سموتريتش يدعو لدولة "قضاء توراتي"

"لن نرجم بالحجارة الناس الذين ينتهكون حرمة السبت بهذه السرعة... مجلس السنهدرين كان يعدم أناسا مرة كل 70 عاما، وهو عدد أقل مما يعدم اليوم في الدول الغربية السوية"

سموتريتش يدعو لدولة

(فيسبوك)

قال عضو الكنيست بتسالئيل سموتريتش، من كتلة "اتحاد أحزاب اليمين"، صباح الإثنين، إن إسرائيل يجب أن تعمل بموجب "القضاء التوراتي".

وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة الرسمية الإسرائيلية إن "إسرائيل ستعود لتدار كما كانت في أيام الملك داوود والملك سليمان، بموجب التوراة.. هكذا يجب أن تكون، وهذه دولة يهودية".

يشار إلى أن سموتريتش كان قد أعلن خلال المفاوضات الائتلافية عن رغبته في تولي منصب وزير القضاء. وبعد إقالة أييليت شاكيد من المنصب، يوم أمس، دعا رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى تعيينه بدلا منها فورا.

وبحسبه، فإنه "يجب أن تسري قوانين التوراة بما يتناسب مع هذه الأيام وهذا الاقتصاد وحياة المجتمع في عام 2019"، مضيفا أنه "ربما تكون هناك جوانب جيدة في طريقة القضاء الإسرائيلي بحيث يمكن أن يبقى قسم كبير منها في القضاء التوراتي".

وقال رئيس "الاتحاد القومي"، سموتريتش: "لن نرجم بالحجارة الناس الذين ينتهكون حرمة السبت بهذه السرعة... مجلس السنهدرين كان يعدم أناسا مرة كل 70 عاما، وهو عدد أقل مما يعدم اليوم في الدول الغربية السوية"، على حد قوله.

وقال أيضا إن "شعب إسرائيل هو شعب خاص، تلقى التوراة، ويجب أن يعيش بموجب حياة التوراة"، مدعيا أن قوانين "الأضرار" المنصوص عليها في التوراة "أعدل وأصوب"، وبالتالي "يجب إعطاء مكانة احترام للمحاكم الحاخامية وتقويتها".

وتابع أن "القضاء العبري يجب أن يكون له مكانة ومكان في طريقة القضاء في إسرائيل".

ووجه انتقادات لرئيس المحكمة العليا الأسبق، أهارون باراك، وقال إن "قوانين التوراة أفضل بكثير من دولة الشريعة التي أنشأها أهارون باراك"، وتساءل "لماذا دولة شريعة يحدد الشريعة فيها أهارون باراك ومجموعة قضاة صغيرة غير منتخبة".

نتنياهو: إسرائيل لن تكون دولة شريعة يهودية

أثارت تصريحات سموتريتش جملة من ردود الفعل، حيث كتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في تغريدة على "تويتر" إن "دولة إسرائيل لن تكون دولة شريعة يهودية".

وكتبت عضو الكنيست تمار زندبرغ (ميرتس) في تغريدة على تويتر إنه "لا يوجد أي داع للخوض في تفاصيل ماذا سيحدث للنساء والمثليين في عالم القضاء التوراتي، وإنما يجب أن نذكر أنه بموجب البند 7 أ من قانون أساس الكنيست إنه يسمح بالتنافس لعضويتها فقط من لا ينفي وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية".

أما عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (حزب العمل) فقد أشارت إلى أن تصريحات سموتريتش تعني عودة العبودية والرجم.

واستغل عضو الكنيست عوديد فورير (يسرائيل بيتينو) الفرصة، وكتب على صفحته على فيسبوك أن "الحكومة التي أراد نتنياهو تشكيلها باتت واضحة، فكم بالحري عندما خضع في المفاوضات لمطالب الكتل الحريدية والحريدية القومية".

المعركة الانتخابية حول هوية الدولة الدينية

تعقيبا على تصريحات سموتريتش، كتبت الصحافية رفيت هخت، في صحيفة "هآرتس"، الإثنين، أن المعركة الانتخابية القادمة ستكون حول هوية الدولة الدينية، حيث سيطلب من الجمهور الاختيار بين دولة شريعة يهودية، وبين دولة غربية ديمقراطية وليبرالية.

وبحسبها، فإن هذه الانتخابات التي بشر بها أفيغدور ليبرمان لدوافع شخصية ستكون على الدين والدولة، أو بكلمات أخرى "دولة شريعة كما يريد سموتريتش، أو دولة غربية ديمقراطية وليبرالية كما يريد بيني غانتس، وكما يريد أيضا تساحي هنغبي وأمير أوحانا".

وبحسب هخت، فإن ليبرمان أدرك أن "التحريض ضد اليسار والعرب ضد استنفد"، وعندما اتهمه نتنياهو بأنه "يساري"، فإن ليبرمان وجد له هدفا جديدا وهو "الحريديين والمتدينين".

وكتبت أن "السنوات الحالمة في حكومة نتنياهو الرابعة، والنجاح النسبي في الانتخابات يغضب ويخيف أناسا كثيرين، الناس اللامبالين تجاه العنصرية، ولا يعنيهم قانون تغليب الكنيست على المحكمة العليا، والناس الذين لا يرون الصراع اليهودي – الفلسطيني جديرا بالتفكير به، والناس الذين لا ينشغلون بغلاء المعيشة. هؤلاء الناس يخافون الحريديين والسموتريتشيين، ومن نمط الحياة الذي سيحاولون فرضه عليهم، وبالتالي فإن الخوف ليس غير مشروع".

وبحسبها فإنه "إذا كان ’كاحول لافان’ يريد أن يحقق إنجازا مهما، فيجب أن يكون الخط المركزي لحملته الانتخابية تخويف الجمهور من المصير الذي تعده له دولة اليمين التي تخطط لتحالف حريدي – حريدي قومي".

وأضافت "يجب ألا ننعي نتنياهو اللاعب الموهوب، والأشد قسوة ومكرا على أرض الملعب، فكل عاقل يستطيع أن يرى أنه يتجه بخطوات ليست صغيرة إلى نهايته القاتمة... حيث أن ليبرمان أغلق أمامه شباك الفرص المحتملة لسن القوانين للنجاة بجلده".

وأنهت مقالتها بالقول إنه "ليس عبثا أن يبدأ أتباعه بالخروج ضده، ويبدأ ذلك في كل الخطوات الأخيرة، بما فيها إقالة نفتالي بينيت وأييليت شاكيد. ونتنياهو لا يحارب حقا حربهم، والتي هي حرب على اليسار والنخبة والتقدميين، وإنما هم فقط بيادق في حربه على العرش. فحتى المحافظون واليمينيون يريدون تمثيلا حقيقيا لهم، وقد بدأوا يشتمون رائحة الضعف".

يشار إلى أن سموتريتش رد على الانتقادات بالقول إن "من يعمل منذ سنوات لإقامة دولة إسلامية تعمل بموجب قوانين الشريعة على بعد 10 دقائق من تل أبيب يرتعدون من الطموح للقضاء العبري في دولة اليهود".

التعليقات