تقرير: حزب الله يتحدى إسرائيل وعليها إعادة النظر بسياستها

بحسب التقرير الصادر عن معهد أبحاث إسرائيلي، فإن إسرائيل مرتدعة وعليها "أن تدرس الاستفادة من الصراع بالمجال الجوي ومهاجمة منظومات الدفاع الجوي الإيرانية التي جرى تزويدها لحزب الله في لبنان"

تقرير: حزب الله يتحدى إسرائيل وعليها إعادة النظر بسياستها

زورق عسكري إسرائيلي قبالة رأس الناقورة، الأحد الماضي (Getty Images)

اعتبر تقرير إسرائيلي أن حزب الله اعتقد أن ثمة احتمالا ضئيلا لرد فعل إسرائيلي على إطلاق ثلاث طائرات مسيرة نحو منصة حقل الغاز "كاريش"، يوم السبت الماضي، وذلك بسبب ضعف المؤسسة السياسية الإسرائيلية، التي تفضل ضبط النفس واحتواء أحداث يمكن أن تؤدي إلى تصعيد، خاصة عشية زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل والسعودية الأسبوع المقبل.

وبحسب التقرير، الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الثلاثاء، فإن هدف حزب الله هو تهديد إسرائيل بواسطة إظهار قدرته على التوغل إلى مجال المنصة والتهديد بمهاجمتها في المستقبل.

وأضاف التقرير أن حزب الله سعى من وراء إطلاق المسيرات إلى "تقديم نفسه كحامي مصالح لبنان ويهتم بمستقبل الطاقة لديها؛ أن يثبت أنه لا يخاف إسرائيل، وجاهز لمواجهتها وإحراجها من خلال استعراض قدراته على مهاجمة منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط؛ تصعيد التوتر حول الخلاف بشأن ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان وتقاسم موارد الطاقة في البحر، وإلى جانب ذلك ردع شركات أجنبية من الاستثمار في مشاريع تخدم إسرائيل؛ وتحسين مواقع مقابل الولايات المتحدة في إطار جهود وساطة الإدارة، أو إحباط إمكانية التوصل إلى اتفاق، الذي سيفقد في إثره تفوقه في نقل النفط الإيراني عن طريق سورية إلى لبنان والسيطرة على توزيعه".


منصة حقل الغاز "كاريش" (شركة إنرجيان)

ورجح التقرير أن إيران كانت شريكة في التخطيط لإطلاق المسيّرات. "فقد أصبحت الطائرات المسيرة الهجومية تهديدا مركزيا في أنحاء الشرق الأوسط، وأحيانا من خلال استغلال صعوبة رصد بصمة الجهة التي ترسلها، والقيود على اكتشاف مسار تحليقها على ارتفاع منخفض جدا، والتعامل معها كسلاح إرهابي يستخدم بمستوى أدنى من الحرب".

وأضاف التقرير أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ينظر إلى استخدام الطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي أنها بمثابة توازن إستراتيجي للتفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة، والتي يستخدمها بشكل يومي تقريبا من أجل تصوير مناطق في إسرائيل.

وبحسب التقرير، فإنه "بإيحاء من إيران، يتحدى حزب الله إسرائيل ويختبر الخطوط الحمراء التي تضعها كي يرسم حيز عمله ضدها، لكن من دون التدهور إلى مواجهة عسكرية بحجم واسع".

وشدد التقرير على أن "النجاح الكبير الذي حققه حزب الله هو إخراج لبنان من حلبة عمليات المعركة بين حربين التي تمارسها إسرائيل ضد التموضع الإيراني في سورية، وتقليص حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في سماء لبنان".

وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من اعتراض الجيش الإسرائيلي للمسيرات الثلاث، السبت الماضي، إلا أن "غياب رد فعل إسرائيلي على توغلها سيقود بالضرورة إلى الحدث القادم، الذي قد يحدث في ظروف مريحة أقل بالنسبة لإسرائيل. ويصعب استبعاد التقدير أن حزب الله وإيران سيحاولان اختبار إصرار الحكومة الانتقالية في إسرائيل، وفحص حيز ضبطها النفس وحتى محاولة إنشاء فرصة من أجل تغيير قواعد اللعبة في هذه الجبهة".

وأوصى التقرير بأن "تدرس إسرائيل الاستفادة من الصراع الدائر في المجال الجوي من أجل مهاجمة منظومات الدفاع الجوي الإيرانية التي جرى تزويدها لحزب الله في لبنان. وذلك من أجل التوضيح لحزب الله أنها ليست مرتدعة من مواجهة ولن تسمح له بتوسيع حدود وقوة المعركة التي يخوضها ضدها".

ورغم مخاطر التصعيد، إلا أن التقرير اعتبر أن "التوقيت الحالي، الذي توجد فيه الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان والمفاوضات حول الاتفاق النووي، ليس ملائما لتصعيد واسع لدرجة حرب بالنسبة لحزب الله وإيران، ولذلك يتوقع أن يحاول هو أيضا تقليص المواجهة إلى تبادل ضربات محدود زمنيا وبشدته، من دون أن ينتقل إلى معركة واسعة ومتواصلة".

التعليقات