المقاومة في جيلها الجديد: بين عهد التميمي وأحمد جرار

هي "جننت" قادة الاحتلال بجرأتها وتحديها لجنوده وضباطه وهو أربك جيش ومخابرات الاحتلال بشجاعته وإقدامه، فيما أغاظت وسامتهما جنرالات إعلامه.

المقاومة في جيلها الجديد: بين عهد التميمي وأحمد جرار

(أ ف ب)

المشترك بين أحمد جرار وعهد التميمي باستثناء لون الشعر والعينين هو أنهما من جيل فلسطيني جديد، انتزع الراية وواصل المقاومة كل على طريقته، فشكل كل منهما نموذجا ومصدر إلهام لجيل الشباب، وهما عهد التميمي بصورتها الوسيمة وهي تصفع جنديا، وتقابلها صورة المطارد الوسيم أحمد نصر جرار، وهو يعيد صياغة المشهد المقاوم ويربك جيش الاحتلال ومخابراته.

هي في السابعة عشرة من عمرها من قرية عزلاء تدعى النبي صالح وهو شاب لم يتجاوز الرابعة والعشرين من واد برقين غرب مدينة جنين، تسلم راية المقاومة بحكم تعاقب الأجيال وكلاهما أو كل منهما ظاهرة يخشاها الاحتلال لكونها "موديلا" جديدا للشباب الفلسطيني المقاوم، ولذلك نرى قادة الاحتلال من عسكريين وسياسيين الذين تصدوا لظاهرة عهد التميمي يتصدون لظاهرة أحمد جرار رغم تباين أشكال مقاومتهما.

هي "جننت" قادة الاحتلال بجرأتها وتحديها لجنوده وضباطه وهو أربك جيش ومخابرات الاحتلال بشجاعته وإقدامه، فيما أغاظت وسامتهما جنرالات إعلامه.

ومثلما أشاد المحللون الإسرائيليون في حينه بجرأة عهد التميمي وتحديها، أشاد هؤلاء باندفاعة أحمد جرار وإقدامه، وفي السياق اعتبر المحلل السياسي لموقع "واينت"، رون بن يشاي، أن الخلية التي قادها أحمد جرار والتي نفذت عملية مستوطنة "حفات جلعاد" وقتلت الحاخام رازييل شيفح، استطاعت أن تخفي عن "الشاباك" والجيش حقيقة وجود "بنية إرهابية" تذكر بمجموعات "حماس" من أيام الانتفاضة.

بن يشاي الذي يرى العملية بمثابة جرس إنذار لكل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية العاملة في هذا المجال، قال إنه بدا واضحا منذ اللحظة الأولى أن الحديث يدورعن مجموعة مهنية، مدربة وممولة، خططت بعناية شديدة نصب الكمين بجانب مستوطنة "حفات جلعاد" وكذلك طرق هرب واختباء عناصرها بعد تنفيذ العملية.

وقال بن يشاي، إننا لسنا أمام تنظيم محلي أو "إرهاب شعبي"، بل أمام "بنية إرهابية"، على حد بتعبيره، اعترفت "حماس" أنها تابعة لها، مشيرا في هذا الإطار إلى أن "البنية الإرهابية المؤسسة"، تتطلب فترة زمنية أطول لإقامتها، وتضم "عناصر تنفيذية" و"متعاونين" وهي ممولة وموجهة من قبل مركز قيادي، يبدو أنه لا يقع في المناطق الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة (قطاع غزة). وكل ذلك يتطلب أيضا وسائل وطرق اتصال وتواصل وتضليل قادرة على الحيلولة دون اكتشاف التنظيم، وهو ما قام به جرار.

من جهتها اعتبرت صحيفة "معاريف" أن وقوع عمليتين في أقل من شهر، في فترة تشهد توترا سياسيا شديدا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يشير إلى أن الأمور تتجه نحو المزيد من التصعيد الميداني، وذلك رغم عدم وجود أي رابط بين العمليتين، حيث تأخذ الأولى طابع "الإرهاب المنظم" والثانية طابع المقاومة الفردية.

وتضيف "معاريف" أنه بالرغم من ذلك وبرغم نتائجهما الصعبة، فإن العمليتين وحدهما لا تشكلان دليلا كافيا على أننا أمام موجة عمليات متجددة وأكثر خطورة، إلا أن الجو العام المتمثل بالأزمة السياسية والغضب الفلسطيني من ترامب، والتحريض المتواصل في أراضي السلطة الفلسطينية، إلى جانب ظاهرة التقليد المعروفة من السنوات السابقة، تفسر بشكل عملي ما قصده قائد أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، عندما تحدث عن قابلية الساحة الفلسطينية للانفجار وليس في غزة فقط.

وترى الصحيفة أنه في ظل وضع لا توجد فيه أية صلة تقريبا بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن مفتاح التهدئة مرتبط أساسا باستمرار العلاقات والحوار المتبادل بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وبين الجيش الإسرائيلي ومنسق شؤون الحكومة في "المناطق".

 

التعليقات