أزمة كورونا: خدمات الرفاه الاجتماعي الإسرائيلية شبه مشلولة

عاملون اجتماعيون يحذرون من أن سلطات الرفاه الاجتماعي الإسرائيلية تواجه أزمة بكل ما يتعلق بالعناية بالفئات الاجتماعية المستضعفة، وأن "وزارة الرفاه الاجتماعي غير جاهزة لمواجهة حالة الطوارئ ومن دون خطة درج"

أزمة كورونا: خدمات الرفاه الاجتماعي الإسرائيلية شبه مشلولة

سلطة السجون تنقل سجناء بسبب كورونا (تصوير سلطة السجون)

حذر عاملون اجتماعيون من أن سلطات الرفاه الاجتماعي الإسرائيلية تواجه أزمة بكل ما يتعلق بالعناية بالفئات الاجتماعية المستضعفة، في ظل انتشار فيروس كورونا. وشددوا على أنه بالرغم من الجهود التي جرى بذلها في الأيام الأخيرة، إلا أن "وزارة الرفاه وجدت نفسها غير جاهزة لمواجهة حالة الطوارئ ومن دون خطة درج"، وفقا لتقرير نشره موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الخميس.

وإلى جانب غياب أطر للسكان المستضعفين، وبينهم المشردون، النساء ضحايا العنف، المسنون، المجرمون نحت المراقبة ومواطنون تحت خط الفقر، فإن القيود الحكومية الرامية إلى مواجهة انتشار كورونا، أدت إلى إغلاق مؤسسات رفاه اجتماعي وتقليص نشاط الوزارات.

وتم استثناء العاملين الاجتماعيين في السلطات المحلية من القيود على أماكن العمل، وهم يعتبرون كعاملين حيويين، بعد نضال خاضوه مقابل وزارة الرفاه الاجتماعي ووزارة المالية. لكن هؤلاء العاملين الاجتماعيين في السلطات المحلية وخدمات الصحة النفسية يقولون إنه ليس بحوزتهم أدوات من أجل مساعدة الذين يعتنوا بهم، وبينهم مسنون، مدمنون ونساء ضحايا العنف.

وتم إخراج العاملين الاجتماعيين في الخدمات المخصخصة ويعملون من خلال جمعيات، تعمل في مجالات عديدة بينها العنف ضد النساء، المشردين وأبناء شبيبة في خطر، إلى إجازة بدون راتب. وتواجه العناية بالمشردين أزمة قبل انتشار الكورونا، وذلك في أعقاب خلل إداري من جانب مديرية الخدمات الاجتماعية. وقالت مصادر في جهاز الصحة النفسية إنه لا توجد أطر كافية، وتلك الموجودة ليست جاهزة لاستقبال جميع المشردين الذين ينبغي أن يدخلوا إلى حجر صحي، خاصة أنه ليس معروفا من أين جاؤوا ومع من التقوا.

أكونيس يوزع وجبات طعام (تصوير وزارة الرفاه الاجتماعي)

وفي الأسبوع الماضي، اعتقلت مشردة في تل أبيب، كانت قد عادت من خارج البلاد، وبعد دخولها إلى متجر، استدعى صاحبه الشرطة. وبعد ذلك فقط، أدركوا في وزارة الرفاه الاجتماعي أن عليهم إعادة التفكير في الوضع من أجل التعامل مع المشردين، الذين يعانون أصلا من غياب مأوى وحالات مرضية مرتفعة. وفي أعقاب ذلك، قررت الوزارة فتح قسم في مستشفى "كريات شلومو" قرب نتانيا، ويرقد فيه أربعة مشردين حاليا. لكن العاملة الاجتماعية التي ترافقهم أشارت إلى وجود 30 مكانا فقط في المستشفى، وليس مؤكدا أنها كافية للمشردين الذين سيطالبون بدخول حجر صحي.

"الوضع سينفجر في وجه الدولة"

وقال مسؤول في جهاز الصحة النفسية إن التجمعات الكبرى للمشردين موجودة في تل أبيب والقدس وأشدود، مشيرا إلى أن "وهم غير مستعدين لمواجهة كورونا. فلم يتوقع أحد أمرا كهذا. ولا يتوفر ردا اليوم لجميع المشردين".

وهناك أزمة كبيرة في المؤسسات التي تعنى بالمدنين على المخدرات. وقال عامل اجتماعي إن "مؤسسات كثيرة أغلِقت بسبب القيود على مكوث أكثر من عشرة أشخاص في مكان واحد. واليوم أنا موجود في وضع أريد فيه أن أرسل أشخاصا للإقلاع عن المخدرات. وتلك المؤسسات تقول إنهم لا يستقبلون أحد. وهذا يعني أنهم سيتعاطون كميات مخدرات أكثر، ويرتكبوا جرائم ويسرقوا".

ويطالب عاملون اجتماعيون جمعيات تنشط في مجال توزيع وجبات الطعام على المحتاجين، إلا أن هذه الجمعيات نفسها تواجه أزمة بسبب تراجع التبرعات، ولذلك فإن الوضع مختلف عن الصور التي يظهر فيها وزير الرفاه الاجتماعي، أوفير أكونيس، يوزع وجبات طعام.

واتهم عامل اجتماعي الحكومة الإسرائيلية بأنه ليس لديها خطة طوارئ للاعتناء بالسكان المستضعفين. "لم يصدر أمرا من الحكومة إلى سلطات الرفاه الاجتماعي بشأن الاعتناء بهم. ولم يصدر أمرا بشأن كيفية الاعتناء بالمسنين المحبوسين في بيوتهم. ونعمل نعمل بموجب ما هو متوفر لدينا. والأدوات التي بحوزتنا تصلح ليوم عادي وليس لأزمة بهذا الحجم".

وحذرت عاملة اجتماعية من أن ارتفاعا حاصلا في عدد التوجهات بشأن العنف في العائلة. "الأفراد محبوسون في البيوت. وانعدام اليقين يتسبب بتوتر كبير في البيت. ويكفي عود ثقاب واحد للتسبب بكارثة. ونحن نتحدث طوال الوقت عن ذلك، لكن لا يوجد إعلام كاف لهذا الوضع. وينبغي الالتفات إلى شعور كل واحد في هذا الوضع، وسؤال الأقارب وأفراد العائلة إذا واجهوا وضعا كهذا، لأن العنف في العائلة وحالة الضائقة يمكن أن تقودنا جميعا إلى كارثة متوقعة مسبقا".

وأضافت أن "الكثير من الأطر لم تعد مستعدة لاستقبال ضحايا عنف جديدة. وملاجئ النساء مغلقة، وكذلك عائلات تبني الأولاد، وجميعهم أغلقوا الأبواب في وجوهنا. إنهم يخافون من استقبال شخص جديد. فهم لا يعرفون أين تواجد. وفي هذا الوضع نشاهد كيف تتدحرج الأمور لصورة مخيفة. ولا توجد حلول حتى الآن".

وقالت عاملة اجتماعية أخرى إن "الدولة تهتم بالوضع الصحي الحالي، لكن في الأسابيع القريبة ستكون الضائقة أكبر، نفسيا وصحيا واقتصاديا. والدولة لم تستعد لما سيحدث هنا من ناحية الرفاه الاجتماعي. وهذا الوضع سينفجر في وجه الدولة. ولا يوجد اليوم في الأفق خطة لمواجه حالة طوارئ كهذه".

التعليقات