"الله يستر": تخوف إسرائيلي من انتشار كورونا في غزة

"في جميع تحليلات الوضع التي أجراها جهاز الأمن، في السنوات الأخيرة، تم طرح مخاطر انتشار أمراض معدية في القطاع كسيناريو أبرز، بينما تهديد الوباء عزز كثيرا التنسيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بعد أن واجه أزمات في السنة الأخيرة"

حجاج في كنيسة المهد، الخميس الماضي (أ.ب.)

تتحسب القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل من احتمال انتشار فيروس كورونا المستجد في قطاع غزة، الذي تفيد التقارير بأنه ما زال خاليا من هذا الوباء حتى الآن. وذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الثلاثاء، أن "هذه المسألة تُشغل، في الأيام الأخيرة، القيادة السياسية والأمنية، بين الكثير من المشاكل الأخرى. وبكلمات أخرى، سيناريو انتشار كورونا في غزة مصنف في جهاز الأمن تحت عنوان ’الله يستر’".

ويختلف الوضع في قطاع غزة، المكتظ بالسكان وحساس للغاية بما يتعلق بانتشار أوبئة، عن الوضع في الضفة الغربية، حيث تم الإعلان عن وجود إصابات بكورونا فيها، وغالبيتها في منطقة بيت لحم. وكتب هرئيل أنه "عمليا، لا توجد إمكانية لفصلها بشكل كامل عن إسرائيل. وفي جميع تحليلات الوضع التي أجراها جهاز الأمن، في السنوات الأخيرة، تم طرح مخاطر انتشار أمراض معدية في القطاع كسيناريو أبرز، بسبب الاكتظاظ الهائل هناك، البنية التحتية المزرية والظروف الصحية المتردية. لكن في هذه الحالة، عدوى الكورونا تأتي من الخارج. وبشكل ينطوي على تناقض، عزل القطاع عن العالم يحمي القطاع حتى الآن".

ولفت هرئيل إلى أنه في حال انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة، فإن "إسرائيل ستواجه صعوبة في رفع مسؤوليتها عن نفسها. والمجتمع الدولي لم يقبل الادعاء الإسرائيلي بأنها توقفت كليا عن كونها مسؤولة عن الوضع في القطاع بعد خطة الانفصال في العام 2005. بينما السلطة الفلسطينية، المسؤول عن القطاع بموجب اتفاقيات أوسلو، ليس لديها أي حضور على الأرض منذ طردها من هناك" هام 2007.

ونقل هرئيل عن الخبيرة في القانون الدولي في المركز المتعدد المجالات في هرتسيليا، الدكتورة دانا وولف،، تساؤلها حول "كيف سنتصرف إذا نظم عشرات آلاف الفلسطينيين مسيرة نحو السياج مطالبين بأن تساعدهم إسرائيل في كارثة إنسانية في القطاع؟ فكورونا تطرح على أرض الواقع مشاكل غير محلولة بالنسبة لعلاقات إسرائيل مع القطاع، ولم نحسمها على مر السنين".

ووفقا لهرئيل، فإن معضلة إسرائيل وحماس، رغم عدم وجود اتصالات مباشرة بينهما، تتعلق بالعمال الفلسطينيين من غزة في إسرائيل. واعتبر هرئيل أن المعضلة الأساسية تواجهها حماس، التي من جهة تريد خروج العمال من القطاع للعمل في إسرائيل من أجل تحسين الوضع الاقتصادي، ومن الجهة الأخرى تتخوف حماس من انتقال عدوى كورونا إلى عمال وانتشارها في القطاع بعد عودتهم من العمل.

وخلافا للقطاع، حسب هرئيل، فإن فصلا فعليا بين إسرائيل والضفة الغربية ليس موجودا. ولفت إلى أن جدار الفصل العنصري في الضفة لم يستكمل أبدا وهو "مهمل في السنوات الأخيرة ومخترق لعبور أي أحد يريد ذلك". ورغم إغلاق منطقة بيت لحم، بقرار من السلطة الفلسطينية، "لكن المنطقة الريفية بين بيت لحم والخليل لا يمكن الفصل بينها ولا ولا وجود ملموس فيها للجيش الإسرائيلي كي يفرض الإغلاق. لذلك، على الأرجح أن يستمر المرض بالانتشر، باتجاه الجنوب على الأقل".

وفيما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن أنه يدرس فرض إغلاق على الضفة كلها، إلا أنه لم يتخذ قرارا حتى الآن،، بينما يجري التخطيط لدخول عمال من الضفة، باستثناء منطقة بيت لحم، بدءا من بعد غد، الخميس. "وسيكون هناك تردد مرة أخرى بين خطر نشر المرض واعتبارات كسب الرزق، وفي الضفة يوجد أكثر من 120 ألف رجل يعملون داخل الخط الأخضر والمستوطنات، إلى جانب عشرات آلاف المتواجدين غير القانونيين في إسرائيل".

وأضاف هرئيل أن "تهديد الوباء عزز كثيرا التنسيق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بعد أن واجه هذا التنسيق أزمات في السنة الأخيرة، حول صفقة القرن، دعم الأسرى والخلاف الأخير حول استيراد العجول. والتنسيق في المجال الصحي وثيق جدا وإسرائيل تساعد السلطة الفلسطينية في الضفة".

التعليقات