تقرير: الأزمة الداخلية تُقوض المناعة القومية الإسرائيلية

التقييم الإستراتيجي السنوي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي" بجامعة تل أبيب يعتبر أن إيران هي الخطر الأكبر على إسرائيل وقد تشكل تهديدا وجوديا، والتهديد الثاني هو "المحور الإيراني – الشيعي" ويشمل إيران وسورية وحزب الله والعراق واليمن

تقرير: الأزمة الداخلية تُقوض المناعة القومية الإسرائيلية

مظاهرة ضد نتنياهو (أ.ب.)

حلت الأزمة الداخلية في إسرائيل كواحدة من بين ثلاثة أشد تهديدات على إسرائيل، إلى جانب إيران، ومن شأنها أن تقوض "المناعة القومية وأمن الدولة"، بحسب "التقييم الإستراتيجي السنوي لإسرائيل" الذي نشره "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الأربعاء.

ووفقا للمعهد، فإن الأزمة الداخلية، المتمثلة بعدم استقرار الحكم والتوجه إلى اننتخابات رابعة للكنيست، في غضون سنتين، من شأنها تقويض أسس الأمن القومي بمفهومه الواسع. كذلك ستؤدي هذه الأزمة إلى ضعف أجهزة الدولة ومؤسساتها، من خلال مصاعب في الأداء، تعطيل إجراءات اتخاذ القرارات، انخفاض كبير في ثقة الجمهور بالمؤسسات وغياب التضامن والهدف المشترك بين فئات المجتمع الإسرائيلي.

ورأى الباحثون في المعهد أن "المجتمع ممزق بين أزمات صحية، اقتصادية، اجتماعية، سياسية وقدرة على الحكم متزامنة وكُشفت خلال وباء كورونا". وحلّت الأزمة الداخلية كثالث أكبر تهديد على إسرائيل.

واعتبر المعهد أن التهديد العسكري الأخطر على إسرائيل في العام الحالي هو نشوب حرب في الجبهتين الشمالية والجنوبية، وتشمل إيران، حزب الله، سورية، المليشيات الموالية لإيران وهجمات من غربي العراق. وأوصى المعهد بأن "يستعد الجيش الإسرائيلي وباقي الأجهزة الأمنية لهذا التهديد"، مشيرا إلى أن أزمة كورونا لم تؤدِ إلى تراجعه وإلحاحيته.

واعتبر المعهد أن على إسرائيل أن تمارس أنشطة مكثفة خلال العام الحالي أيضا من أجل إضعاف "المحور الإيراني – الشيعي" ومنعه من بناء جبهات عسكرية قريبة من إسرائيل وتعزيزها. وأشار المعهد إلى أن الأزمة الداخلية الشديدة في لبنان تنعكس على حزب الله، إلا أنها لا توقف استمرار تعاظم قوته العسكرية بمساعدة إيران.

وأضاف المعهد أن إيران عازمة على استمرار التموضع في سورية، وأن الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد أهداف إيرانية في سورية لم تمنع استمرار هذا التموضع. لكن المعهد أشار إلى "الضربات التي تلقتها إيران تقلص قدرتها على ضبط النفس وقد تؤدي إلى رد إيراني ضد إسرائيل بواسطة أذرعها في الجبهة الشمالية، العراق أو اليمن".

ولفت المعهد إلى أن وجود مئات الصواريخ الدقيقة بحوزة المحور الإيراني، وخاصة بحوزة حزب الله، بإمكانها التسبب بضرر كبير في إسرائيل وتعطيل منظوماتها العسكرية الحيوية وكذلك المدنية في الجبهة الداخلية. ودعا المعهد إلى بلورة إستراتيجية "من أجل وقف تطور هذا التهديد".

إلى جانب ذلك، اعتبر المعهد أن "البرنامج النووي الإيراني هو التهديد الأخطر على إسرائيل وينطوي على تهديد وجودي على إسرائيل. وإلحاحيته في العام 2021 متدنية أكثر، لكن خطورته المحتملة في المستقبل هي الأعلى".

وحسب المعهد، فإنه إلى جانب اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، وقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري، قاسم سليماني، وتفجير منشأة نطنز، "الضربات التي تلقتها إيران تقلص أيضا قدرتها على ضبط النفس وقد تقود إلى رد ضد إسرائيل. ولذلك ما زالت إيران تشكل التهديد الأخطر على أمن إسرائيل، من حيث بناء جبهة عسكرية عند حدود إسرائيل ومن خلال برنامجها النووي أيضا".

التعليقات