تقرير: هجمات "أرامكو" حملت رسالة إيرانية لإسرائيل أيضا

"يوجد في الخطوات الإيرانية رسالة غير مباشرة وواضحة بشأن قدراتها العسكرية المتطورة، واستخدامها من خارج أراضيها أيضا، إثر استمرار الهجمات الإسرائيلية في سورية والعراق، وبحال تدهور عسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان"

تقرير: هجمات

صورة جوية للانفجارات في منشأتي النفط (أ.ب.)

وصف تقرير إسرائيلي الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط تابعة لمجموعة "أرامكو" السعودية، في 14 أيلول/سبتمبر الجاري، وتسببت بوقف نصف إنتاج السعودية للنفط، بأنه "أخطر ضربة لمنشآت النفط في الخليج منذ حرب الخليج الأولى". وأشار التقرير، الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أول من أمس الإثنين، إلى أن "السعوديين يحافظون على تعتيم بالنسبة للتفاصيل الكاملة للهجوم"، وأنهم "يمتنعون عن توجيه اصبع اتهام تجاه إيران، خلافا لردود أفعالهم بعد الهجوم المنسوب لإيران، في أيار/مايو الماضي، ضد ناقلات نفط في الخليج ومنشآت نفطية في السعودية".

واعتبر التقرير أن استهداف المنشآت النفطية من جانب إيران "ردا على العقوبات المفروضة عليها، في هذا التوقيت الحساس، الذي يحاول الرئيس الفرنسي الحصول على موافقة أميركية لتعويض جزئي لإيران، يكتسب أهمية أكبر ويدل على إصرار إيران على إظهار قوتها لإلحاق أضرار بثمن احتمال تدهور الأوضاع، رغم أنه على الأرجح أن النظام الإيراني يقدر أن السعودية والإدارة الأميركية لن تسارعا إلى جر المنطقة إلى مواجهة عسكرية واسعة".

وفيما أعلن الحوثيون عن مسؤوليتهم عن مهاجمة منشأتي "أرامكو"، إلا أن تقرير المعهد أشار إلى أن هذا الهجوم "يتجاوز حدود الحرب في اليمن بكثير، خاصة إذا اتضح بشكل مؤكد أن الهجوم نُفذ من الأراضي الإيرانية. وفي ظروف كهذه، ينبغي الأخذ بالحسبان أنه حتى لو أن الإيرانيين غير معنيين بتدهور واسع مقابل الولايات المتحدة، فإنهم مستعدون لتحمل مخاطر تتجاوز ما فعلوه حتى الآن. وبين أسباب ذلك تقديرهم أن الرئيس الأميركي والسعوديين ودول الخليج الأخرى ليسوا معنيين بتصعيد واسع، وأن الأوروبيين أثبتوا خلال جولات الهجمات السابقة بناقلات النفط مدى تخوفهم من تصعيد عسكري".

ورأى التقرير بالهجوم ضد منشأتي "أرامكو" أنه يحمل أيضا تلميحا غير مباشر إلى إسرائيل، "التي تتباهى بهجماتها في سورية والعراق"، "حيال قدرات إيران العسكرية بالرد ليس من أراضيها وبواسطة أسلحة متطورة".  

ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، قال خلال محادثة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وولي عهد الإمارات، محمد بن زايد، إن السعودية مستعدة وقادرة على الرد على الهجمات، من دون ذكر إيران، إلا أنه "فعليا، توجد لدى المملكة كوابح من مواجهة تبعاتها، وخاصة كتلك المتعلقة بدونيتها العسكرية مقابل إيران وعرضة منشآتها الإستراتيجية للاستهداف".  

وأضاف التقرير أن "الرئيس ترامب يواجه مصيدة، لأن الغاية بالنسبة له هي استئناف المفاوضات مع إيران حول اتفاق جديد واحتمال عقد لقاء مع الرئيس الإيراني، في موازاة الامتناع عن الانجرار إلى خطوات عسكرية، كانت وما زالت الأولوية... وتردد الرئيس ترامب حتى الآن من الرد عسكريا على الخطوات الإيرانية، حث النظام في طهران على رفع سقف المخاطرة".

"تردد ترامب"

اعتبر التقرير أن للهجمات الأخيرة دلالات هامة:

أولا: "إبراز إيران لقدراتها، بل وتجسد إصرارها على إثبات أنها تعتزم تنفيذ تهديداتها بإلحاق أضرار بالغة لسوق النفط طالما أن الضغوط عليها مستمرة".  

ثانيا: "ضعف سعودي على خلفية الحرب المتواصلة في اليمن وتردد ترامب بالرد عسكريا على الخطوات الإيرانية، وبينها إسقاط طائرة أميركية من دون طيار، أدى إلى تآكل قوة الردع الأميركية، وعلى ما يبدو حث ذلك الإيرانيين على تصعيد معركة الضربات في الخليج".

ثالثا: "أثبتت إيران تفوقها غير التناسبي في الخليج وعرضة خصمها الإقليمي المركزي، بشكل قد يقوض أكثر الجبهة العربية مقابلها، وتوجيه ضربات أخرى لمستوى أمن دول الخليج العربية التي تستند أمنيا على الولايات المتحدة".

رابعا: "حتى لو أن رد فعل حالي من جانب الولايات المتحدة على الهجوم في السعودية لن يقود إلى اشتعال شامل بالضرورة، فإنه من المؤكد أنها ستؤخر الجهود الرامية إلى تهدئة وستسرع خطوات إيرانية أخرى ضد أهداف في الخليج، وفي السياق النووي – تآكل آخر بالتزاماتها في الاتفاق".

خامسا: "بالنسبة لإسرائيل، ورغم اختلاف طبيعة الجبهات، فإنه يوجد في الخطوات الإيرانية رسالة غير مباشرة وواضحة بشأن قدراتها العسكرية المتطورة، التي بالإمكان استخدامها خارج أراضيها أيضا، إثر استمرار الهجمات الإسرائيلية في سورية والعراق، وهذا تلميح أيضا لاحتمال حدوث تدهور عسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان".

التعليقات