أغلبية ضباط الشرطة والسجون يحملون شهادات جامعية غير معترف بها

تقرير: 10 من بين 18 ضابطا في أرفع المناصب في الشرطة يحملون لقبا أكاديميا واحدا على الأقل من جامعة أجنبية بواسطة فرعها في البلاد وليس معترفا بها. بينهم المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، ونائبه دافيد بيتان

أغلبية ضباط الشرطة والسجون يحملون شهادات جامعية غير معترف بها

المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي (إعلام الشرطة الإسرائيلية)

أكد تقرير صحافي أن أكثر من نصف الضباط في الشرطة الإسرائيلية ومصلحة السجون الذين يحملون رتبا رفيعة حصلوا على شهادات أكاديمية من جامعات أجنبية كانت لديها فروع في إسرائيل، لكن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية قررت التوقف عن الاعتراف بشهاداتها، علما أن هذه الشهادات تُستخدم من أجل الحصول على علاوات في الرواتب.

وكانت طريقة التدريس التي اتبعتها هذه الجامعات، وبضمها جامعات في بريطانيا ولاتفيا، "التعليم عن بعد". ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، عن ضابط كبير سابق في الشرطة قوله إن "هذه كذبة كبيرة. فقد طلب هؤلاء الأشخاص من أقاربهم أن يكتبوا لهم وظائف بالانجليزية. وأدرك ضباط أن هذا لقبا جامعيا بالإمكان الحصول عليه من دون دراسة والحصول بسببه على تدريج أجور مرتفع. وكان هناك من درسوا فعلا، لكن يكاد يكون مستحيلا الدراسة للقب جامعي إلى جانب عمل يتطلب جهدا كبيرا مثل العمل في الشرطة".

في المقابل، ادعى قسم من ضباط الشرطة أن الدراسة كانت "جدية للغاية"، وشملت دورات في صفوف عديدة في أنحاء البلاد إضافة إلى امتحانات ووظائف.

وقدر مسؤول في وزارة المالية أن لقبا أكاديميا يمنح ضابطا برتبة متدنية إضافة تتراوح بين 2000 إلى 2500 شيكل لراتبه الشهري. وتحسب هذه الإضافة ضمن الراتب الأساسي للشرطي، وتخضع لها الخصميات المختلفة. ويمنح لقب ماجستير ضابط الشرطة اختصارا كبيرا في الاقدمية بالعمل من أجل الوصول إلى علاوة في الراتب، ولذلك يحصل الشرطي على علاوة بعشرات آلاف الشواقل سنويا.

ورغم أن وزارة المالية اعترفت في حينه بالألقاب الجامعية لفروع الجامعات الأجنبية، لكن مسؤولين في الشرطة والأكاديميا الإسرائيلية يشككون بمستوى التعليم فيها. ونقلت الصحيفة عن بروفيسور في إحدى الجامعات الإسرائيلية قوله إن "أفراد مصلحة السجون جاءوا إليّ من أجل تبييض اللقب الذي حصلوا عليه في بريطانيا وفيما هم يعرفون بصعوبة اللغة الانجليزية، وهذا لم يكن جديا".

وتبين من إجراءات قضائية في محكمة العمل في أعقاب توجه عدد من الضباط في الشرطة ومصلحة السجون أن الاعتراف بقسم من الجامعات الأجنبية اضطرت الدولة إلى الاعتراف بالجامعات الأخرى.

وأفادت الصحيفة بأن 10 من بين 18 ضابطا في أرفع المناصب في الشرطة يحملون لقبا أكاديميا واحدا على الأقل من جامعة أجنبية بواسطة فرعها في البلاد. وقسم من هؤلاء الضباط حصلوا على عدة القاب من فروع الجامعات الأجنبية، وبضمنهم المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، الذي حصل على لقبين جامعيين من جامعة ديربي في بريطانيا، لقب أول في إدارة الأعمال ولقب ثاني في إدارة التربية.

كذلك حصل نائب المفتش العام، دافيد بيتان، على لقبين. لقب أول في التربية من جامعة غرب لندن، ولقب في تربية البالغين من جامعة ديربي. ويحمل بيتان لقبين أولين من جامعات في إسرائيل. كذلك حصل قائد لواء الجنوب في الشرطة، بيرتس عمار، على لقبين أكاديميين من فروع الجامعات الأجنبية.

افراد الشرطة الإسرائيلية يعتدون بوحشية على المواطنين في القدس المحتلة (أ.ب.)

وقال الضابط السابق، د. فيني يحزقيلي، وهو محاضر في جامعة حيفا حاليا، إن "هؤلاء لا يتعلمون في الحقيقة، وإنما يعطون شخصا آخر ليكتب لهم الوظائف. والقانون الأول في الثقافة التنظيمية في الشرطة هو أن الدراسة هي من أجل الشهادة وعلاوة الراتب فقط، والأكاديميا غير مهمة لأن للوضع الميداني قوانين خاصة به".

وأضاف يحزقيلي أنه تسيطر في الشرطة "ثقافة معاداة الفكر التي تقمع الرغبة بالدراسة. والثقافة هناك تشجع على استصدار شهادة فقط. وهم يغذون الأكاديميا وأنفسهم. والكود التنظيمي هو أنه لا يتعين عليك أن تظهر أنك فضولي، والا تطرح أسئلة. وبإمكان ضابط أن يخرج من الأكاديميا مع علامة 100، وعندما يصل إلى حادثة عنف في العائلة، يفتح الدفتر كي يرى ماذا ينبغي أن يفعل. لكن شريكه يقول له ’أغلق الدفتر، للميدان قوانينه الخاصة به’".

وشدد يحزقيلي أن "الشرطة بكل بساطة لا تريد ضباطا يفكرون. واسأل اليوم كولونيل في الشرطة عن عقيدة شرطة لندن، ليس لديه أدنى فكرة. وتوجد ثقافة في الشرطة مفادها ألا تطرح أسئلة، لا تنتقد، لا تعبر عن شك، وهذا عكس كل ما تشجع الأكاديميا على فعله".

وقال ضابط الشرطة السابق والخبير في علم الإجرام، بروفيسور داني غيمشي، إنه "لو كان هذا الأمر متعلق بي لرفضت أي لقب أكاديمي تم الحصول عليه بواسطة فرع جامعة أجنبية. لأنها لم تستوفي شروط أي مؤسسة أكاديمية جدية".

وعبر غيمشي عن معارضته لهذه الشهادات من فروع الجامعات الأجنبية منذ التسعينيات، عندما كان في منصب ضابط التربية في الشرطة، لكن في شعبة القوى البشرية في الشرطة قرروا الاعتراف بها. وقال غيمشي أن "هذا نابع كما يبدو من حقيقة أن قسما من أفراد القوى البشرية حصلوا على ألقاب كهذه. وعندما طلبنا تفاصيل حول ماذا تعلموا، أي امتحانات أجروا وما هي المصادر التي استخدموها، لم نتلق تفاصيل كاملة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع مشابه في مصلحة السجون، حيث حصل أربعة من بين ستة يتولون أرفع المناصب على ألقاب أكاديمية من فروع جامعات أجنبية ليس معترفا بها في إسرائيل. وهكذا هو الوضع أيضا لدى نصف قادة السجون وقرابة نصف الضباط الكبار في مصلحة السجون.

التعليقات