إسرائيل تتوقع تغيرات إستراتيجية بعد اغتيال سليماني

"يكمن بالاغتيال احتمال لانفجار إستراتيجي كبير، لكن الاعتقاد في جهاز الأمن هو أنه ما زال من السابق لأوانه تحديد الاتجاهات والتطورات التي سيؤدي إليها. وعلامات الاستفهام كبيرة خاصة وأن رد الأميركيين ليس متوقعا"

إسرائيل تتوقع تغيرات إستراتيجية بعد اغتيال سليماني

مساتشوسيتس - تظاهرة ضد حرب مع إيران، أمس (أ.ب.)

يحاول الإسرائيليون استيعاب الوضع الجديد الحاصل في المنطقة إثر تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، في أعقاب اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أميركية في بغداد، قبل أسبوع.

وأشار المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، طال ليف رام، اليوم الجمعة، إلى أنه إضافة إلى إغلاق جبل الشيخ، إثر الاغتيال، فإن الجيش الإسرائيلي "نفذ عمليات ميدانية أخرى كثيرة. وكافة الاحتمالات كانت على الطاولة"، لكن صورة الوضع لم تكن واضحة. "فالتقديرات لم تكن تستند إلى معلومات استخبارية محددة. وفي الجيش الإسرائيلي قرروا أنه في وضع ليس واضحا إلى هذه الدرجة، يحظر المخاطرة".

وحسب ليف رام، فإن الصورة الاستخبارية "أخذت تتضح بسرعة وأشارت إلى أنه في المرحلة الأولى، إسرائيل ليست جزءا من الحدث، وأنه يدور بين الولايات المتحدة وإيران فقط. والتقديرات التي استُعرضت أمام المستوى السياسي تحدثت عن أنه في هذه المرحلة ثمة احتمال ضئيل جدا لرد (إيراني) ضد إسرائيل، وانخفض مستوى التأهب بما يتلاءم مع ذلك".

رغم ذلك، أشار ليف رام إلى أنه "في الأمد المتوسط ستتغير الصورة. وفي الأشهر القريبة قد نشعر بتأثير الحدث من ناحيتي التهديدات والتصعيد الفعلي، وكذلك من خلال الاعتبارات الإسرائيلية إزاء استمرار التموضع الإيراني في سورية".

وأضاف أنه "بالنسبة لإسرائيل، يكمن باغتيال سليماني احتمال لانفجار إستراتيجي كبير، لكن الاعتقاد في جهاز الأمن هو أنه ما زال من السابق لأوانه تحديد الاتجاهات والتطورات التي سيؤدي إليها. وعلامات الاستفهام كبيرة، خاصة على ضوء حقيقة أن الأميركيين، وأولهم الرئيس دونالد ترامب، أثبتوا إلى أي مدى يمكن أن يكون ردهم غير متوقع".

وتابع ليف رام أن جهاز الأمن الإسرائيلي حذر حيال تقديرات مفادها أن اغتيال سليماني سيغير سياسة ترامب في الشرق الأوسط، "التي تتأثر بمصالح أميركية فقط. ووفقا لهذا المفهوم، تدرك إسرائيل أنها ستضطر إلى أن تحارب لوحدها التموضع الإيراني في سورية.ويتوقع أن تزيد التطورات الأخيرة معضلة إسرائيل بشأن كيفية مواصلة العمل ضد مشروع حزب الله لتحسين دقة الصواريخ".

وأشار إلى أنه "في المستوى السياسي والأمني الرفيع يدّعون بإصرار أنه سيتم التمسك بالخطوط الحمراء، حتى لو كلّف ذلك مخاطرة أكبر بنشوب حرب في الجبهة الشمالية. وفي هذه الأثناء، يبدو مؤخرا، وعلى ضوء الواقع المعقد في إسرائيل، تراجعت وتيرة الغارات في سورية".

وتوقع ليف رام أن يتم اتخاذ قرارات هامة فيما يتعلق بسياسة إسرائيل تجاه التموضع الإيراني في سورية وحزب الله، فقط بعد تشكيل حكومة جديدة. "لكن في هذه الأثناء، الميدان لا ينتظر نتائج الانتخابات (للكنيست)، ويتوقع أن تضع الأشهر القريبة تحديات كبيرة أمام المستويين الأمني والسياسي".

وأردف أن "إسرائيل ستكون مطالبة، هذا العام، باستثمار موارد كثيرة في تحليل المعلومات الاستخبارية حول إيران، ومتابعة البرنامج النووي هناك. وإلى جانب القيود المعروفة للاتفاق النووي مع القوى الكبرى، فإن التقديرات العامة في الاستخبارات العسكرية كانت حتى القرار الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي، أن الإيرانيين التزموا عموما ببنوده. والآن يدركون جيدا في إسرائيل أنه قد يكون هناك تغييرا جوهريا في الوضع، وبما يتلاءم مع ذلك فإن سلم أولويات الجيش الإسرائيلي قد يتغير بكل ما يتعلق بعمل الاستخبارات والتدريبات وبناء القوة في سلاحي البرية والجو".  

التعليقات