"التحاق ‘ميرتس‘ بالإجماع الإسرائيلي نهاية طبيعية لليسار في دولة الأبرتهايد"

التحالف دفع جانبا بالتزام "ميرتس" بحل الدولتين ومناهضة الاستيطان والعلاقة مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تحت غطاء إسقاط بنيامين نتنياهو،

من المؤتمر الصحافي للإعلان عن تشكيل تحالف ميرتس مع باراك ("المعسكر الديمقراطي") (أ ب)

قال الشاعر الإسرائيلي يتسحاق لئور إن تحالف حزب "ميرتس" مع رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، أنهى الممثل الأخير لمعسكر السلام الإسرائيلي ربما ليضع خاتمة حتمية لعملية تاريخية تؤكد عدم وجود يسار في دولة أبرتهايد.

 ووصف لئور في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" هذا التحالف بأنه عودة إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2000 (الأحداث التي استشهد فيها 13 فلسطينيًا في مناطق الـ48 برصاص الشرطة الإسرائيلية في عهد حكومة باراك)، حيث تمت إعادة رسم الحدود من جديد، المجتمع الإسرائيلي بقيادة باراك وبمشاركة ميرتس " القوية" من جهة، والمجتمع العربي من الجهة الثانية، حينها حدثت مأساة، واليوم استدارة.

 وأشار إلى أن التحالف دفع جانبا بالتزام "ميرتس" بحل الدولتين ومناهضة الاستيطان والعلاقة مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تحت غطاء إسقاط بنيامين نتنياهو، وأنه بذلك تبقى القائمة المشتركة مع  7500 من ناخبيها اليهود الوحيدة التي ترى الكولونيالية الإسرائيلية المدعومة من الغرب الموضوع السياسي الأساس، فهي تهدم البيوت في صور باهر بينما تقوم جمعيات اليمين المتطرف بزرع الخراب في القدس العربية، في وقت تعاني غزة من الحصار والخنق ويجري قتل متظاهريها أسبوعيا، ويجري انتهاك الضفة كل ليلة ولا توجد أي معارضة للحرب القادمة، مشيرا إلى أن الإجماع الموجود في إسرائيل اليوم لم يكن قائما حتى في "غيتو وارسو".

في السياق ذاته، سخر محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، من اعتذار باراك للعرب في إسرائيل على قتل 12 من أبنائهم في أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2000 (ولم يجد حاجة للاعتذار على الشهيد الـ13 وهو من غزة، لأن سكان القطاع لا يصوتون للكنيست).

وتساءل برئيل، إذا ما كان باراك يرى ضرورة لاعتذار إسرائيل عن مذبحة دير ياسين أو أن تعترف أخيرا بدورها في النكبة، وفي ما إذا كان سيطلب، عندما يصبح وزيرا أو عضو كنيست، بإصلاح مكانة اللغة العربية التي حطمها قانون القومية، وهل طلبت "ميرتس" منه عرض توجهاته السياسية قبل التوقيع على الاتفاق معه.

وللتدليل على فكر باراك، أشار برئيل إلى مقابلة كان قد أجراها معه المؤرخ الإسرائيلي المعروف، بيني موريس، في العام 2002، وصف باراك فيها العرب بأنهم نتاج حضارة متصالحة مع الكذب، كما لا يوجد لديهم أي مشكلة بنشر الأكاذيب عن "الحضارة اليهودية – المسيحية".

وبما يتعلق بالعرب في إسرائيل بشكل خاص، قال باراك إنه يؤيد تبادل أراضي فيها كثافة سكانية عربية عالية، مثل المثلث الصغير وأم الفحم، ونقلها مع سكانها إلى سيادة الدولة الفلسطينية التي ستقوم.

وحذر باراك في المقابلة ذاتها من تحول العرب في إسرائيل إلى مجموعة قومية مبلورة، تسعى في حال لم يتم إيجاد حل للقضية الفلسطينية، إلى تبني إستراتيجية المراحل، بحيث تسعى بداية إلى تحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، وبعدها إلى دولة ذات أغلبية عربية.

وحول التحالف الذي صاغه عيساوي فريج ("ميرتس") مع باراك، قال برئيل إنه يفتقر إلى أي إشارة تدلنا على موقف باراك بالنسبة للحل السياسي، وهل تغير موقفه من العرب في إسرائيل، الذين رغم اندماجهم الاقتصادي ما زالوا لا يحظون بالشرعية السياسية التي يستحقونها، وهم، بتأثير زعماء مثل باراك، يعاملون على أنهم مجموعة متهمة ومهددة للدولة.

التعليقات