نتنياهو: لم أتنازل عن ضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: "فكرة أن ننسحب إلى خطوط 1967 ونقتلع مستوطنات لم تعد مطروحة. وهذا التغيير سيؤثر لاحقا أيضا (في حال فوز بايدن). وفرض السيادة بدون موافقة الولايات المتحدة هو انعدام مسؤولية سيشكل خطرا على الاستيطان ودولة إسرائيل"

نتنياهو: لم أتنازل عن ضم 30% من الضفة الغربية

مظاهرة في القدس، أول من أمس، ضد سياسة نتنياهو الاقتصادية وتطالبه بالاستقالة بسبب ملفات الفساد (أ.ب.)

اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن اتفاق التحالف وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل والإمارات هو "زلزال جيوسياسي". وقال في مقابلة لصحيفة "يسرائيل هيوم"، نُشرت اليوم الإثنين، إنه "رفضت طوال سنوات فكرة الأراضي مقابل السلام (لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي)، أي السلام الذي يستند إلى انسحابات إسرائيلية وضعف إسرائيلي. وأقول إن السلام هو مقابل السلام ومن خلال القوة وليس الضعف".

وأضاف نتنياهو أن توصل إلى الاتفاق مع الإمارات "لأنه عملت من أجل ترسيخ القوة العظمى الإسرائيلية، اقتصاديا وسياسيا ومن خلال دمج قدراتنا الاقتصادية والعسكرية. وأعتقد أن التغيير الكبير في الشرق الأوسط بشأن نظرة الدول العربية، جاء نتنيجة وقوفي ضد الاتفاق النووي مع إيران. ضد العدوانية الإيرانية. ورأت دول كثيرة بإسرائيل بقيادتي أنها دولة تحولت من عدو إلى حليف ضروري".

وحسب نتنياهو، فإنه "في الشرق الأوسط يصنعون السلام مع القوي، وليس مع الضعيف. وسياستي جعلت إسرائيل قوية جدا، من الناحية الاقتصادية والعسكرية التكنولوجية، وكقوة عظمى سيبرانية وذات مكانة دولية قوية... وقد التفت العرب إلى ذلك، وأنا أعلم بذلك شخصيا".

وتابع نتنياهو أن الجميع يعلم بأن إسرائيل نفذت عمليات ضد إيران في أماكن غير سورية، "وقد أرسلت عملاء الموساد إلى قلب طهران من أجل إخراج الأرشيف النووي".

وأضاف أن "خصومي، وبينهم (رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق) إيهود أولمرت، قالوا قبل عدة أيام إنه لن تصنع أي دولة عربية سلاما معنا قبل أن نحل الصراع مع الفلسطينيين. وهذا التوجه يخلد الفيتو الفلسطيني على الصهيونية. ولم يتغير شيئا منذ وعد بلفور. وهذا يجعل غلاة المتطرفين يحتجزون إسرائيل والدول العربية كرهائن. وهم لن يوافقوا أبدا، وليس مهما إذا كانت هذه خطة كلينتون أو أوباما، فالفلسطينيون لم يوافقوا على أوسع التنازلات التي كان اليسار مستعدا لتقديمها. ونتيجة لذلك، فإن السلام مع الدول العربية سيتأجل إلى الأبد".

وأردف أنه "إذا كانت إسرائيلية قوية وحازمة بما يكفي، مثلما وقفت ضد إيران فإنه بإمكاننا تغيير نظرتهم إلينا. وإليّ أيضا. والنظرة تغيرت. وقد رأوا أنني أقف ضد عدو مشترك. ولأول مرة منذ ربع قرن نصنع سلاما لا يستند إلى تنازلات وانسحابات إسرائيلية. مثلما حدث مقابل مصر والأردن".

وحول مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، التي يصفها بأنها "فرض السيادة الإسرائيلية" على تلك المناطق، قال نتنياهو إنه "لم أخدع أحدا. وقد عملت طوال ثلاث سنوات ولم أتنازل عن السيادة. وأدخلتها إلى خطة الرئيس ترامب للسلام. وبحسب الخطة الأميركية، إسرائيل ستحظى بـ30% من مناطق يهودا والسامرة (أي الضفة) – أكثر بعشر مرات مما كان في خطط أخرى – ومن دون اقتلاع أي مستوطنة ومن دون الانسحاب من مناطق ضرورية لأمن إسرائيل. هذه هي الخطة الأميركية. ولم تتغير. وأنا أحضرتها".

وأضاف أنه "صحيح أنه بعد الإعلان عن خطة ترامب، أردت مباشرة أن أطرح هذا الأمر (مخطط الضم) على الحكومة، وهم (الأميركيون) طلبوا أن انتظر وكرروا الطلب بأن أنتظر من أجل تمكينهم من التقدم في اتفاق السلام مع الإمارات، وربما مع دول أخرى أيضا".

وتطرق نتنياهو إلى احتمال فوز المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن. وقال إنه "أعتقد أن المصطلحات تغيرت. وفكرة أن ننسحب إلى خطوط 1967 ونقتلع مستوطنات لم تعد مطروحة. وهذا التغيير سيؤثر لاحقا أيضا، مثلما سعيت من أجل نقل السفارة إلى القدس، والاعتراف بالقدس، وهذا حصل. وتحدثت عن اعتراف بهضبة الجولان وهذا حصل. وهناك أمور أخرى".

وتوقع نتنياهو أن دولا عربية أخرى ستتبع الإمارات وإبرام اتفاقيات تطبيع وتحالف مع إسرائيل "وهذه فكرة تتغلغل في المنطقة".

وحول انتقادات المستوطنين لعدم تنفيذ مخطط الضم حتى الآن، قال نتنياهو إنه "قلت منذ البداية أنني سأفرض السيادة فقط بالاتفاق مع الولايات المتحدة، لأن فرض السيادة بدون موافقة أميركية هو انعدام مسؤولية سيشكل خطرا على الاستيطان ودولة إسرائيل كلها من خلال خطوات قاسية يتخذها المجتمع الدولي ضد إسرائيل".

وأضاف أنه "عندما طلبوا مني، لدى نشر الخطة والآن، إرجاء فرض السيادة من أجل السماح بالتوصل لاتفاق، فإنهم لم يجعلوني أختار بينهما. وقالوا إن هذا هو موقفهم. لذلك، إذا لم يكن بالإمكان تطبيق السيادة الآن وينبغي تعليقها لفترة معينة، فالأفضل لنا أن نحصل على الاتفاق على الأقل. لم أفضل واحدا على الآخر".

التعليقات