هجوم الضاحية: رسالة إسرائيلية بانتهاء 13 عاما من الهدوء

محلل إسرائيلي: "الجهة التي أرسلت الطائرتين المسيرتين من أجل مهاجمة جهاز تحسين دقة الصواريخ، أراد أن يلمح لحزب الله أن فترة الحصانة في لبنان انتهت... وكذلك تقول للبنانيين إن إسرائيل لا تريد الحرب، ولكنها لن تتحمل إقامة مشروع كهذا في

هجوم الضاحية: رسالة إسرائيلية بانتهاء 13 عاما من الهدوء

الضاحية الجنوبية بعد الهجوم الإسرائيلي، الأحد المضي (أ.ب.)

اعتبر محللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الجمعة، أن الهجوم الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، واستهداف ما وُصف بأنه جهاز لتحسين دقة الصواريخ، كان الهجوم الأهم بين الهجمات الإسرائيلية المكثفة التي شهدها الأسبوعين الأخيرين، في العراق وسورية ولبنان.

وحسب المحلل العسكري للقناة 13 التلفزيونية، ألون بن دافيد، فإن "الهجوم المنسوب لنا في بيروت، قد يشكل نهاية 13 عاما من الهدوء عند الحدود الشمالية، ويقربنا، لأول مرة منذ سنوات، إلى خطر الحرب مقابل حزب الله".

وأضاف بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، أنه "بين جميع الهجمات المنسوبة لإسرائيل في بداية الأسبوع الحالي، فإن القرار بإرسال طائرات مسيرة مفخخة إلى بيروت وتدمير جهاز نادر يملكه حزب الله، هو الأكثر دراماتيكية، ومؤشر على تغيير بالغ في السياسة الإسرائيلية" بسبب امتناع إسرائيل، منذ انهاء حرب لبنان الثانية، عن شن هجمات في لبنان.

وتابع أن "الجهة التي أرسلت الطائرتين المسيرتين من أجل مهاجمة جهاز تحسين دقة الصواريخ، أراد أن يلمح لحزب الله أن فترة الحصانة في لبنان انتهت... وكذلك تقول للبنانيين إن إسرائيل لا تريد الحرب، ولكنها لن تتحمل إقامة مشروع كهذا في لبنان أيضا".  

من جانبه، رأى المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أن البيان الذي أصدره الجيش الإسرائيلي، أمس، حول مشروع حزب الله لتحسين دقة الصواريخ، وتضمن أسماء ضباط إيرانيين ومسؤول في الحزب، ومواقع ووثائق، "يدل على مدى عمق التغلغل الاستخباري الإسرائيلي في حزب الله ولدى الإيرانيين، ويلمح إلى معرفة بأمور أخرى لم تنشر".  

ولفت ليمور إلى أن نشر بيان الجيش الإسرائيلي، والتسريب لصحيفة "التايمز" البريطانية، أول من أمس الأربعاء، بأن إسرائيل استهدفت جهاز تحسين دقة الصواريخ، "هما ذروة جهد إعلامي... يهدف إلى جعل النقاش العام والدولي يقتصر على مكانه الصحيح: ليس على العدوانية الإسرائيلية ورد فعل حزب الله الذي يأتي في أعقابها، وإنما على نشاط حزب الله السري الذي قد يقود الجانبين إلى حرب".

وأضاف ليمور أنه "في إسرائيل يأملون بأن هجمة المعلومات هذه ستلجم الانتقام الذي أقسم عليه (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله، هذا الأسبوع، ولكن بالأساس أن تجعله، هو وقائد قوة قدس، قاسم سليماني، يعيدان التفكير. فقد أوضحت إسرائيل، هذا الأسبوع، أن صواريخ دقيقة بحوزة حزب الله في لبنان هي خط أحمر وهي ليست مستعدة للمساومة بشأنه، حتى بثمن نشوب حرب".

ورجح ليمور أن نصر الله لن يجر حزب الله ولبنان إلى حرب، "لكن حزب الله وإيران لن يغيرا جلدهما، وتحدي الصواريخ، وثمن الحرب الناجمة عنه، سيستمر في مرافقة إسرائيل في المستقبل المنظور".

التعليقات