إسرائيل رفضت استقبال 214 لاجئا أوكرانيا: ظروف قاسية ومعامَلة بازدراء

تعرّض لاجئون أوكرانيون وصلوا إلى إسرائيل، لمعاملة وُصِفت بالقاسية، وعانوا ظروفا شديدة السوء، مع اضطرار قسم كبير منهم، للبقاء في مطار بن غوريون في اللد، دون أن تُوفَّر لهم احتياجات أساسية كأماكن للمبيت. كما أنهم تعرّضوا للازدراء، فيما يواجهون خطر

إسرائيل رفضت استقبال 214 لاجئا أوكرانيا: ظروف قاسية ومعامَلة بازدراء

("أ ب")

قالت سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية اليوم، الجمعة، إن 6166 لاجئا أوكرانيا وصلوا إلى إسرائيل منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل أسبوعين، وأنه تم رفض إدخال 214 منهم.

وتعرّض لاجئون أوكرانيون وصلوا إلى إسرائيل، لمعاملة وُصِفت بالقاسية، وعانوا ظروفا شديدة السوء، مع اضطرار قسم كبير منهم، للبقاء في مطار بن غوريون في اللد، دون أن تُوفَّر لهم احتياجات أساسية كأماكن للمبيت. كما أنهم تعرّضوا للازدراء، فيما يواجهون خطر الترحيل حتّى بعد كل تلك المعاناة، بحسب ما أفادت تقارير صحافيّة إسرائيلية.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو، أوضاع من اضطروا للبقاء في المطار، حتّى يتمّ النظر في أحوالهم، وإذا ما كان بإمكانهم الدخول إلى إسرائيل. وأوضحت المقاطع أن اللاجئين "ينتظرون أيامًا للترحيل، أو الخلاص على شكل مساعدة قانونية".

وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقرير نشرته مساء الخميس، أنّه "لا خيار (للاجئين) للاستحمام أو وضع رأسهم على وسادة"، موضحة أنّه "بدلاً من الأسرّة القابلة للطيّ (التي يُفتَرض توفيرها للاجئين) في مطار بن غوريون، يكتفون بالكراسي البلاستيكية التي يجلس عليها مئات الأشخاص المنهكين لساعات، بعد رحلة استغرقت يومًا كاملا على طريق الهروب من رُعب الصواريخ الروسية".

وأفادت الصحيفة بأنّه تم توثيق أطفال ينامون في أماكن مختلفة من المطار، فيما "يرقد البالغون الذين شعروا بالسوء على الأرض".

وأوضح التقرير أنّه "في إسرائيل، يلتقي اللاجئون بموظّفين يتعاملون معهم بقسوة"، وبعدم اكتراث.

وذكر التقرير أن عبارات مثل "غير يهودي" أو "غير يهودية"، كانت مّما تفوّه به اللاجئون، "وكأن اللاجئين الذين طرقوا أبواب إسرائيل، يشعرون وكأنهم مُتّهمون مُطالِبون بحُكم مخفّف".

وأورد التقرير شهادات لاجئين، جاء في أحدها أنّه تقرّر عدم النظر في وضعها حتّى، لمجرّد أنها وزوجها، ليسا يهودييْن. وذكر التقرير أنّ "أولينا سفيدارسكا هبطت في مطار بن غوريون أمس (الأربعاء) مع ابنتيها، اللتين تبلغان من العمر ستة أعوام و 11 عامًا. وقد فروا من مدينة في شمال غرب أوكرانيا، التي تتعرض لقصف عنيف منذ أكثر من أسبوع. ويعمل زوجها... في إسرائيل في قطاع البناء، وأقنعها بالمجيء إليه (إلى إسرائيل)".

ووفق التقرير، قالت الزوجة ذاتها: "زوجي ليس يهوديًا، لكن لديه صديق يهودي كان على استعداد لضمان مغادرتنا لإسرائيل بعد انتهاء الحرب، وقد ذهب إلى سلطة الهجرة، وسأل عمّا إذا كان سيُسمح لنا بالدخول (إلى إسرائيل)، وقالوا له: ’بكفالة - نعم’".

وأضافت: "عندما وصلنا (إلى المطار)، ربما كان هناك ألف شخص ينتظرون معنا... تم أخذ جوازات سفرنا جميعًا. انتظرنا خمس ساعات، وفقد الناس الوعي هناك، وكان ذلك في غرفة الانتظار في الطابق الثاني. ثم جاء المسؤولون الذين قسموا الناس... وأخذوني إلى غرفة. سألني الموظف إلى من أتيتِ فأجبته: ’إلى زوجي’، فقال: الزوج ليس يهوديا؟ لن نستمع إلى أي شيء بعد الآن، إبعاد".

لاجئون أوكرانيون بمطار رومانيّ، في طريقهم إلى إسرائيل ("أ ب")

يُذكر أن وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييليت شاكيد، قد أوعزت مساء الخميس، بنقل اللاجئين الأوكرانيين في مطار بن غوريون إلى فندق في تل أبيب، حتّى صدور قرار بشأن حالتهم.

وفي السابع من الشهر الجاري، اتهم وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، شركة طيران "إل عال" الإسرائيلية والخطوط الجوية الإسرائيلية، بالتحايل على العقوبات المفروضة على روسيا، وهو ما نفته الشركة زاعمة أن "الحقائق مختلفة تماما".

وقال كوليبا في تغريدة بحسابه عبر "تويتر" إن شركة الطيران الإسرائيلية تسمح بقبول مدفوعات من النظام المصرفي الروسي "مير" الذي يهدف إلى التحايل على العقوبات.

وأضاف وزير الخارجية الأوكراني في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه "بينما يفرض العالم عقوبات على روسيا بسبب فظائعها الوحشية في أوكرانيا، يفضل البعض جني أموال ملطخة بدماء الأوكرانيين".

اقرأ/ي أيضًا | الرئيس الأوكرانيّ سيلقي خطابا أمام الكنيست خلال الأيام "القريبة"

وعَدَّ أن سلوك "إل عال" وهي أكبر شركة طيران في إسرائيل،"غير أخلاقية"، ويمثل "ضربة للعلاقات الأوكرانية - الإسرائيلية".

التعليقات