صحافة عبرية: إسرائيل تقف وراء الهجوم الصاروخي بسورية

محللون عسكريون إسرائيليون: الهجوم الصاروخي، الليلة الماضية، استهدف مخازن صواريخ أرض - أرض سعت إيران إلى نشرها في سورية، ورغم الصمت الإسرائيلي اليوم إلا أن نتنياهو وليبرمان وغيرهما أعلنوا مؤخرا أن إسرائيل لن تسمح لإيران بذلك

صحافة عبرية: إسرائيل تقف وراء الهجوم الصاروخي بسورية

أرشيف (أ.ف.ب.)

ألمح محللون عسكريون إسرائيليون، يستقون معلوماتهم من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى أن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم الصاروخي الكبير والمكثف في سورية قبيل منتصف الليلة الماضية.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الاثنين، أن الهجوم الصاروخي استهدف "وفقا لتقديرات" مخازن أسلحة كبيرة "وبضمنها، على ما يبدو، صواريخ أرض – أرض سعت إيران إلى نشرها في سورية". وأبقى هرئيل موضوع التقديرات مبهما ولم يُشر إلى مصدرها، لكن يبدو أن هذه "التقديرات" هي معلومات مصدرها الجيش الإسرائيلي.

وأشار هرئيل إلى تقارير صحفية، نُشرت الأسبوع الماضي، قالت إن إسرائيل والولايات المتحدة تتعقب شحنات إيرانية إلى سورية، وإلى تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأن إسرائيل لن تسمح بإقامة مواقع وقواعد إيرانية لإطلاق صواريخ من سورية.

ورجح هرئيل أن "توقيت وقوة الهجوم هذه الليلة من شأنهما أن يشيران إلى استهداف مخزون أسلحة كبير، وبالتالي ربما كانت هذه محاولة لتشويش رد فعل إيراني محتمل على الهجوم المنسوب لإسرائيل على قاعدة T4 قبل أسبوعين ونصف الأسبوع".

من جانبه، رأى المحلل العسكري في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، روني دانييل، أنه ليس مؤكدا أن تستمر إسرائيل بصمتها الحالي حيال هذا الهجوم الصاروخي. وبحسب هذا المحلل، فإن الهجوم الصاروخي "حدث في الحيز الخاضع لسيطرة الجيش السوري، الموالي للأسد"، مع الإشارة إلى أن المواقع المستهدفة، وفقا لتقارير إعلامية سورية وعربية، شملت أسلحة ومقرات لمليشيات أحضرتها إيران إلى سورية.

وكان دانييل أوضح من هرئيل، وكتب أنه على ضوء الصمت الإسرائيلي فإنه .ينبغي النظر إلى الصورة الواسعة. لقد أعلن رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو)، ووزير الأمن (ليبرمان) وآخرون أن إسرائيل لن تسمح بتمركز إيراني في الأراضي السورية، وهذا تمركز يهدد إسرائيل".

وأضاف دانييل أنه "وقعت هجمات في الماضي ونُسبت لإسرائيل. ووقعت هجمات كهذه وتحملت إسرائيل مسؤوليتها، فإذا من الجائز جدا أننا موجودون بالضبط في هذا الوضع نفسه".

وتطرق دانييل إلى التقرير التي ادعت قيام طائرات كبيرة بنقل أسلحة من طهران إلى سورية، وكتب أن "المنطق يقول أنه بالأمس شن سلاح الجو (الإسرائيلي) هجوما واسعا، حتى لو لم يتبنى أحدا المسؤولية عن هذا الأمر".

وحول الوجود العسكري الإيراني في سورية، اعتبر دانييل أن "الإيرانيين سيستمرون في هذا الاتجاه، وستمارس إسرائيل من جهتها السياسة نفسها التي لن تسمح بتمركزهم. وهكذا، من الجائز جدا أنه بانتظارنا ليالٍ أخرى كهذه ستجري فيها الأحداث ولا يتحمل أحد المسؤولية".

وتساءل دانييل ما إذا سيكون هناك ردا من جانب النظام السوري أو إيران على هذه الهجمات الإسرائيلية. وأضاف أن "هذا محتمل بالطبع، لكن يبدو أن الإيرانيين أيضا يدركون ضعفهم النسبي مقابل إسرائيل في المنطقة. ودفع إسرائيل لشن هجوم واسع ضد منشآتها في سورية ليست مصلحتهم الحالية بالتأكيد، ومن المحتمل أننا في بداية عدة أيام متوترة وتتطلب يقظة إسرائيلية".

بدوره، اعتبر طل ليف رام في تحليل نشره الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف"، أنه على الرغم من الصمت الإيراني الحالي، إلا أن النشر حول هذه الغارات في منطقتي حماة وحلب في وسائل إعلام تابعة للنظام السوري وحزب الله، وقولها إن المواقع المستهدفة مرتبطة بحرس الثورة الإيرانية، "تقلص حيز المناورة الإيرانية".

وأضاف ليف رام أنه حتى بغياب اعتراف إسرائيلي بالهجوم الصاروخي، فإنه "بالإمكان التقدير أن القرار اتخذ وأن إسرائيل ستواصل مهاجمة أهداف إيرانية في سورية، حتى لو كلف ذلك الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة ضد إيران".

التعليقات