أكاديمي إسرائيلي يشبه حكومة نتنياهو بالنازية والفاشية

"قانون القومية، قانون الولاء في الثقافة، وبند تجاوز قوانين أساس دستورية، فكرة ’العدو من الداخل’، وهو اليسار ’الخائن’ الذي يرفض الاحتلال - كل هذه كأنها تتحدث من داخل حنجرة منظر الفاشية، النازي كارل شميت"

أكاديمي إسرائيلي يشبه حكومة نتنياهو بالنازية والفاشية

نتنياهو وائتلافه (مكتب الصحافة الحكومي)

أكد الأكاديمي الإسرائيلي والخبير في الفكر الفاشي، بروفيسور زئيف شطيرنهل، على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي اتهم العالم بأنه "لم يتعلم شيئا من التاريخ" أثناء خطابه في الأمم المتحدة، في أيلول/سبتمر الماضي، "تعلم شيئا، لكن استخلاصاته معاكسة لاستخلاصات الليبراليين الأوروبيين"، وأن "هذا أحد أسباب عدم وجود معجبين كثيرين بإسرائيل، باستثناء أوساط اليمين الراديكالي، في أوروبا الغربية".

وأضاف شطيرنهل، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، أنه "خلافا للمفهوم الليبرالي، الذي بموجبه حياة المجتمع هي منظومة تستند إلى إدارة الصراعات والسعي إلى تسوية بين مواقف ومصالح رغم تناقضها، فإن اليمين الراديكالي تبنى مبدأ... يقول إن من هو ليس حليفي فهو عدوي؛ أي أنه ليس طرفا شرعيا في النقاش حول السياسة، وإنما هو عدو حقيقي لا تسري عليه قواعد لعبة نزيهة". ولفت إلى أن هذه هي عقيدة المُنظّر الأهم للفاشية والخبير القانوني والمفكر السياسي الألماني، كارل شميت، عندما خاض حربا ضروس ضد جمهورية فايمار، التي نشأت في ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى وحتى صعود النازية في العام 1933، وعندها انضم شميت إلى الحزب النازي وأصبح "الخبير القانوني للبلاط" النازي.

وشدد شطيرنهل على أنه "يصعب معرفة ما إذا كان رئيس الحكومة (نتنياهو)، وزيرة القضاء أييليت شاكيد ووزير التربية والتعليم نفتالي بينيت، سمعوا بشميت، لكن يبدو أنهم مزودين بعقلية ودوافع مريحة لاستيعاب هذه الأفكار. كما يعمل إلى جانبهم مستشارون، خاصة في مجالي القانون والإعلام، الذين يعرفون ملاءمة هذه المبادئ الهدامة للواقع الإسرائيلي. وقانون القومية، قانون الولاء في الثقافة، وبند تجاوز قوانين أساس دستورية، فكرة ’العدو من الداخل’، وهو اليسار ’الخائن’ الذي يرفض الاحتلال - كل هذه كأنها تتحدث من داخل حنجرة وروح شميت".

وأضاف أن "الليبراليين الأوروبيين، الذين استخلصوا الدرس من الدمار الذي سببته الأفكار القومية الراديكالية، العرقية، المتقوقعة، التي ترفض حقوق الآخرين وتنشئ هرمية للشعوب. وفكر كهذا، الذي يتم التعبير عنه الآن بقانون القومية، هو الذي أنجب الفاشية والنازية في الماضي... ووصمة العار في قانون القومية أكبر من تلك الموجودة في التشريعات المعادية للإنسانية وتنفي حقوق الإنسان في أوروبا في النصف الأول من القرن الماضي، لأننا أصبحنا نعلم إلى أين يمكن أن تقود أفكارا كهذه... ونتنياهو لا يفهم هذا".

وأشار شطيرنهل إلى أن قوميين متشددين وعنصريين بيض جهلة، مثل دونالد ترامب، يكرهون مؤسسات مثل الأمم المتحدة والمحكمة الدولية في لاهاي، ليس أقل من نتنياهو وائتلافه، الذي يميل إلى العنصرية اليهودية. فالأميركيون، مثل الإسرائيليين، لا يبتهجون لرؤية هيئة دولية تبحث في ممارسات جيوشهم وقواتهم الأمنية. لكن هذا هو السبب بالضبط لضرورة وجود مؤسسات كهذه. فالخوف من المحاكمة في لاهاي هو عامل لاجم ذو أهمية هائلة، عندنا أيضا. والحاجة إلى مؤسسات دولية لديها أسنان، وإن كانت أسنان حليب، هو درس استخلص من فشل عصبة الأمم".

ولفت شطيرنهل إلى أن "الشعوب الرازحة تحت الاحتلال لن تطأطئ رأسها... ولسوء حظنا، فإن النظام الكولونيالي الأخير الذي ما زال قائما هو ذلك الممتد من كفار سابا حتى غور الأردن وأريئيل (المستوطنة) عاصمته (أي الضفة الغربية). والدولة الأخيرة في الغرب التي تسلب حقوق الإنسان لشعب محتل هي إسرائيل، الدولة التي أقيمت على خراب يهود أوروبا. وهناك العار الذي يلصقه بنا نتنياهو وحكومته، الذين لا ينفكون عن التعامل الظالم مع اللاجئين (الفلسطينيين) وأبنائهم".

وتابع أن "العبرة الأخلاقية التي استخلصتها أوروبا الغربية من التاريخ القريب هي أن إلغاء القيم الكونية أمام القيم المحلية هي التي قادت في نهاية الأمر إلى أحداث الثلاثينيات والأربعينيات" لدى إقامة الأنظمة النازية والفاشية. وفيما تدعي الحكومة الإسرائيلية أن "قانون القومية" يمثل الأغلبية اليهودية، شدد شطيرنهل على أن "الأغلبية تتغير، وتجري الانتخابات كي تتحول الأغلبية إلى أقلية والأقلية إلى أغلبية: هل يعقل أنه في كل مرة تتغير فيه الأغلبية تتغير مصطلحات الحرية والمساواة وحقوق الإنسان ايضا؟ إن الإدعاء بأن الأغلبية تقرر المبادئ الأساسية هي ديماغوغية رخيصة وهدامة".

التعليقات