إسرائيل "قلقة" من التعاون السعودي الصيني في المجال النووي

عبّر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، عن قلق إسرائيلي من التعاون السعودي الصيني في المجال النووي، وذلك في أعقاب التقارير التي صدرت عن "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز"، ولفتت إلى تقدم في التعاون الصيني السعودي، وكشفت عن منشأة نووية أقامتها السعودية سرا

إسرائيل

الموقع قرب الرياض ("نيويورك تايمز")

عبّر مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، عن قلق إسرائيلي من التعاون السعودي الصيني في المجال النووي، وذلك في أعقاب التقارير التي صدرت عن "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز"، ولفتت إلى تقدم في التعاون الصيني السعودي في هذا المجال، وكشفت عن منشأة نووية غير معلنة أقامتها السعودية في منطقة صحراوية بالقرب من عاصمتها، الرياض، سرا.

جاء ذلك في تقرير للمراسل السياسي لموقع "واللا" الإسرائيلي، باراك رافيد، نقل فيه عن مسؤولين إسرائيليين قوله إن "مسؤولين في الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إسرائيل، توجهوا إلى نظرائهم في الإدارة الأميركية، وأعربوا عن قلقهم البالغ بشأن التعاون بين السعودية والصين في المجال النووي".

وذكر التقرير أن "إسرائيل تعتبر السعودية أحد حلفائها الرئيسيين في مواجهة إيران وتحافظ على علاقات سرية شديدة الحساسية معها"، وأضاف أن "المسؤولين الإسرائيليين يأملون في أن تحذو السعودية حذو الإمارات وتتقدم باتجاه تطبيع رسمي للعلاقات مع إسرائيل أو على الأقل تشجع دول أخرى في الخليج على اتخاذ مثل هذه الخطوة".

وشدد مسؤولون كبار في الحكومة الإسرائيلية على أن هذه المعطيات دفعت مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلى التعامل بحساسية دبلوماسية وسياسية كبيرة مع الشأن السعودية خوفا من الإضرار بالعلاقات.

وأضافت المصادر أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية ووزارة الخارجية ووزارة الشؤون الاستخباراتية ووزارة الأمن وهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، تتابع باهتمام شديد وتراقب مراقبة حثيثة تطورات البرنامج النووي السعودي، غير أن مكتب رئيس الحكومة، أوعز لجميع هذه الأطراف بعدم التطرق إلى هذه المسألة علنًا، بأي شكل من الأشكال.

ووفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، فإن السعودية طورت مع الصين منشأة لاستخراج "كعكة اليورانيوم الصفراء"، الحيوية جدًا لإنتاج وقود نووي ولا يمكن تطوير سلاح نووي بدونها. وأثارت الاتفاقية بين الصين والسعودية قلقًا في واشنطن من أن السعودية تسعى لتطوير قنبلة نووية، خصوصًا مع التهديد الصريح لولي العهد، محمد بن سلمان، بالحصول على قنبلة نووية إن حصلت إيران على واحدة.

والمنشأة الجديدة ستقام في منطقة العلا، شمال غربي البلاد. ورجحت "وول ستريت جورنال" أن تثير ذعرًا إسرائيليًا.

وكشفت "نيويورك تايمز" منشأة أخرى غير التي كشفتها صحيفة "وول ستريت جورنال". وتقع المنشأة قرب العاصمة، الرياض، بالقرب من منطقة لإنتاج الألواح الشمسية، يعتقد محللون حكوميون أميركيون وخبراء خارجيون أنها قد تكون واحدة من مواقع نووية سعودية غير معلن عنها.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن "هناك مؤشرات مقلقة، لكن لم يتضح لنا بعد ما يحدث بالضبط في هذه المنشأة"، وأضاف "ليس من الواضح كذلك بالنسبة للأميركيين والمسؤولين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية طبيعة ما يحدث هناك، إذ تعتزم الوكالة التحقق من ذلك مع السعوديين".

ورجّح مسؤولون إسرائيليون كبار أن تكون السعودية قد لجأت إلى التعاون السري مع الصين لأن الصينيين لم يطالبوها بضمانات بأن تلتزم ببرنامج نووي لأغراض مدينة فقط، كما تطالبها الولايات المتحدة؛ إذ أجرى السعوديون محادثات مع إدارة ترامب في السنوات الأخيرة بشأن شراء مفاعلات نووية، لكنهم رفضوا مطلب الولايات المتحدة بالتعهد بعدم إجراء تخصيب مستقل لليورانيوم على الأراضي السعودية، ورفضوا السماح للولايات المتحدة بالإشراف على المنشآت النووية.

كما رجّح مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية أن تكون التسريبات التي وصلت إلى صحيفتي "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" حول التعاون السعودي الصيني في المجال النووي، جاءت في ظل الانتقادات التي تسمع في الكونغرس من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، حول السعودية بشكل عام وبرنامجها النووي بشكل خاص.

والجزئية التي تثير قلق أجهزة الاستخبارات الأميركية هي إمكانية إنتاج السعودية وقودها النووي بنفسها، وهو يمكن أن يضع "المملكة على طريق تطوير أسلحة نووية" بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس السادس من آب/ أغسطس الجاري.

ووفقًا للصحيفة، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية عممت مؤخرًا تحليلًا سريًا عن الجهود الجارية في السعودية بالتعاون مع الصين لبناء قدرة على تصنيع الوقود النووي. ويتخوف كاتبو التحليل، وفقًا لمسؤولين أميركيين، من أن الشكل الذي تعالج فيه الصين والسعودية اليورانيوم قد يُطور لاحقًا لتخصيبه إلى وقود أسلحة.

ورغم ذلك، قال المسؤولون الأميركيّون إن "الجهود السعودية ما زالت في مرحلة مبكرة"، وإن محللي الاستخبارات لم يسجلوا بعد خلاصات حاسمة حول بعض المواقع الخاضعة للتدقيق، وإنه "لو قرّرت السعوديّة المضيّ نحو برنامج عسكري، فإنها ستحتاج إلى سنوات قبل أن تملك القدرة على إنتاج رؤوس حربيّة".

التعليقات