حراك تشكيل الحكومة الإسرائيلية: مكانك سر

نتنياهو يعين بينيت وزيرا للأمن، ويدمج الليكود و"اليمين الجديد" بكتلة برلمانية واحدة، وليبرمان وضع إنذارا أمام الليكود و"كاحول لافان"، لكن سيناريوهات تشكيل حكومة كهذه أو تلك لم تتغير واحتمال التوجه لانتخابات ثالثة ما زال واردا

حراك تشكيل الحكومة الإسرائيلية: مكانك سر

نتنياهو خلال اجتماع حكومته، الأحد الماضي (أ.ب.)

بدأ اليوم، الأحد، حراك حثيث في الحلبة السياسية الإسرائيلية، وعلى ما يبدو أنه سيكون الأخير قبل القرار باتجاه تشكيل حكومة، طبيعتها ليست واضحة بعد – حكومة وحدة أو حكومة أقلية برئاسة كتلة "كاحول لافان". ويأتي هذا الحراك بعد إعلان زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، عن تعيين رئيس حزب "اليمين الجديد"، نفتالي بينيت، وزيرا للأمن وتشكيل كتلة برلمانية من حزبي الليكود "واليمين الجديد".

بينما الخطوة الثانية، أعلن عنها رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، أمس، من خلال تكرار خطته، بأن يوافق غانتس على تشكيل حكومة وحدة، من دون الحريديين، ووفقا للخطة التي طرحها الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بالتناوب على رئاسة الحكومة بين نتنياهو وغانتس، بمجرد تقديم لوائح اتهام ضد الأول. وفي المقابل أن يوافق نتنياهو على حل كتلة اليمين. والجديد الذي طرحه ليبرمان هو أنه سينضم إلى حكومة يشكلها خصم الطرف الذي يرفض خطته.

وافتتح وزراء وأعضاء الكنيست هذا اليوم بمهاجمة "كاحول لافان"، بادعاء أنها تسعى إلى تشكيل حكومة أقلية، تستند إلى هذه الكتلة وحزبي العمل و"يسرائيل بيتينو" وتكون مدعومة من القائمة المشتركة من خارج الحكومة.

وحسب المحللين السياسيين في الصحف الإسرائيلية، اليوم، فإن نتنياهو أقدم تعيين بينيت ودمج كتلتي حزبي الليكود و"اليمين الجديد" في كتلة برلمانية واحدة، كي يمنع إمكانية انشقاق "اليمين الجديد" عن كتلة اليمين والانضمام إلى حكومة برئاسة "كاحول لافان".

ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم"، ماتي توخفيلد، فإن "كاحول لافان" سعت إلى إدخال "اليمين الجديد"، الممثل بثلاثة أعضاء كنيست، إلى حكومة أقلية برئاسة غانتس، ليحلوا مكان النواب الثلاثة من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وإخراجهم من القائمة المشتركة، لأن التجمع بنظر الإسرائيليين "حزب متطرف"، وبذلك يتم التمهيد لموافقة ليبرمان على الانضمام إلى حكومة كهذه "من خارجها".  

لكن احتمال تشكيل حكومة وحدة ما زال قائما. ويدور الحديث، في الأسابيع الأخيرة، عن تشكيل حكومة وحدة، تضم الليكود و"كاحول لافان" وربما ليبرمان أيضا، ووضع الخطوط العريضة لهذه الحكومة وسن قوانين متعلقة بقضايا الدين والدولة، وبعد أشهر على تشكيل الحكومة يتم ضم الأحزاب الحريدية إليها. والشرط الأساسي في سيناريو كهذا هو موافقة نتنياهو على حل كتلة اليمين.

ورغم أن نتنياهو يشدد على أنه لن يوافق على حل كتلة اليمين، أي أنه لن يتنازل عن الحريديين، فإن عضو الكنيست من "كاحول لافان"، إيلي افيدار، قال للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، صباح اليوم، إن الحريديين سيحررون نتنياهو من كتلة اليمين، وسيوافقون على السيناريو أعلاه بشأن حكومة وحدة.

ووفقا لأفيدار، فإنه "توجد هنا لعبة بالخيار الأقل سوءا. وإذا ذهبنا إلى انتخابات فإنها ستكون مختلفة كليا، والجمهور سيكرهها"، مضيفا أنه "لا ينبغي التأثر من تصريحات نتنياهو" برفض حل كتلة اليمين، وأنه "في اللحظة الأخيرة سيحرر مفتي الجيل (ورئيس حزب شاس)، أرييه درعي، نتنياهو من التزاماته بكتلة اليمين".

وأشارت المراسلة السياسية في موقع "واللا" الإلكتروني، طال شاليف، إلى أن "اللعبة ستكون من يرفض أولا خطة ليبرمان. وفي حال كلا الجانبين رفضا هذه الخطة، فإن هذا يعني انتخابات ثالثة على ما يبدو" لأن ذلك يعني بقاء إسرائيل في مأزقها السياسي المتواصل منذ انتخابات نيسان/أبريل الماضي.

ورأى محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، أنه "من الجائز أننا ندخل اليوم إلى أسبوع الحسم، الذي سينتج عنه أحد ثلاثة احتمالات: حكومة وحدة بموجب خطة الرئيس، حكومة يمين حريديين برئاسة نتنياهو، أو حكومة وسط – يسار برائسة غانتس. وفي مركز كل واحدة منها يفترض أن يستوطن ليبرمان".

ويعني ذلك، أنه على الرغم من الحراك الحاصل الآن، فإن جميع الاحتمالات التي كانت ماثلة في الأشهر الأخيرة ما زالت قائمة الآن أيضا: تشكيل حكومة بتركيباتها المختلفة والمتنوعة، أو التوجه إلى انتخابات ثالثة، لا يتوقع أن تغير الوضع الحالي.

التعليقات