"الشاباك في خدمة أجندة الحكومة.. قوائم سوداء سياسية"

من الممكن الاستنتاج أنه تم وضع قائمة سوداء في إسرائيل، لا تضم "ناشطي إرهاب أو مشتبها بهم بهذا النشاط"، وإنما لأناس بسبب آرائهم السياسية

الصحفي بيتر بينارت

كتب المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" اليوم، الثلاثاء، أن ما يدعو للقلق هو اعتذار الشاباك عن احتجاز والتحقيق مع الصحفي بيتر بينارت، وهو يهودي أميركي، حيث يشير ذلك، بحسبه، إلى وجود قوائم سوداء سياسية تنكل باليهود وغير اليهود، كما اعتبر تشكيل وزارة الشؤون الاستخبارية متعارضا مع المبدأ الأساسي للديمقراطية، والتي وصفها بالهشة في إسرائيل.

وكان اعتذار الشاباك قد تضمن أن "احتجاز بينارت كان بسبب خطأ في ترجيح الرأي للعنصر المهني ميدانيا".

وبحسب المحلل يوسي ميلمان في "معاريف"، فمن الممكن الاستنتاج أنه تم وضع قائمة سوداء في إسرائيل، لا تضم "ناشطي إرهاب أو مشتبها بهم بهذا النشاط"، وإنما لأناس بسبب آرائهم السياسية.

ولفت إلى أنه تم في إسرائيل تشكيل وزارة تتعارض مع المبدأ الأساسي للديمقراطية، وهي الوزارة للشؤون الاستخبارية والتي يتولاها وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، وتديرها المراقبة العسكرية السابقة، سيما فكنين – جيل.

وأشار إلى أن هذه الوزارة قامت بوضع قوائم لناشطي حركة المقاطعة (BDS) أو مؤيديهم، وذلك في محاولة للتضييق على خطواتهم في إسرائيل وخارج البلاد، وبضمن ذلك إدارة حملات لتشويه سمعتهم، الأمر الذي من شأنه أن يحرج إسرائيل ويسبب لها أضرارا.

وأضاف، أنه بالتزامن مع ذلك، تستمر السياسة الصارمة لسلطة السكان والهجرة، حيث تنكل، منذ سنوات، باليهود وبغير اليهود، الذين يريدون زيارة إسرائيل أو العيش فيها. ولكن حقيقة أن الشاباك بدأ مؤخرا بالانجرار، سواء برغبته أو مكرها، إلى هذه الدوامة غير الديمقراطية، تثير القلق. ففي الأسابيع الأخيرة تم تسجيل أربع حالات قام فيها محققو الشاباك باحتجاز والتحقيق مع ناشطين سياسيين إسرائيليين ويهود. وبحسبه فإن جميعهم "يساريون"، ولكن وتيرة هذه الأحداث تستوجب التفكير بأن الحديث ليس عن حالات استثنائية.

ويشير إلى أن بيان الشاباك، يوم أمس، تضمن أن رئيس الشاباك، نداف أرغمان، أصدر تعليمات بالتحقيق في الحادث، مضيفا أن المطلوب هو ألا يكون الشاباك في خدمة أجندة الحكومة، والا يتماشى مع "روح الفترة"، وإنما أن يحافظ على "الديمقراطية الهشة" لإسرائيل، ويتحرك ضد "التيار غير الديمقراطي"، بحسبه.


 

التعليقات