"إسرائيل تواجه حرب استنزاف مع غزة كالتي واجهتها مع مصر"

اعتبر الجنرال في الاحتياط، عاموس غلبواع، أن "حماس" تخوض حرب استنزاف شبيهة بالحرب التي جرت على الجبهة المصرية قبل 50 عاما، بفارق بسيط.

(أ ب أ)

قال الجنرال في الاحتياط، عاموس غلبواع، إن "حماس" تخوض حرب استنزاف شبيهة بالحرب التي جرت على الجبهة المصرية قبل 50 عاما، بفارق بسيط، هو أنه في حينه كان الاستنزاف ضد جنود الجيش الإسرائيلي على ضفاف قناة السويس وبعيدا عن المدنيين، أما اليوم فإنه يشمل الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الجنوب وحتى منطقة وسط إسرائيل وتل أبيب.

وأضاف غلبواع وهو ضابط استخبارات متقاعد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أن مشكلة إسرائيل في حرب الاستنزاف التي خاضها الجيش المصري في حينه، لم تكمن في ردع المصريين عن الحرب، بل في كيفية وقف الاستنزاف الذي أسقط الكثير من القتلى في صفوف الجنود والطيارين الإسرائيليين، قبل أن يتم وقف الحرب في إطار وقف إطلاق نار بادر إليه الأميركيون.

ولتعزيز ادعائه، حول حرب الاستنزاف التي تخوضها حماس، أورد غلبواع أنه في العام 2015، أطلقت حماس 15 صاروخًا فقط، وفي 2016 أطلقت أيضًا 15 صاروخًا، وفي 2017 أطلقت 29 صاروخًا، ولكن منذ آذار/ مارس 2018، بدأت بسياسة جديدة تمامًا حين أطلقت في 2018 ما لا يقل عن ألف و119 صاروخًا، وحتى حزيران/ يونيو الجاري، تمكنت من إطلاق 784 صاروخًا.

 وإلى جانب تعزيز إطلاق الصواريخ، مارست حماس، وفق غلبواع، ضغوطا عنيفة مدروسة تستهدف إبقاء المدنيين الإسرائيليين في "غلاف غزة"، في حالة توتر متصاعد، وإزعاج الجيش الإسرائيلي ضمن قائمة طويلة ومتنوعة من أشكال المقاومة مثل إطلاق البالونات الحارقة، والضجيج (الإرباك) الليلي، والمسيرات، وإطلاق نار.

ويعتقد غلبواع أن حماس حقًا لا تريد حربًا شاملة، إلا أن ذلك لا يمنعها من إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل، ما يشير إلى الاستعداد لأن تخاطر وتسير مع إسرائيل حتى شفا الحرب، وهي على ما يبدو مستعدة للمجازفة لأنها تدرك جيدًا العقبات التي تمنع إسرائيل من الدخول في حرب شاملة ضدها، والتي يقف في مركزها الخوف من خسائر في صفوف الجنود حلال حرب برية.

في السياق ذاته، كتب المحلل العسكري في موقع "واللا"، أمير بوحبوط، يقول إن حماس تمشي على حبل منة خلال محاولتها استفزاز إسرائيل بإطلاق الصواريخ على "سديروت"، لدفع حكومتها إلى إنجاز التفاهمات والامتيازات.

وأشار إلى أن حالة الهدوء التي سادت مؤخرا مردها الأمل الذي كان يحدو قادة حماس في تطبيق التفاهمات في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية وتأليف الحكومة الجديدة، وهم لم يكتفوا منذ البداية بعشرات ملايين الدولارات القطرية، بل أرادوا مشاريع ذات موارد كبيرة مثل مناطق صناعية تساعدهم على توفير فرص عمل جديدة وتطوير البنى التحتية التي تتعلق بقطاعات المياه والكهرباء والصرف الصحي، والتفاوض حول ميناء بحري، بهدف تنفيس الضغط.

ويقول بوحبوط، إن الانتخابات المعادة في إسرائيل وقعت على قادة حماس أيضا كالرعد في يوم صاف، وجعلتهم بين المطرقة والسندان، فمن جهة يريدون تطوير التفاهمات مع إسرائيل، ومن جهة ثانية لا يجدون من يتحدثون إليه في مؤسستها المشغولة بالانتخابات القريبة.

 في المقابل، فإن الإحباط يزداد في الجانب الإسرائيلي أيضا، فمن جهة، تريد حكومة إسرائيل الهدوء، ومن جهة أخرى، هي غير مستعدة لدفع الثمن الذي قد يبدو كهدية للـ"إرهاب"، كما أن الرغبة في استعادة الردع، كما يقول بوحبوط، يقابلها التخوف من توجيه ضربات موجعة من شأنها أن تجر المنطقة إلى أيام حربية خطيرة في أحسن الأحوال، وإلى معركة لا يريدها أحد في أسوأها.

 

التعليقات