INSS: الجبهة الشمالية التهديد المركزي على إسرائيل

التقديرات تشدد مرة أخرى على أن أي تقدم سياسي مع الفلسطينيين هو ضرورة من أجل مواجهة مجمل التهديدات الماثلة أمام إسرائيل، ومن أجل تحقيق تقدم في العلاقات التي يتم نسجها مع دول عربية مختلفة في المنطقة

INSS: الجبهة الشمالية التهديد المركزي على إسرائيل

(أ ف ب)

قدم رئيس المعهد لدراسات الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين، يوم أمس الإثنين، كتاب "التقديرات الإستراتيجية لإسرائيل 2017 – 2018" إلى رئيس الدولة، رؤوفين ريبلين، تناول المسائل الأمنية والسياسات الجوهرية لإسرائيل، بحسب تقدير المعهد، للعام 2018.

وشددت التقديرات مرة أخرى على أن أي تقدم سياسي مع الفلسطينيين هو ضرورة من أجل مواجهة مجمل التهديدات الماثلة أمام إسرائيل، ومن أجل تحقيق تقدم في العلاقات التي يتم نسجها مع دول عربية مختلفة في المنطقة.

وقال يدلين إن لدى إسرائيل شباك فرص لتحقيق تقدم ملموس في وضعها الإستراتيجي، استنادا إلى "قوتها الاقتصادية، وعلاقاتها الجيدة مع الإدارة الأميركية، وتداخل مصالحها مع "مصالح العالم السني البرغماتي"، وهي قادرة على الاستعداد جيدا إزاء بناء القوة الإيرانية في سورية، وإزاء اتفاق نووي إشكالي للمدى البعيد، وتثبيت معايير صحيحة وجيدة أكثر لتسوية الصراع مع الفلسطينيين".

وتضمنت التقديرات الإستراتيجية تدريجا للتهديدات التي تواجهها إسرائيل بحسب خطورتها، تبدأ بما أسمي "حرب الشمال الأولى"، مقابل ثلاث قوى، هي إيران وحزب الله والنظام السوري.

وبحسب التقرير، فإن إيران تواصل تسليح وتمويل منظمات موالية لها قرب الحدود مع إسرائيل، مشيرا إلى أن النشاط الإيراني في بناء قوة الجيش السوري، مقابل سياسة الحكومة الإسرائيلية في مواجهة هذا التهديد، قد يؤدي إلى تصعيد في الجبهة الشمالية، والتي يتوقع ألا يقتصر على قوة واحدة، وإنما إلى مواجهات في الجبهتين السورية واللبنانية في الوقت نفسه، ويشارك فيها قوات حزب الله والنظام السوري والقوات الموالية لإيران، وكل ذلك على خلفية تواجد ومشاركة روسيا، والتي يرجح أن تبقى محايدة، ولكنها ستفرض قيودا على حرية القوات الإسرائيلية في العمل.

وفي سياق الحديث عن روسيا، بحسب التقرير، فإنها "المنتصر الأكبر في الشرق الأوسط في السنتين الأخيرتين"، حيث أرست قواعد عسكري، بحرية وجوية، لتثبيت سيطرتها الإستراتيجية لأجيال، وفي الوقت نفسه تحافظ على علاقات جيدة مع إسرائيل. وفي المقابل، تم استبعاد الولايات المتحدة وإضعافها.

ووصف التقرير إدارة دونالد ترامب بأنها "داعمة أكثر، ولكنها معزولة أكثر"، حيث أن نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة لا يزال يتآكل، وتبذل غالبية مواردها في مناطق أخرى بعيدة عن المصالح الإسرائيلية

أما التهديد الثاني، بحسب تدريج المعهد لدراسات الأمن القومي، فهو "مواجهة عسكرية في الجنوب"، حيث أن إمكانية اندلاع حرب مع حركة حماس لا تزال قائمة.

وبحسب التقرير، فإنه رغم ردع حركة حماس إلا أنها تواصل بناء قوتها. ورغم أن الطرفين غير معنيين بالدخول في مواجهات، إلا أنها قد تندلع نتيجة تصعيد غير قابل للسيطرة نتيجة "حادثة محلية" أو "مبادرة من عناصر جهادية"، أو نتيجة توجيه المصاعب في تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية باتجاه إسرائيل، أو بسبب التوتر حول قضية القدس.

ويضيف التقرير، أن كل ذلك يأتي على خلفية الضائقة الاقتصادية والاجتماعية والمصاعب الإنسانية في قطاع غزة. كما أن الرد الذي يعمل عليه الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة في مواجهة الأنفاق الهجومية، من شأنه أن يدفع حماس إلى مواجهات مبكرة.

أما التهديد الثالث فهو تهديد "تنظيم الدولة الإسلامية يقترب من حدود إسرائيل"، حيث أنه، بحسب التقرير، رغم هزيمة التنظيم وخسارته لمعاقله المهمة في سورية والعراق، إلا أن هذه الهزيمة نقلت مركز نشاطه إلى مناطق لم يتم تركيز الجهود فيها لمحاربته. كما أن تواجد تنظيم الدولة الإسلامية جنوبي سورية، قرب الجولان، وخاصة في سيناء حيث ينفذ عمليات كثيرة ضد الجيش المصري والسكان المدنيين، ما يشير إلى تهديد متصاعد ينطوي على إمكانية تنفيذ "عمليات إرهابية" ضد إسرائيل.

التعليقات