تقرير إسرائيلي: حزب الله ليس معنيا بحرب رغم احتمالات نشوبها

التقرير الإسرائيلي يعتبر أن حزب الله لا يريد حربا مع إسرائيل في الوقت الحالي، لكنه يبعث برسائل رادعة في الوقت نفسه، وموارده تمكنه من الاستعداد لها، والحرب قد تنشب نتيجة رد فعل الحزب على خطوات موضعية تنفذها إسرائيل

تقرير إسرائيلي: حزب الله ليس معنيا بحرب رغم احتمالات نشوبها

صور نصر الله والخميني وخامنئي في جنوب لبنان (أ ف ب)

استبعد تقرير إسرائيلي أن يكون حزب الله معني بحرب مع إسرائيل في الفترة القريبة المقبلة، في أعقاب أنباء ترددت في صحف عربية بهذا الخصوص، مؤخرا. ونسب أحد هذه التقرير لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قوله خلال اجتماع مغلق مع قادة عسكريين في الحزب، الشهر الماضي، إنه ينبغي الاستعداد لحرب مع إسرائيل في الصيف القريب. ولفت التقرير الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اليوم الخميس، إلى أن نصر الله نفى صحة هذه الأنباء، لكنه بعث في الوقت نفسه رسالة ردع إلى إسرائيل، تحدث فيها عن قدرة حزب الله بتوجيه ضربات شديدة ضد إسرائيل، وذكر خطة "احتلال الجليل" وضعف وتخوف إسرائيل من حرب شاملة، مثلما ظهر، بحسبه في الجولات العدوانية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، في الأشهر الماضية.  

وفي خطاب ألقاه نصر الله، بداية الشهر الحالي، وبعد التلميح إلى قدرات حزب الله، أعلن أن الحزب ليس معنيا بالتعاطي مع احتمال قصف خزانات الأمونيا في خليج حيفا، وإنما مع قوة حزب الله البرية، و"احتلال الجليل"، ليقول إن تدمير الأنفاق عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، خلال عملية "درع شمالي" الإسرائيلية، لم تؤثر على قدرات الحزب وخططه.

واعتبر التقرير الإسرائيلي أن أقوال نصر الله تعكس رؤيته بأن "الظروف الحالية ليست مريحة بالنسبة لحزب الله لدفع حرب ضد إسرائيل، وأنه معني بردع خطوات إسرائيلية". وعزا التقرير ذلك بالأساس إلى "ضلوع حزب الله المستمر في الحرب الأهلية في سورية في السنوات الخميس الأخيرة، التي تطلبت توجيه أنظاره وموارده إلى هذه الجبهة".

وأضاف التقرير الإسرائيلي أن "نصر الله ليس معنيا أيضا بتراجع إنجازاته التي حققها في الساحة اللبنانية الداخلية، والتي تم التعبير عنها بنتائج الانتخابات التي جرت في أيار/مايو 2018، وبتشكيلة الحكومة الجديد، التي زاد فيها وزن نواب الحزب وتوجد فيها أغلبية من وزراء معسكره. وبات لحزب الله حق فيتو على قرارات الحكومة وسيطر على حقائب وزارية أساسية لديها ميزانيات كبيرة. ومن شأن مغامرة عسكرية أن تشكل خطرا على هذه الإنجازات".  

وحسب التقرير الإسرائيلي، فإن هناك "مؤشرات متراكمة تدل على تعمق ضائقة حزب الله من عدة جوانب، أولها ضائقة مالية، وصلت حد اضطراره إلى تقليص رواتب ومنافع ممنوحة لناشطيه" العسكريين والإعلاميين وفي مجالي التعليم والصحة والمؤسسات الدينية، إلى جانب إغلاق مكاتب من أجل تقليص تكاليف استئجارها، والتوقف عن توظيف أشخاص جدد. كما طالب الحزب الجمهور بالتبرع له.

وتابع التقرير أن الضائقة المالية التي يواجهها حزب الله نابعة من زيادة إنفاقه في أعقاب استمرار ضلوعه في الحرب في سورية، ورغم تقليص مشاركته فيها، وتراجع مصادر تمويله، على خلفية الوضع الاقتصادي في لبنان، والعقوبات الأميركية ضده، والأزمة الاقتصادي الإيرانية، في أعقاب عودة العقوبات الأميركية عليها. وبحسب التقرير، فإن إيران تحول لحزب الله 700 مليون دولار سنويا من ميزانية مخصصة للحزب بمبلغ 1.1 مليار دولار.

ورأى التقرير بعدم رد حزب الله على عملية "درع شمالي" حتى اليوم، "من شأنه أن يؤشر إلى عدم الرغبة بمواجهة في الفترة القريبة".

إلا أن التقرير خلص إلى أن الأسباب التي ذكرها لا تمنع احتمال نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، ولن تمنع الحزب من مواصلة جهوده من أجل تعزيز قوته العسكرية والاستعداد لاحتمال نشوب حرب كهذه. "وللحزب مصادر تمويل متنوعة وجمع على مدار السنين كنوزا كثيرة بإمكانه استخدامها وقت الحاجة. عدا ذلك، ورغم أن حزب الله يبدو أنه ليس معنيا بمواجهة مع إسرائيل في الفترة الحالية، فإنه ليس بالإمكان استبعاد اشتعال الوضع نتيجة لخطوات موضعية إسرائيلية، ستقود إلى رد فعل من جانب الحزب، أو في أعقاب مبادرة من جانب حزب الله نفسه لخدمة مصلحة إيرانية. وهكذا، فإنه على ضوء احتمال التدهور إلى مواجهة واسعة، وحتى لو كانت مناقضة للمصالح الحالية لكلا الجانبين، فإنه على إسرائيل أن تستعد مسبقا لاحتمال نشوب حرب في الشمال".

 

التعليقات