ثلثا المدارس الابتدائية والإعدادية تعاني نقصا بالمعلمين

لا تتوفر لدى وزارة التربية والتعليم معطيات حول النقص بالمعلمين. ومديرو المدارس يضطرون إلى تكليف معلمين لتدريس مواضيع من دون تأهيلهم لتدريسها* نقابة المعلمين: "أوعزنا لمديري المدارس بعدم تنفيذ أي مهمة مرتبطة بامتحانات ميتساف"

ثلثا المدارس الابتدائية والإعدادية تعاني نقصا بالمعلمين

توضيحية (تصوير عرب 48)

أظهر استطلاع أجرته نقابة المعلمين في إسرائيل، شمل مديري مدارس ينتمون لهذه النقابة، أن 66% من المدارس، وخاصة الابتدائية والإعدادية، تواجه نقصا كبيرا بالمعلمين. ورغم أن النقص بالمعلمين مزمن، إلا أنه ازداد في السنة الدراسية الحالية.

وكان تقرير لمراقب الدولة، في العام 2019، قد ذكر أن معظم المعلمين يدرسون مواضيع لم يتأهلوا لتدريسها بسبب النقص الكبير. وخلال السنة الدراسية الحالية، تزايدت التقارير حول صعوبات بإيجاد معلمين لم يتم تأهيلهم للمهنة، ومن بين أسباب ذلك خلل في التخطيط لتوظيف معلمين وتأهيلهم، وكذلك على خلفية جائحة كورونا، وفق تقرير نشرته صحيفة "ذي ماركر" اليوم، الأحد.

والمواضيع التي يوجد فيها النقص الأكبر بالمعلمين، هي اللغة الانجليزية والرياضيات والتربية واللغة الأم (العربية والعبرية). وأفاد معظم مديري المدارس بارتفاع حجم العنف تجاه معلمين وبوجود مصاعب أخرى. وشارك في الاستطلاع قرابة 440 مدير مدرسة إعدادية وابتدائية، من بين 2100 مدرسة تمثلها نقابة المعلمين.

وقال 92% من المديرين المشاركين في الاستطلاع إن امتحان "مؤشر النجاعة والنمو المدرسي" (ميتساف)، الذي تعتزم وزارة التربية والتعليم إجراءه قريبا، ليس ناجعا ولا يعكس مجرى الأمور في المدرسة. وشكا قسم كبير من المديرين من أنهم يهدرون عشرات الساعات شهريا في تعبئة نماذج متعلقة بهذا الامتحان.

وتبين أن وزارة التربية والتعليم لم تستعرض حتى الآن معطيات بشأن النقص بالمعلمين، بسبب عدم توفر معطيات حول ذلك، وبسبب عدم وجود إمكانية للاعتناء بشكل لائق بالوضع. ولذلك، طلبت نقابة المعلمين من مديري المدارس تقديم تقارير حول ما إذا كانوا يواجهون نقصا بالمعلمين وفي أي مواضيع.

وأفاد مديرو المدارس بأنه بسبب النقص في المعلمين، منذ بداية السنة الدراسية الحالية، فإنهم يضطرون إلى تكليف معلمين لتدريس مواضيع من دون تأهيلهم لتدريسها، إلى جانب الاعتماد على معلمين بديلين وطلاب جامعات، أو إلغاء دروس.

ويعمل في هذه المدارس 202 ألف معلم. ورغم أن عددهم مرتفع نسبيا قياسا بعدد الطلاب، إلا أن النقص نابع من أن وزارة التربية والتعليم وظّفت في السنوات الأخيرة معلمين كثيرين لم يتم تأهيلهم لتدريس المواضيع المطلوبة. ويرجح أيضا أن النقص الحاصل نابع من خروج معلمين من جهاز التعليم خلال فترة كورونا وقبل بداية السنة الدراسية الحالية.

وأفادت معطيات الاستطلاع بأن 40% من المديرين قالوا إنه لا يوجد في مدارسهم عدد كاف لتدريس اللغة الانجليزية. و36% أفادوا بأنهم لا ينجحون في توظيف معلمي رياضيات، وثلث المديرين قالوا إنه لا يوجد لديهم عدد كاف من معلمية اللغة. كذلك أشار 24% إلى أنهم يعانون من نقص بمعلمي المواضيع العلمية. وقال 34% إن مدارسهم تعاني من نقص في مربي الصفوف. ويوجد نقص بالمستشارات التربويات في 16% من المدارس. وقال ربع المديرين إن المعلمين يعانون من معاملة سيئة من جانب الجمهور.

وعقبت السكرتيرة العامة لنقابة المعلمين، يافا بن دافيد، على نتائج الاستطلاع قائلة إن "وزارة التربية والتعليم منشغلة بالاستطلاعات والنماذج وينهار مديرو المدارس بسبب الأعباء. إنهم يتهالكون، وراتبهم منخفض، ويعملون على مدار الساعة، وينشغلون بالبيروقراطية ولا يتمكنون من التفرغ للجوهر، أي للتربية والتعليم. والنقص بالمديرين والمعلمين سيستفحل وحسب إذا لم تتعقل الدولة وتغير توجهها نحو العاملين في التعليم".

وأضافت بن دافيد أنه "حان الوقت كي يتوقف الأهالي وبنك إسرائيل ووزارة المالية التعامل مع المدارس وروضات الأطفال كأنهم حراس أطفال، وأن يبدأوا بالنظر إليهم أنهم قاعدة قومية موجودة في حالة طوارئ. وإثر هذا الوضع، أوعزنا لمديري المدارس بعدم تنفيذ أي مهمة مرتبطة بامتحانات ميتساف وسنمنحهم دعما كاملا مقابل وزارة التربية والتعليم".

التعليقات