباي؟ وهل توراة بنتسي غوبشطاين (زعيم منظمة "لهفاة" الإرهابية) وزعرانه والتي تتلخص بترديد مقولات وشعائر وشريعة تقديس علاقات قوة الصهيونية وعن العلاقة المسمومة بين الدين والدولة.

"تقليد" نتنياهو الجديد الباهت (آفي غباي) معني بتوراته وشريعته كسندان سياسي، كما تقول ميلاميد، التي تضيف أن من لا يؤمن بالمساواة يستطيع أن يسمي نفسه يهوديا، ويفتخر بأنه الابن البيولوجي للشعب المختار ولذلك فهو يتمتع بالحق في الاستيطان والاحتلال والاقتطاع والتنكيل بالغريب والضعيف وسائر خلق الله.

التعليقات