تحليلات إسرائيلية: احتمالات الرد الإيرانية وصبيانية بينيت

تترقب إسرائيل ردا إيرانيا محتملا على الغارات الواسعة في سورية ضد أهداف إيرانية. وحسب تقديرات إسرائيلية، فإن قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، يخطط لهجوم كبير ضد إسرائيل، ولكن ليس واضحا توقيت تنفيذه

تحليلات إسرائيلية: احتمالات الرد الإيرانية وصبيانية بينيت

سليماني (أ.ب.)

تترقب إسرائيل ردا إيرانيا محتملا على الغارات الواسعة في سورية ضد أهداف إيرانية وميليشيات موالية لها وللنظام، قبيل فجر أمس، الأربعاء. وحسب تقديرات إسرائيلية، فإن قائد "فيلق القدس" في حرس الثورة الإيرانية، قاسم سليماني، يخطط لهجوم كبير ضد إسرائيل، ولكن ليس واضحا توقيت تنفيذه.

ودعا المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم الخميس، وزير الأمن الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، الذي صرح مخاطبا القيادة الإيرانية، أمس، بأنهم "ليسوا محصنين بعد الآن"، إلى التعقل. وأشار إلى أن "جولة الضربات في الجبهة الشمالية لم تنته بعد. وهذه مواجهة حساسة، وأية كلمة زائدة تقال في إسرائيل قد تغير الوضع. وبدا بينيت كصبي حصل على حزمة مفرقعات وجرى ليبين لزملائه كيف تعمل. والإيرانيون يتعاملون مع تصريحاته بجدية. وأصلا، منذ متى تستهدف إسرائيل قادة دول أجنبية، حتى لو كانت معادية، وتعلن ذلك مسبقا أيضا؟ وهو مطالب الآن بأن يكون الشخص البالغ المسؤول".  

ولفت فيشمان إلى أن إسرائيل شنت أربع غارات منذ 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بدأت بمحاولة اغتيال نائب أمين عام الجهاد الإسلامي، أكرم العجور، تلتها غارة استهدفت مواقع عند الحدود السورية – العراقية في 18 من الشهر الحالي، وفي اليوم التالي هاجمت إسرائيل موقعا في مطار دمشق، ثم الهجوم الواسع، أمس، الذي قالت وزارة الخارجية الروسية أنه شمل إطلاق 40 صاروخا موجها، وأنه خلال هذه الغارات دخلت الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى الأجواء الأردنية والعراقية.

بينيت ونتنياهو خلال لقاء مع قادة الجيش (مكتب الصحافة الحكومي)

ورأى فيشمان أن "سيل هذه الهجمات، بعد ’صوم’ طويل، لم يأتي كرد فعل على إطلاق قذائف صاروخية معدودة (التي أطلقت من سورية باتجاه هضبة الجولان المحتلة أول من أمس). والانطباع هو أنه توجد هنا خطة سياسية – عسكرية وأن الأمر الأخير الذي تحتاج إليه هو ثرثرة وزير أمن مبتدئ".

وأضاف فيشمان أن إسرائيل أبلغت روسيا بغارات الأمس قبل عدة دقائق من إصابة الصواريخ لأهدافها، وأن روسيا عبرت عن استيائها، لأنها "أدركت أنه يوجد هنا اتجاه جديد يمكن أن يشكل خطرا على مصالحها... فالروس أوضحوا لإسرائيل، منذ عدة أشهر، أن دمشق، وخاصة المطار، هو منطقة مصالح روسية بارزة وضروري  للحفاظ على وجودهم في سورية والحفاظ على نظام الأسد. والآن هم يوضحون أن الحساب قادم في الطريق".

وحسب فيشمان، فإن "لإسرائيل مصلحة بالتوضيح للرئيس الأسد، بواسطة ضرب أهداف في دمشق والجيش السوري، أن استقرار حكمه مرتبط بإسرائيل أيضا. وإذا لم يكن قادرا على مطالبة الإيرانيين بالرحيل، فليمارس ضغطا على الروس".

واعتبر فيشمان أنه توجد ثلاثة احتمالات في أعقاب الغارات الإسرائيلية، وخاصة الغارات الواسعة، أمس. والاحتمال الأول أن يتجاهل الإيرانيون هذه الغارات، لكنه أشار إلى أن هذا احتمال ضئيل. والاحتمال الثاني، والمعقول أكثر، هو أن ترد إيران بإطلاق قذائف صاروخية، بشكل مدروس، باتجاه أهداف عسكرية في شمال إسرائيل. والاحتمال الثالث، "وليس قابلا للتنفيذ في الأمد القريب"، هو إطلاق صواريخ دقيقة باتجاه مواقع بنية تحتية في عمق إسرائيل.

وأضاف أن "إسرائيل تستغل الآن نافذة فرص إستراتيجية، طهران غارقة خلالها في أزمة اقتصادية وتحديات المظاهرات في الداخل وفي العراق ولبنان". وأشار إلى موعدين يمكن أن تنفذ إيران في أحدهما هجوما ضد إسرائيل، الأول في شباط/فبراير المقبل حيث ستجري انتخابات للبرلمان "ويمكن أن تعيد المحافظين المدعومين من جانب حرس الثورة، إلى الحكم"، والموعد الثاني هو انتخابات الرئاسة الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر العام المقبل.

"معادلة الردع والتصعيد"

اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أنه "لا ينبغي أن يكون سليماني متفاجئا من الرد الإسرائيلي (أي الغارات أمس). ولم يكن بها شيئا لم يُنفذ أو تم الإعلان عنه في الماضي. وسعت إسرائيل من خلال الغارات الواسعة إلى تمرير الرسالة الثابتة إلى إيران، والتي بموجبها مقابل أي استهداف إيراني في إسرائيل ستأتي ضربة إسرائيلية أكثر شدة ضد كنوز إيرانية. ومن أجل تعزيز هذه الرسالة، تقرر هذه المرة إضافة ’بيت الزجاج’، مقر قوات فيلق القدس في مطار دمشق الدولي، من أجل التوضيح لسليماني وأنصاره أنه هم أيضا غير محصنين".

وقال مسؤول أمني إسرائيلي إنه في غارات الأمس كان هناك إيرانيون بين القتلى. ووفقا لليمور، فإنه "في الماضي أيضا قُتل إيرانيون في هجمات إسرائيلية في الأراضي السورية، وبينهم ضابط برتبة عقيد، لكن إسرائيل امتنعت دائما عن ذكر ذلك رسميا كي لا تحض الإيرانيين على الانتقام. وليس واضحا ما الذي قاد إلى المبادرة للنشر أمس. هل كانت هذه معلومة مسربة دون قصد، أو انعدام مسؤولية أو انعدام فهم من جانب من زود المعلومة".

وأضاف ليمور، فيما يتعلق بـ"معادل الردع والتصعيد"، أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة جاءت بعد فترة امتنعت فيها إسرائيل عن شن غارات. وفيما يتعلق بالردع، فإن العودة إلى شن غارات "لا يعني شيئا حيال المستقبل. ففي المستقبل أيضا ستطالب إسرائيل بالتفكير ما إذا ستهاجم نقل أسلحة أو محاولات تموضع إيرانية في سورية، فيما احتمال رد إيراني موضوع على جدول الأعمال".

وفيما يتعلق بالتصعيد، اعتبر ليمور أن "إمكانية التصعيد مرتبطة بإيران الآن. وفي الفترة الأخيرة، كانت إسرائيل في حالة تأهب عالية تحسب من هجوم إيراني أكبر من الماضي. ويرجح أن الصواريخ الأربعة التي أطلقت أول من أمس على جبل الشيخ لم تكون العملية التي يتحدثون عنها، وأن النية الإيرانية كانت خطيرة أكثر، ومن الجائزة أنها ما زالت قائمة".

وتابع ليمور أن "جهات مختلفة في إسرائيل تعتقد أن سليماني قد يسرع عملية كهذه، وأيضا كرد على غارات الأمس، في محاولة لصرف أنظار الرأي العام عن المظاهرات الحاشدة في مدن إيرانية مركزية. ورغم أن مواجهة مباشرة ضد إسرائيل قد تكلفه خسارة كنوز مادية فورية، لكنها يمكن أن توحد الشعب ضد عدو خارجي مشترك".

التعليقات