بين حفاوة استقبال ريغيف بالإمارات ودعوة الدانمارك لمعاقبة إيران

إسرائيليا، يمكن اعتبار النشر عن دور الموساد بمثابة رسالة إلى طهران من إسرائيل، مفادها أن الأخيرة لديها طرق كثيرة للتأثير على مكانة إيران في العالم. أما من جهة التوقيت فهو يأتي قبل أسبوع من الإعلان عن المزيد من العقوبات الاقتصادية

بين حفاوة استقبال ريغيف بالإمارات ودعوة الدانمارك لمعاقبة إيران

ريغيف في مسجد أبو ظبي (أب)

رغم الجوانب المهمة في الكشف عن العملية الإيرانية المزعومة التي خطط لها في الدانمارك، من جهة دور الموساد والتوقيت، ورد فعل الدانمارك، فإن لها جانبا آخر يعيد إلى الأذهان الجريمة التي نفذها الموساد على أراضي الإمارات قبل سنوات معدودة والاستقبال الحافل لوزيرة إسرائيلية على أراضيها اليوم.

إسرائيليا، يمكن اعتبار النشر عن دور الموساد بمثابة رسالة إلى طهران من إسرائيل، مفادها أن الأخيرة لديها طرق كثيرة للتأثير على مكانة إيران في العالم. أما من جهة التوقيت فهو يأتي قبل أسبوع من الإعلان عن المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران. بحسب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل.

ومن جهة التوقيت أيضا، فإن ذلك يأتي بعد أيام معدودة من زيارة وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، ميري ريغيف إلى الإمارات.

وفي هذا الإطار، ورغم تساؤلات مشروعة تشكك في إمكانية لجوء قادة إيران لتنفيذ عملية في أوروبا في هذا التوقيت بالذات، فإن رد فعل الدانمارك ودعوتها لفرض عقوبات على إيران، يعيد للأذهان الاستقبال الحافل لوزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، في الإمارات.

وكتب المحلل العسكري انه ربما تكون ريغيف تكون قد تأثرت بجمال مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي، ولكن كان لديها سبب أفضل للانفجار بالضحك، حيث أن زيارتها إلى هناك تأتي بعد 8 سنوات من اغتيال إسرائيل للقيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، على أراضي الإمارات، والآن يتم استقبالها بحفاوة على وقع نشيد "هتكفا".

وبعد الإشارة إلى أن إيران لا تنفرد بمحاولات اغتيال معارضين لها على أراضي دول أخرى، حيث أنه إلى جانب إسرائيل هناك روسيا، وكذلك السعودية التي قتلت الصحفي جمال خاشقجي مؤخرا على أراضي تركيا، كما أن تاريخ الوكالة المركزية للاستخبارات الأميركية حافل بالاغتيالات، فإن المحلل العسكري يلفت إلى جانبين مهمين في محاولة تنفيذ العملية في الدانمارك.

وبحسبه، فإن المحاولة المنسوبة لإيران، والتي يفترض أنها كانت تستهدف تنظيم "حركة النضال العربي لتحرير الأهواز"، مهمة من جهة النشر عن دور الموساد في المساعدة في الكشف عن المحاولة، بينما لم يعتد الجهاز النشر عن نجاحاته، خاصة عندما تكون على أراضي دول أخرى، بل يلجأ بشكل عام إلى التسريب والإنكار.

أما الجانب الثاني المهم، فهو التوقيت، حيث أنه يأتي قبل أيام من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتقب الأحد، عن عقوبات إضافية على إيران، والتي يتوقع أن تكون شديدة وجدية أكثر من تلك التي فرضت في أعقاب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

ويشير هرئيل في هذا السياق أن الكشف عن العملية والتوقيت يأتي بعد أن وصلت إلى طريق مسدود كل محاولات إسرائيل والولايات المتحدة، في الشهور الأخيرة، في إقناع دول الاتحاد الأوروبية للانضمام إلى العقوبات، وذلك عندما أوضحت دول الاتحاد الأوروبي أن هذه العقوبات تضر باقتصادها هي أكثر من قدرتها على تغيير سياسة إيران.

وبالنتيجة، يضيف، أن الكشف عن محاولة تنفيذ العملية يأتي في صالح إسرائيل. ورغم أنه لا يوجد ما يؤكد أنها كانت على وشك التنفيذ في الوقت القريب، إلا أن ذلك أحدث تغييرا في موقف الدانمارك التي أعلنت أنها تنضم إلى الدعوة لفرض عقوبات على إيران، وقامت باستدعاء سفيرها من طهران. وبالتالي فإن رد فعل الدانمارك يضع أوروبا أمام معضلة تستوجب من دول الاتحاد اتخاذ قرار بتجميد تحركاتها ضد فرض العقوبات، أو الفصل بين مكافحة الإرهاب وبين أهمية بقاء الاتفاق النووي.

واعتبر هرئيل، أن النشر عن دور الموساد ينطوي على رسالة لإيران، مفادها أن إسرائيل قادرة على ضرب مكانة إيران حتى عندما لا تلجأ إلى اغتيال علماء أو قصف أهداف إيرانية في سورية. وفي الوقت نفسه، فمن الممكن أن يرتد ذلك على إسرائيل إذا قرر الاتحاد الأوروبي أن التدخل الإسرائيلي هو محاولة لفرض سياسة ضد إيران من خلال التعاون الاستخباري.

وغني عن البيان، أن توقيت الكشف يثير جملة من التساؤلات، حيث أنه من المشكوك فيه أن يصادق قادة إيران على تنفيذ العملية في موعد قريب من الموعد الذي تنوي فيه الإدارة الأميركية فرض عقوبات عليها، بينما يعمل مبعوثون إيرانيون على وضع خطة مع دول الاتحاد الأوروبي لتجاوز جزء من هذه العقوبات.

التعليقات